الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء طيران: عقوبات بلا رحمة ضد إيران حال عدم تسليم الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية

حطام الطائرة الأوكرانية
حطام الطائرة الأوكرانية

تواصل الدول المكلومة على ضحاياها المفقودين في حادث الطائرة الاوكرانية المنكوبة، السعي نحو الوصول إلى الأسباب الحقيقية للحادثة المأسوية التي وقعت فوق الأراضي الإيرانية، خلال الساعات الماضية، وسط التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة على إثر الأزمة الأمريكية الإيرانية.

وعلى الرغم من التكتم والتعتيم الإيراني، والتضييق علي سير التحقيقات وامتناعها عن تسليم الصندق الأسود إلى أوكرانيا أو مشاركة الدول المفجوعة من الحادثة على ضحاياها الـ 167 قتيلا، إلا أن أوكرانيا تمكست بعدم فرض تكنهات أو سيناريوهات دون الانتهاء من التحقيقات وفحص الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة.

وسط التسويفات الإيرانية والمماطلة حول تسليم الصندوق الأوسط، كانت أجهزة الاستخبارات الكندية، ذات النصيب الأكبر من الضحايا على الطائرة المنكوبة، بعد إيران بنحو 63 قتيلا، كانت تعمل في طريقها للوصول إلى دليل أو بداية خيط لفك شفرات الحادث الغامض الذي وقع بعد دقيقتين من إقلاع الطائرة من مطار الإمام الخميني الدولي بالعاصمة الإيرانية طهران.

وخرجت كندا، على لسان رئيس الوزراء جاستن ترودو، يؤكد أن بلاده حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في طهران تم إسقاطها بصاروخ إيراني، وأن هناك محادثات مستمرة مع دبلوماسيين ومسؤولين استخباراتيين وعسكريين من دول عدة في إطار التحقيق بشأن ملابسات سقوط الطائرة الأوكرانية بإيران.

رئيس وزراء كندا، قال في تصريحاته، إنه ربما يكون استهداف الطائرة بالصاروخ الإيراني كان خطأ غير مقصود، ولكن رغم ذلك فإن إيران لن تجر تحقيقات جادة وشفافة بشأن الطائرة الاوكرانية، وشدد على ضرورة السماح لمحققين كنديين بدخول إيران لإجراء تحقيقات حول الطائرة الأوكرانية المنكوبة، مطالبًا بتحقيق كامل وشفاف.

وفقا لتصريحات كندا والتسويفات التي تسلكها إيران، بشأن تسليم الصندوق الأسود خشية من إثبات عمل إرهابي، فإن إيران لن تنجو من العقوبات وفقا لقوانين الطيران الدولية، والتي قد تصل إلى حرمانها وحظرها من دخول دول بعينها قد تصل إلى دول الاتحاد الأوروبي كافة، وربما قد تصل أيضا إلى إسقاط عضويتها من المنظمة العالمية للطيران المدني "الإيكاو".

خبراء حوادث الطائرات، ومسؤولين سابقين بسلطات الطيران المدني، أكدوا أنه بعد المعلومات الأخيرة التي خرجت من الاستخبارات الكندية، فإن من مصلحة إيران مشاركة الدول صاحبة الضحايا وأوكرانيا التحقيقات وتسليم الصندوق الأسود لإظهار الحقائق تخفيفا للعقوبات التي قد تفرض عليها دون رحمة وفقا للوائح المنظمة للطيران المدني الدولي.

وأوضح خبراء الطيران، في تصريحات ل"صدى البلد"، أنه في حال إذا ثبت إدانة إيران في إسقاط الطائرة، فإن طهران سوف تتحمل كافة التعويضات الخاصة بالشركة والركاب والأطقم الطائرة، وأوضحوا ان تلك التعويضات غير موحدة ولكنها تختلف من شركة إلى أخرى، وفقا للوائح التأمينية لكل شركة، مع تعويض شركة الطيران الأوكرانية عن الطائرة.

وأكد خبراء حوادث الطيران، أنه من مصلحة إيران التعاون في التحقيق، وتشكيل لجنة تضم جهات من سلطة الطيران المدني لديها وإدارة الحوادث وأيضا لجنة من الشركة المنتجة للطائرة والشركة المنتجة للمحرك نفسه، الذي دارت حوله تكهنات بوجود عطل مفاجئ به، بالإضافة إلى مشاركة اوكرانيا نفسها وكندا في هذا التحقيق للوصول إلى الحقائق.

وأشار خبراء حوادث الطائرات، أن الصندوق الأسود للطائرة وحده هو يستطيع تحديد كافة الأسباب الحقيقية للحادث المأسوي دون فرض أي تكهنات من الدول، ولكن إذا ظلت إيران على موقفها في الامتناع عن تسليم الصندوق الأسود للطائرة إلى الشركة الأمريكية سوف تطبق عليها العقوبات دون مفر.

حول فرضية تبرئة إيران من الحادثة، وإثبات ان العطل الفني الذي أصاب المحرك كان سببا في سقوط الطائرة الأوكرانية، قال خبراء الطيران، إن الشركة المنتجة هي من ستتحمل كافة التعويضات عن الحادث، ولا يقع أي عقاب أو لوم على شركة الطيران الأوكرانية في كافة الظروف.

وكانت وسائل الإعلام العالمية والمحلية، استيقظت صباح أمس الأربعاء، على نبأ تحطم طائرة أوكرانية من طراز "بوينغ 737" على متنها 180 راكبا بالقرب من مطار الإمام الخميني الدولي على بعد 30 كم جنوب العاصمة الإيرانية.

ودعت أوكرانيا، إلى الامتناع عن طرح تكهنات وسيناريوهات بشأن أسباب تحطم الطائرة الأوكرانية في سماء طهران، وانتظار صدور التقارير الرسمية بعد انتهاء التحقيقات، خاصة بعد العثور على الصندوق الأسود للطائرة، ولكنها أصدرت قرار بتعليق الرحلات إلى أجل غير مسمى.

وأعلنت منظمة الطوارئ الإيرانية، أن الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي سقطت صباح اليوم جنوب العاصمة طهران كانت تقل 179 شخصًا، عدد الركاب والطاقم، منهم 147 إيرانيا فيما البقية وعددهم 32 فهم أجانب، لقوا حتفهم جميعا.