الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد موقف فتاتي المنصورة.. لماذا تتنازل الفتيات عن محاضر التحرش؟!

واقعة التحرش
واقعة التحرش

أعلنت فتاة المنصورة وصديقتها، المتحرش بهما ليلة رأس السنة، بمدينة المنصورة، عن تنازلهم عن محضر الاتهام بالتحرش أمام النيابة، وتوجهتا لإتمام إجراءات التنازل في الواقعة، وكانت الفتاتين رغبتا في إنهاء المشكلة بعد إرضائهما والصلح من قبل أهالي المتهمين، وتوجهتا إلى النيابة للتصالح.

واقعة التحرش

وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، تظهر واقعة تحرش جماعي بفتاتين بشارع الجمهورية بالقرب من بوابة جامعة المنصورة ليلة رأس السنة الميلادية، وتوصلت الاجهزة الامنية إلى هوية الفتاتين، وألقي القبض على 7 متهمين في الواقعة، عقب تحديد هويتهم من الكاميرات. 

عقوبات قانونية

وتعد مصر من الدول التي جرّمت التحرش الجنسي منذ الخمسينيات من القرن الماضي، ولكن تحت مسمى آخر هو "خدش حياء أنثى في الطريق العام"، بحسب قانون العقوبات المصري. 

وعام 2014، تم تعديل المادة 306 (أ) من قانون العقوبات، وإضافة مادة تعرّف التحرش الجنسي، وتم إنشاء "إدارة مكافحة العنف ضد المرأة"، بموجب القانون، وقد تصل عقوبة المتحرش، باللفظ أو بالفعل أو السلوك أو عبر الهاتف أو الإنترنت، إلى السجن لمدة تترواح بين ستة أشهر وخمس سنوات، بالإضافة إلى غرامة قد تصل إلى 50 ألف جنيه مصري.

معدل التحرش

وقد أظهرت دراسة قامت بها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن 99 % من النساء فى مصر يتعرضن لكل أشكال التحرش الجنسى فى المجال العام، وبما يؤثر ذلك تأثيرًا كبيرًا على الحالة البدنية والنفسية للمرأة، وينتهك حقوقهن الأساسية فى الشعور بالأمان، وحرية التنقل فى المجال العام، والتأثير على مساهمتهن فى قوة العمل ومشاركتهن فى المجال السياسى.

ووفقًا لنتائج مسح النشء والشباب، بلغت نسبة الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسى فى الفئة العمرية 13-29 سنة 42.6 %، فى حين بلغت نسبة الفتيات فى الفئة العمرية (13-17) سنة اللاتى تعرضن أيضًا للتحرش حوالى 49.5 %.

أسباب الخوف

لكن مازال الكثير من الفتيات، يخشين الإبلاغ، ويضطر البعض للتنازل عن محاضر التحرش، بسبب الضغط المجتمعي على الفتاة وخوفها من الفضيحة وضغط العائلة.

الخوف من الأسرة .

وخلال تصريحات سابقة، كشف فتحي فريد، منسق مبادرة "شُفت تحرش"، أن أغلب الفتيات يخشين الابلاغ خلال محضر رسمي، ويرفضن المساعدة القانونية نهائيا، واكتفين بالدعم النفسي مفضلات الابتعاد عن مكان الواقعة، ويعود ذلك لصغر سن المتعرضات للتحرش وبالتالي خوفهن من دخول أقسام الشرطة، واغلبهن أعمارهن لم تتجاوز 18 عاما، بالإضافة إلى خوفهن من لوم الأسرة والمجتمع.

مطالب هامة

موضحا أنه لابد من تحرير محاضر أو مذكرات من خلال الدوريات على أن تستكمل الإجراءات في قسم الشرطة، وتغيير الثقافة المجتمعية من خلال تعديل المناهج التعليمية بحيث تتضمن قيم المساواة بين الجنسين، وعلى الإعلام ضبط المواد الإعلامية ونبذ التحرش وتقديم المتحرش على أنه مجرم، مع ضرورة تعميم وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في كل محافظات الجمهورية وعدم قصرها على القاهرة الكبرى، بالإضافة لتعيين ضابطات بأقسام الشرطة لتلقي بلاغات التحرش، وضرورة تقديم تدريبات لجميع العاملين والمسؤولين داخل إدارة شرطة مكافحة العنف ضد المرأة، من أجل ضمان تقديم خدماتهم بشكل أفضل، حتي لا يساعد على استمرار ظاهرة التحرش في الأعياد والاحتفالات.

الآثار النفسية

فيما أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن هناك نوعين من الآثار النفسية التي تحدث لضحايا التحرش الجنسي، منها آثار وقتية وأخرى الاكتئاب، وخوف وتوتر مع التعامل مع الآخرين، وربما تصاب الضحية بعُصاب ما بعد الصدمة، وهو عبارة عن توتر ورعشة وتلعثم، وزيادة في ضربات القلب، ويكون مصدرها أصوات مشابهة تحدث حول الضحية، وتُذكرها بحادثة التحرش التي تعرضت لها.