الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حلبة وزعتر وبركة الصالحين.. حكايات مثيرة عن إنجاب الأطفال أيام المماليك

صدى البلد

يعد العصر المملوكي من أبرز الفترات التاريخية التي مرت على مصر، وصبغت عادات وتقاليد المصريين بصبغة مميزة، حيث كانوا أقرب للمصريين الذين احبوهم وامتزج الإثنان في بوتقة الوطن الواحد.

الدكتور عبد الحميد عبد السلام أبوعليو مدير إدارة التدريب والنشر العلمي بالمُتحف الإسلامي كشف لنا حكايات وتفاصيل مثيرة عن أحد أبرز مكونات الحياة في العصر المملوكي، والمتمثلة في إنجاب الأبناء.

الحمل والولادة

بدأ أبو عليو بالحديث لـ صدي البلد عن الحمل والولادة، وقال إن الزوج كان أشد ما يكون فرحًا بخبر حمل زوجته، لذا كان يضعها على أكف الراحة ولا يكلفها بعمل شاق في المنزل، وكان أكثر حنية ورفقا بزوجته.

وتابع: ومن عادات الشعب المصري يوم الولادة يكون الاستعداد لاستقبال المولود، بالاتفاق مع القابلة التي تصحب معها كرسي الولادة، والذي كان يوضع أمام المنزل إعلانًا بوصول المولود، وكانت تجلس عليه المرأة أثناء الطلق والولادة.

وكان دور الأطباء يأمرون الأم بالإكثار من أكل الفواكه مثل التفاح والكمثري والرومان وغيرها وكذلك المشي الخفيف، وعند نزول الطفل إن لم يصرخ جاءت القابلة ببصل أو كبريت أو غيره تضعه في انف الطفل حتى يعطس مع قفل فمه، وتظل القابلة بالمنزل عدة أيام لمتابعة حالة الأم والجنين ولحضور يوم السابع.

وخلال هذه الأيام كانت تقوم باستعمال مسحوق مكون من الملح والحلبة والزعتر، وتملح به جسد الطفل وجلده حتى يكون صلبًا قويًا، وتقوم بغسله في ماء الحلبة مع ماء الورد ودقيق الشعير.

وكان من العادات ايضًا استقبال المولود في خرقة أحد الصالحين، والأذان في أذن المولود اليمني والإقامة في اليسرى وتحنيكه بتمرة،ولا حبذا لو مضاف إليها ماء زمزم.

وتقام الولائم والاحتفالات بهذه المناسبة في يوم السابع.

ويقوم الأب بوضع المصحف ودواه وقلم وقطعة سكر عند رأسه، تمنيًا أن يكون سعيد طويل العمر واسع الرزق من أهل العلم، كما ساد اعتقاد أن الملائكة يكتبون بالدواة والقلم التي توضع فوق رأس الطفل ما يجري على طول حياته.

ختان الطفل

كان من المعتاد أن يترك الأطفال المسلمين بضع سنوات حتى يشتد عودهم، وكانوا يكرهون ختان الطفل في يوم السابع لان اليهود كانوا يختنون أولادها في هذا اليوم، ولذا كرهه بعض أئمة المسلمين، اللهم أن كان هناك حاجة ماسة للختان كعسر البول لدي الطفل.

وفي الختان كذلك كانت تقام الاحتفالات والولائم، وقيل أنه من عادة السلاطين عند ختان أبنائهم يدعون أبناء الأمراء ثم أبناء الفقراء والأيتام لختانهم، مثلما فعل السلطان بيبرس عند ختان ابنه السعيد بركة، إذ بلغ عدد الأطفال الذين تم ختانهم 1645 طفلًا، وأمر لكل طفل منهم كسوة ومائة درهم ورأس غنم.

كما كان من العادة أن لبس الطفل الذكر ثياب بنات دفعًا للعين، وبالغ البعض من الشعب المصري لدرجة أنه كان يذهب إلى مكة وبعد أن يطوف بالطفل يختن حول الكعبة، وتوزع الصدقات على أهل مكة، وعملية الختان سنة للأولاد ومكرمه للبنات كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.

أم ومرضعة

في حالات كثيرة لا يمكن للأم إرضاع أبنائها لقلة اللبن فكان يتم إحضار المرضعة لها، ويشترط أن تكون شابة صغيرة بين الخمسة والعشرين إلي الخمسة والثلاثين حيث يكون لبنها غزيرًا وجيدًا، ولابد أن تكون صحيحة البدن وان تكون بين السمنة والنحافة من أهل بيت عقل ودين، وتكون صالحة متدينة حسنة الخلق.

وعلى المرضعة أن تختار أوقات الرضاعة، فلا ترضع الطفل عقب الحمام حتى تهدأ حركاته، ولا تكثر عليه اللبن حتى تقوى معدته، وتجعله يبكي قليلا قبل الرضاعة حتى يوسع البكاء صدره ويبرد أعضائه، كما أنها لا تجوع ولا تمتلئ لان في ذلك مضرة بالطفل.

وفي مرحلة الفطام يجب أن يكون الطفل قد اعتاد على الغذاء بجانب الرضاعة، كأن يأكل الخبز الممضوغ أو المبلل في ماء او عسل أو لبن حتى تسهل عملية الفطام،ومع الوقت يبدأ الطفل في النمو والكبر،وعلي الأب والأم تقويم الأطفال وغرس القيم والأخلاق الطيبة في نفوسهم، فيما يعمل الأب بكل حرص على تأمين مستقبل أولاده.