الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

راعية أغنام بدرجة فدائية.. سالمة شميط سيناوية تحدت إسرائيل.. قاومت الاحتلال عقب استشهاد زوجها وولديها.. وبطولاتها تزين سجلات التاريخ

صدى البلد

  •  سالمة شميط.. 
  • تعلمت تفكيك وتركيب الألغام عقب استشهاد زوجها 
  • سقط ولدها الأكبر شهيدا أثناء تركيب أحد الألغام على طريق رتل عسكري إسرائيلي

اشتهرت الفدائية سالمة شميط في سيناء بـ "أم الأبطال"، كما أطلق عليها "أم موسى"، نسبة إلى ابنها الأكبر "مهندس الألغام" موسى الروشيد، الفدائي المعروف، وتوفيت عن عمر ناهز 90 عاما، حيث حلت ذكرى وفاتها 6 فبراير الجاري.

سالمية شميط، هي سيدة بسيطة كانت ترعى الغنم في صحراء سيناء أمام جنود العدو، لكنها تضع لغما بدلًا من كسرة الخبز في الكيس الذي تحمله على ظهرها، وفي القلب وطن يأبى أن ينكسر في مواجهة العدو المحتل.

كانت مهمتها نقل الألغام التي يسلمها لها زوجها وأبناؤها إلى أقرب موقع، ثم تضع عليه علامة، ليتولى الزوج والأبناء زرع اللغم في طريق المدرعات الإسرائيلية ليلا.

فقدت "سالمية" زوجها في أحد التفجيرات الإسرائيلية فى سيناء، وقامت بلملمة أشلاء جسده المتناثرة وحشدت أبناءها محمد وموسى ومريم لاستكمال المهمة ضد العدو الإسرائيلي. 

كما سقط ولدها الأكبر محمد شهيدا أثناء تركيب أحد الألغام على طريق رتل عسكري إسرائيلي ليبقى لها ولدها موسى وابنتها مريم، وعلى الرغم من ذلك واصلت المشوار مع ابنها موسى، وتعلمت فك الألغام وتركيبها بمساعدة ابنها فى الصحراء أثناء رعيها الأغنام.

وكانت تنقل الألغام على حمارها إلى مكان يحدده ابنها ليقوم بتركيبه في طريق جنود الاحتلال، وانفجر اللغم في ابنها موسى وفقد إحدى عينيه وتهشم قفصه الصدري لانفجار مئات الشظايا التي سكنت جسده.

وتم القبض عليه وهو جريح لا يستطيع الكلام أو الحركة، وجاءها نبأ أن ابنها موسى استشهد ولكنها لم تصدق ذلك، إلى أن تم السماح لها بزيارته في السجون الإسرائيلية لتضغط عليه ليعترف للمحققين بأنه وراء التفجيرات الأخيرة، ولم يعرف الصهاينة أن وراء هذه الضربات سيدة سيناوية تحدت أطماعهم. 

وجاءوا بها معصوبة العينين ولما قربوها من ابنها همست في أذنه: "لا تبكى يا ولد وخليك راجل مازالت أرضنا محتلة، اصمد فالشدائد تصنع الرجال"، ووقعت كلماتها على المخابرات الإسرائيلية كالصاعقة.

وفي يوم 6 فبراير عام 2015، فاضت روح البطلة سالمة شميط (أم موسى) إلى بارئها، وودعتها شمال سيناء ومصر إلى مثواها الأخير، ولكن بطولاتها سوف تعيش في سجلات التاريخ ما بقيت الحياة.