الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محدش يشرب مخدرات تحت البيت.. شهيد شهامة جديد في القطامية: دفع حياته ثمنا لرفضه طريق السموم.. أهالي المنطقة وأصدقاؤه: مات الجدع وراحت الرجولة

جثة - أرشيفية
جثة - أرشيفية

  • شهيد شهامة جديد.. نادر دفع حياته ثمن رفضه الاتجار بالمخدرات
  • آخر كلمات المجنى عليه: محدش يشرب حشيش تحت البيت هنا
  • أصدقاء المجني عليه وجيرانه: ماتت الرجولة.. مات الجدع 

«محدش يشرب حشيش تحت البيت هنا».. جملة قالها محمد وشهرته «نادر» شاب فى مقتبل العمر يبلغ 19 عاما، لشاب آخر فى نفس سنه، إلا أن الفرق بين الاثنين على النقيض، فالأول صاحب خلق وسمعة حسنة بين أقرانه فى شارع السوق بالنصر بمنطقة القطامية، والآخر بلطجي يعمل "ديلر" للمخدرات ويبيعها لأصحاب الكيف فى المنطقة دون وجود رقيب أو رادع له، بسبب ذلك دفع نادر حياته ثمنا لشهامته واعتراضه على تجارة الكيف فى المنطقة.

بلطجة ومخدرات وقتل، واقعة مأساوية شهدها شارع السوق بالنصر بمنطقة القطامية فى القاهرة الجديدة، راح ضحيتها شاب يحلم بمستقبل نجاح له ولأسرته، إلا ان هناك من يتربص بتلك الأحلام ويحاول الوقوف فى طريقها وعدم تحقيقها.

صابح الأحد خرج الشاب محمد الشهير بـ "نادر" إلى عمله فى أحد محلات الرخام كعادته اليومية، ففوجئ فور خروجه بوقوف شاب يدعى عمرو أسفل منزله يقوم بتناول المخدرات، والذى يعمل كـ"ديلر" لترويجها فى المنطقة، فتوجه إليه قال له: «محدش يشرب حشيش تحت البيت هنا وكده غلط وبتضايقوا الناس اللى رايحه وجاية وده عيب».


على أثر تلك الكلمات، نشبت مشاجرة بين الطرفين إلى أن تدخل المارة والمحيطون قاموا بفض المشاجرة وانصرف الجميع كل إلى منزله، فعقد المتهم عمرو النية على تأديب نادر على فعلته بعد أن قام بتأنيبه على شرب المخدرات وبيعها بالمنطقة.

غادر المتهم مكان الواقعة وتوجه إلى منزله والتقى بوالده جمال الدين، الشهير بـ "أبو على"، وشقيقه الأصغر يوسف، وعقدوا العزم على الانتقام من المجني عليها، وانتظروا حتى حلول المساء وتوجهوا للمنطقة التى يسكن فيه وعند رؤيته، قاموا بالتعدي عليه حاملين الأسلحة البيضاء، وقاموا بطعنه عدة طعنات جعلته ينزف كثيرا بين أيديهم، وسط ذلك حاول المجني عليه الهرب منهم إلا أنه لم يستطع الجرى بعيدا سوى أمتار قليلة وسقط مغشيا عليه ليلفظ أنفاسه الأخيرة.

ماتت الرجولة.. مات الجدع.. بتلك الكلمات نعى أصدقاء المجني عليه والمحيطين به فى منطقته، الذين عبروا عن حزنهم الشديد تجاه ما حدث له دون ذنب على يد بلطجية خارجين عن القانون.

وقال أحد أصدقاء المجني عليه: "إنا لله وإنا إليه راجعون، عاش راجل ومات راجل، مات جسمه عايش باسمه، هتفضل في قلوبنا يا أرجل خلق الله"، مطلقا عليه لقب "شهيد الغدر"، وأضاف: "الله يرحمك يا صاحبي بجد عمري ما هنساك علشان أنا شفت منك رجولة وجدعنة لو عشت عمر فوق عمري مش هشوفها من حد تاني".

وقال آخر: "نادر كان مثالًا في الالتزام والأخلاق، لم يكن يترك فرضًا إلا ويصليه في المسجد، كان يعمل في أحد محلات الرخام، وواصل تعليمه وتولى مسئولية الإنفاق على المنزل بعد وفاة والده، شارع السوق بالنصر أصبح وكر المخدرات والبلطجة واللى مش عجبه يتقتل.. الله يرحمك يا محمد ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته".

فيما أكد آخر: "نادر ولا بتاع استروكس ولا بيشرب سيجارة حتى، نادر كل حكايته إنه "محترم" بزيادة.. نادر كان مدمن دراسة واحترام وحب من الناس كل ذنبه إنه كان بيمنع المخدرات من المنطقة بتاعتهم، عنده لسه 19 سنة، عاوزين حقه، وصرخات أمه بترج القطامية كله حسبنا الله ونعم الوكيل من الحرام أم تفرح بابنها وكل ده ليه عشان قال بلاش بيع مخدرات وكانت دي آخرتها منهم الله".

وكان قسم شرطة القطامية برئاسة الضابط محمد الألفي، تلقى بلاغا بنشوب مشادة، بين شاب يدعى "عمرو. ج"، 19 عاما، والمجني عليه "محمد س"، 20 سنة، طالب بالمعهد العالي للعلوم، بسبب اعتراض الثاني على بيع الأول المخدرات أسفل منزله، وعلى أثرها في اليوم الثاني استدعى الأول الأخ الأصغر له، وهو "يوسف. ج"، 17 عاما، والأب جمال الدين، وتوجهوا بالقرب من منزل المجني عليه وقاموا باستيقافه ونشبت بينهم مشاجرة أمام العيادة الشاملة بمحطة النصر، وترتب عليها مقتل الطالب إثر طعنة نافذة بالساق اليمنى.

على الفور انتقلت قوات الأمن، وتم إلقاء القبض على المتهم واستجوابه وضبط المتهمين الهاربين، وتولت النيابة التحقيقات التى قررت حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.