محافظة أسوان عروس الجنوب وجوهرة النيل الساحرة ، والمشتى العالمى .. عاصمة الشباب الإفريقى والإقتصاد والثقافة بالقارة السمراء تحتضن العديد من المقومات الطبيعية التى حباها الله بها ، لتكون فى مقدمة مدن العالم فى مختلف الثقافات والفنون .
وفى هذا الصدد يلقى " صدى البلد " الضوء على أبرز الفنون المقامةعلى أرض عاصمة الثقافة الطيبة وهو فن النحت على الجرانيت والذى يعتبر أحد أهم الفنون الخالدة والمتوارثة منذ أيام الفراعنة وتستمر هذه الرحلة فى هذا الفن الراقى إلى اليوم على أيدى مبدعين وفنانين نجحوا فى الوصول للعالمية بإبداعاتهم وأفكارهم التى يجسدونها على الحجر حيث يطوعوا هذه الخامة الصلبة فى أعمال فنية ونموذجية متميزة تظل خالدة لأمد الدهر .
وهنا نتطرق للحديث عن مهرجان سمبوزيوم أسوان الدولى والذى
سنحتفل خلال العام الحالى 2020 بالدورة الـ 25 ( اليوبيل الفضى ) لهذا المهرجان الذى
يعتبر علامة فنية بارزة، فهو يمثل نشاطًا فى الحركة التشكيلية لفن نحت الجرانيت ،
وتتنامى فيه الخبرات فى التعامل مع هذه المادة الصلبة ونحتها بشكل جمالى .
وأصبح من خلال سمبوزيوم أسوان الدولى لدينا عدد من المتميزين منهم من مثل مصر فى المحافل الدولية ، وأقاموا معارض في الخارج محققين
مكانًا لنا على الخريطة الدولية للنحت على الجرانيت ، وهناك بعض الدول التى إستفادت
من التجربة المصرية، وأقامت تجارب مماثلة في أوروبا وآسيا وأمريكا.
وبدأت فكرة السمبوزيوم - كما يقول الفنان آدم حنين، مؤسس
سمبوزيوم أسوان الدولي - في عام 1988 ليخرج إلى النور في مدينة أسوان، وذلك
لموقعها المتميز تاريخيًا وجغرافيًا، بجانب تمتعها بتوافر خام الجرانيت الأحمر
الصلد، والذى كان منبعًا لإقامة المسلات والتماثيل الفرعونية القديمة التي حققت إعجابًا
عالميًا بها، حيث إن الرصيد الحقيقي لأي أمة هو قدرتها على الحلم والخيال لتحقيق
الواقع، وأكد أن اللقاءات المتتالية تجسد الحلم الجماعي لخلق عالم ينبض بالحياة.
وأضاف"حنين" أن سمبوزيوم أسوان الدولي هو لقاء سنوي يتجدد، ويزداد إنجازًا عاما بعد آخر
بعد أن أصبح محط أنظار الأوساط الفنية العالمية، وأصبح الفنانون المصريون منتشرين
في كل الدول، لافتًا إلى أن العالم يحتاج إلى مثل هذه اللقاءات الإنسانية بعيدًا
عن الزيف والصراعات، حيث إن سمبوزيوم أسوان يجسد هذا الحلم.
كما أنه يوجد فى أسوان المتحف المفتوح لأعمال السمبوزيوم
بمنطقة الشلال، والذى بدأ العمل فيه منذ عام 2010 ومقام على مساحة 33 فدانا ويضم
215 عملًا فنيًا لوضعه ضمن أجندة البرامج السياحية للسائحين الزائرين لأسوان، وأن
الدورات الناجحة لسمبوزيوم أسوان الدولي على أرض المحافظة تؤصل حضارة الأجداد
وتطور فكر وإبداع الأحفاد.
كما أن متحف السمبوزيوم المفتوح تتكامل فيه جميع المعالم
الجمالية ومحاكاة للطبيعة من سحرها وروعتها، والتي تعتبر مادة خام لخلق سيمفونية
من الأعمال الفنية والنحتية الراقية، ولتكون قادرة على التحاور مع الأعمال النحتية
التي يحتضنها فضاء هذا المتحف النادر في طبيعته ومكوناته، وأن المحافظة من جانبها
قامت بنقل أعمال الدورة السابقة من ورشة العمل إلى المتحف المفتوح بالشلال من خلال
أوناش ولودارات متخصصة، بجانب توفير القطع الجرانيتية، وتجهيز الوصلات الكهربائية
ووصلات المياه لورش العمل.
والمحافظة حريصة على احتضان الأعمال الفنية للسمبوزيوم
ضمن منظومة التطوير والتجميل في مختلف الميادين والحدائق لتشكل معًا بانوراما فنية
تليق بمكانة أسوان الحضارية، حيث تم توزيع العديد من الأعمال الفنية داخل ميادين
مدينة أسوان، حيث يوجد نحو 27 عملًا نحتيًا معروضًا في مدينة أسوان، بجانب 24 عملا
موزعة على 7 مدن بأسوان.
ومنطقة المتحف المفتوح بأسوان مقامة على منطقة صخرية
مرتفعة تحتوي جميع الأعمال الفنية البارزة من سمبوزيوم أسوان الدولي.
يذكر أن كلمة السمبوزيوم أصلها لاتيني، وتعنى تجمعا دوليا
لمجموعة من الفنانين، تحديدا النحاتين، فيما يشبه ورشة عمل لإبداع أعمال نحتية
معتمدين فى الخامة على ما يتوفر فى الطبيعة والبيئة التى يقام فيها التجمع، وهذه الورشة
تتم بصورة دورية سنوية فى توقيت محدد ويقام فى الفضاء المفتوح، وتكون غالبية
الأعمال الفنية الناتجة من مثل هذه التجمعات أعمالا صرحية ضخمة الحجم، وبذلك
يستفيد الفنانون خبرة التعامل مع خامات لا تتوفر فى الطبيعة التي يعيشون ويقيمون
فيها نشاطهم الفني، بالإضافة إلى أن الفضاء المفتوح يتيح للفنان أن يجرب التعامل
مع الكتلة والفراغ بصورة متحررة، وبالتأكيد يكون تبادل خبرات الفنانين أثناء
تخليقهم لأعمالهم الإبداعية أكبر فائدة ممكن الخروج منها فى مثل هذه المشاركات
الفنية الكبرى.
وتنتشر أعمال سمبوزيوم أسوان للنحت الدولي فى أنحاء
الجمهورية؛ الإسكندرية والقاهرة والجيزة وحديقة الأزهر والمنيا ومرسى مطروح ومدينة
الأقصر ومحافظة أسوان.