قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن المسلم الذي يكون في معية الله، لن يصيبه أذى، فهو محروس بأمر الله وعنايته.
وأضاف وزير الأوقاف، في خطبة الجمعة، من مسجد الرحمة بمدينة الطور، بمحافظة جنوب سيناء، أن الله دائما ما كان يعصم النبي الكريم مصداقا لقوله تعالى "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" كما قال الله "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".
وأشار إلى أن المؤمنون من أصحاب رسول الله، لما رأوا الأحزاب متجمعين من كل حدب وصوب، لم يهنوا ولم يضعفوا لأنهم يعلمون أنهم في معية الله، بل قالوا في ثبات ويقين "هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا".
وتابع: يا صاحب الهم إن الهم منفرج، أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه .. لا تيأسن فإن الكافي الله
وإن بليت فثق بالله وارض به .. إن الذي يكشف البلوى هو الله
كيف يشعر الإنسان أنه في معية الله
معية الله معنا دائمًا لكن لا يمكن أن نشعر أننا فى المعية إلا إذا تحققنا بذلك، والله معنا دائمًا فى كل زمان ومكان والدليل على ذلك قوله تعالى { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} فمعية الله تحوطنا دائمًا، فالمشكلة فى الإنسان نفسه بأنه هل هو مع الله أم لا؟.
وحتى يشعر الإنسان أنه فى معية الله يشهده الله تعالى أنه فى معيته.
استحضار معية الله منهج الأنبياء
ثقة العبد بربه ويقينه بأنه سبحانه المتولي لأموره، وأنه تعالى سائق كل خير، وكاشف كل ضر لا تتركه نهبًا للوساوس والأوهام، ولا تلقيه في اليأس من روح الله، أو ظلمة القنوط من رحمة الله؛ بل تجعله يتضرع إلى الله تعالى عند كل نازلة، ويستجير به عند كل مصيبة، ويشكره ويذكره، ويحمده عند كل نعمة ورحمة، فيتجه إلى الله في سائر أحواله، داعيًا متضرعًا موقنًا بالإجابة، منتظرًا للفرج من الله.
واستحضار معية الله سبحانه وتعالى هو منهج الأنبياء، وشعار الصالحين، ودأب المخلصين، وعلى هذا أكد سيدنا رسول الله عليه وسلم، فلا يستطيع أحد دون الله تعالى أن يجلب لنا نفعًا أو أن يدفع عنا ضرًا، إلا ما كتبه الله لنا، فلا نستكين لأقوال القائلين، ولا نخضع لأهواء الناس، وإنما علينا أن نتمسك بثوابت كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثمرات معية الله
ثمرات معية الله أنها تُعين العبد على مراعاة أوامر الله وحقوقه، فمتى حفظ العبد حقوق الله حفظه الله، ومتى حفظه كان الله له، كما أنها تُعلق القلوب بالله توكلًا عليه في استجلاب المنافع ودفع المضار، فيطمئن القلب لذلك، فيسكن به، وينصره الله، ويثبته ويحقق له السعادة في الدارين.