الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تداعيات كورونا تصل لقطاع النقل الجوي العالمي.. إياتا يكشف: الغموض يسيطر على 2020 بسبب تفشي الفيروس القاتل.. و2019 كانت الأسوأ للشحن الجوي منذ الأزمة المالية العالمية..وأفريقيا الناجي الوحيد من الخسائر

الشحن الجوي العالمي
الشحن الجوي العالمي

  • "إياتا":
  • 2019 هو الأسوأ منذ نهاية الأزمة المالية العالمية في عام 2009
  • القيود المفروضة على الدول بسبب تفشي كورونا ستؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي 
  • جميع المناطق سجلت خسائر في قطاع الشحن عدا أفريقيا

أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" البيانات المتعلقة بالشحن الجوي في مختلف الأسواق العالمية خلال عام 2019، والتي أظهرت انخفاضًا في مستوى الطلب الذي يقاس بطن الشحن لكل كيلومتر، بنسبة 3.3% مقارنةً مع عام 2018، في حين ارتفعت سعة الشحن، التي تقاس بطن الشحن المتاح في الكيلومتر الواحد بنسبة 2.1%.

وسجل عام 2019 أول انخفاض في أحجام الشحن منذ عام 2012، كما يمثل أضعف أداء منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009 عندما تقلصت أسواق الشحن الجوي بنسبة 9.7 %. ووفقا لبيانات الاتحاد، تقلصت أحجام الشحن خلال شهر ديسمبر بنسبة 2.7% على أساس سنوي، في حين ارتفعت سعة الشحن بنسبة 2.8%.

ويعزى تراجع أداء الشحن الجوي في عام 2019 إلى النمو الضعيف في التجارة العالمية بنسبة 0.9% فقط، كما أن ضعف أداء القطاع يعزى بشكل خاص إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات كثيفة التصنيع، فضلًا عن تراجع أداء الأعمال وتدني ثقة المستهلكين، وانخفاض طلبات التصدير، والتي فرضت بدورها المزيد من التحديات على قطاع الشحن الجوي.

ومع ذلك، فهناك مؤشرات على استرداد مستويات الثقة والطلب خلال عام 2020، إلا أنه لا يزال باكرًا لمعرفة أو تحديد ما هي الآثار طويلة الأمد على أداء القطاع والتي ستنجم عن القيود المفروضة بخصوص مكافحة تفشي فيروس كورونا.

وقال ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: "شهد عام 2019 العديد من حالات التصعيد والتوتر التجاري، والتي أثرت سلبًا وبشكل كبير على أداء قطاع الشحن الجوي، ليغدو 2019 هو الأسوأ منذ نهاية الأزمة المالية العالمية في عام 2009".

وأضاف دو جونياك: "على الرغم من هذا التراجع، إلا أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية التي تلوح في الأفق، ولكن هذا لا يلغي تلك المخاوف حيال ما هي تبعات فيروس الكورونا على الاقتصاد العالمي، حيث ستؤثر القيود المفروضة سلبًا على نمو الاقتصاد بالتأكيد، وهذا بدوره سيفرض المزيد من التحديات على قطاع الشحن الجوي خلال العام الجاري".

أفريقيا والشرق الأوسط
شهدت جميع الأسواق، باستثناء أفريقيا، انخفاضًا في الحجم خلال عام 2019. في حين احتفظت منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكبر حصة من الطلب (يقاس بطن الشحن لكل كيلومتر) بنسبة 34.6%، وارتفعت حصة كل من أمريكا الشمالية وأوروبا من حركة الشحن لتصل إلى 24.2% و23.7% على التوالي. فيما استقرت حصة شركات الطيران في الشرق الأوسط عند 13%. وسجلت أفريقيا وأمريكا اللاتينية ارتفاعًا طفيفًا في حصتهما لتصل إلى 1.8% و2.8%.

وسجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط انخفاضًا سنويًا في أحجام الشحن بنسبة 3.4% على أساس سنوي خلال شهر ديسمبر، وزيادة في سعة الشحن بنسبة 1.9% فقط، وهي أدنى نسبة مقارنة بالمناطق الأخرى. وهذا بدوره ساهم في تسجيل انخفاض سنوي في الطلب بنسبة 4.8% خلال عام 2019 - ثاني أكبر انخفاض بمعدل النمو في جميع المناطق. كما ارتفعت سعة الشحن السنوية بواقع 0.7% فقط. وتعد المشاكل التي تواجهها سلاسل التوريد العالمية وضعف التجارة العالمية، إلى جانب إعادة هيكلة قطاع الطيران في المنطقة، هي من أبرز العوامل الرئيسية التي أفضت إلى هذه النتائج السلبية في أداء القطاع.

من جانبها، شهدت شركات النقل الجوي الأفريقية ارتفاعًا في الطلب بنسبة 10.3% خلال ديسمبر 2019، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2018. وانعكس ذلك في أدائها القوي خلال عام 2019، حيث زادت أحجام الشحن الجوي في أفريقيا بنسبة 7.4%. كما تنامت السعة في شهر ديسمبر لتبلغ 10%، و13.3% في مجمل عام 2019. وساهم النمو الكبير في السعة والعلاقات الاستثمارية مع آسيا بتعزيز أحجام الشحن الجوي على مدار العام الماضي.

آسيا وأوروبا
وسجلت شركات الطيران الأوروبية انخفاضًا بنسبة 1.1% على أساس سنوي لمستويات الطلب على الشحن الجوي خلال شهر ديسمبر بالتوازي مع زيادة السعة بنسبة 4.9%. وشكل تراجع أداء الشركات خلال الشهر الأخير من العام انعكاسًا لأدائها في عام 2019 بشكل عام، حيث انخفضت الأحجام بنسبة 1.8%، في حين ارتفعت السعة بنسبة 3.4%. ونتيجة لانخفاض النشاط الاقتصادي، بما في ذلك الاقتصاد الألماني المعتمد بشكل كبير على قطاع التصنيع، فضلًا عن حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان عام 2019 هو الأسوأ بالنسبة لقطاع الشحن الجوي الدولي الذي سجل انخفاضًا في أحجام الشحن هو الأضعف منذ عام 2012.

وسجلت شركات النقل الجوي في آسيا والمحيط الهادئ انخفاضًا في الطلب بنسبة 3.5% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، علمًا أن ذلك ترافق بزيادة في سعة الشحن بنسبة 2.8%. وشهد عام 2019 بشكل عام انخفاضًا في أحجام الشحن بنسبة 5.7%، وهو أكبر انخفاض على الصعيد العالمي، في حين سجل زيادة في السعة بنسبة 1.1%. ونظرًا لكونها وجهة التصنيع الرئيسية في العالم، كان للتوترات التجارية العالمية وتباطؤ النمو العالمي تأثير سلبي كبير على أحجام الشحن الجوي خلال عام 2019، وخاصة في آسيا التي انخفضت فيها معدلات الطلب (طن الشحن لكل كيلومتر) بنسبة 8% مقارنة بالعام السابق.

أمريكا
بدورها، سجلت شركات الطيران في أمريكا الشمالية انخفاضًا في أحجام الشحن بنسبة 3.4% خلال شهر ديسمبر، مع تنامي السعة بنسبة 2.1%.

وانخفضت أحجام الشحن في المنطقة بنسبة 1.5%، مقارنةً بتزايد السعة بواقع 1.6% في عام 2019، وذلك نتيجةً للتوترات التجارية وتراجع النشاط الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية خلال النصف الأخير من العام. كما انخفضت أحجام الشحن العالمية بنسبة 5.6% على أساس سنوي في ديسمبر، لتسجل بذلك أضعف معدل نمو شهري في المنطقة منذ بدايات عام 2016.

وعانت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية من أكبر نسبة انخفاض في الطلب خلال شهر ديسمبر بنسبة 5.3% مقارنة بالمناطق الأخرى، كما كانت المنطقة الوحيدة التي شهدت تراجعًا بالسعة بنسبة "-3.1%"، وعلى الرغم من تحقيقها ثاني أفضل أداء في عام 2019، والذي ساهم بالحد من انخفاض أحجام الشحن لديها إلى 0.4% فقط، سجلت المنطقة أضعف أداء لناحية الطلب منذ عام 2015، ويعزى ذلك إلى الاضطرابات الاجتماعية والصعوبات الاقتصادية التي تشهدها العديد من البلدان الرئيسية في المنطقة. كما ارتفعت سعة الشحن السنوية بواقع 4.7%.