الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرامكو السعودية تتعرض لهجوم جديد.. زيادة في محاولات القرصنة بفيروس شمعون

ارامكو السعودية
ارامكو السعودية

أكد كبير مسؤولي أمن المعلومات في شركة النفط الحكومية السعودية العملاقة، خالد الحربي، أن «أرامكو السعودية شهدت زيادة في محاولات الهجمات الإلكترونية منذ الربع الأخير من عام 2019، والتي نجحت الشركة في مواجهتها حتى الآن».

وقال خالد الحربي لـ «رويترز» في مقابلة عبر الهاتف، إن «هناك بالتأكيد زيادة في محاولات الهجمات (الإلكترونية) وننجح في منع هذه الهجمات في أقرب وقت ممكن.»

وأضاف «أن نمط الهجمات (السيبرانية) دوري، ونرى أن الحجم يزداد، وأظن أن هذا سيستمر في الاتجاه، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل حول من يقف وراء الهجمات.»

كانت المملكة العربية السعودية هدفا لهجمات إلكترونية متكررة، بما في ذلك فيروس Shamoon الذي يشل أجهزة الكمبيوتر عن طريق مسح أقراصها وضرب كل من الوزارات الحكومية وشركات البتروكيماويات، وكان آخرها في عام 2017.

وشهدت أرامكو ، التي تضخ 10٪ من إمدادات النفط العالمية، أكبر هجوم إلكتروني لها حتى الآن في أغسطس 2012، عندما تسبب هجوم فيروس شمعون في إتلاف حوالي 30000 جهاز كمبيوتر وكان يهدف إلى إيقاف إنتاج النفط والغاز في أكبر دولة مصدرة لـ «أوبك».

كما تعرضت منشآت شركة أرامكو للهجوم في شهر سبتمبر من خلال ضربات الطائرات دون طيار والصواريخ التي أوقفت مؤقتًا إنتاج 5.7 مليون برميل يوميًا - أي أكثر من 5٪ من إمدادات النفط العالمية. 

ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في الهجوم، وهو ما تنفيه إيران.

كما قال الحربي، إنه كانت هناك محاولات للتسلل إلى أرامكو عبر Emotet ، وهو برنامج ضار نشط على مستوى العالم، لكن تم منعه بنجاح.

وتابع أن هذه البرامج الضارة أثرت على المنظمات الصغيرة الأخرى في المملكة العربية السعودية، دون الخوض في تفاصيل.

واستطرد الحربي، بقوله إن تحديد مصدر الهجمات الإلكترونية كان أصعب جانب من جوانب الأمن السيبراني.

في يوم الثلاثاء، قال أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، على هامش منتدى للأمن السيبراني في الرياض، إن شركته تضع الأمن السيبراني، ضمن أفضل مخاطر الشركات، على قدم المساواة مع خسارة حصتها في السوق والتقنيات المدمرة والحوادث الصناعية الخطيرة والصدمات الجيوسياسية.

وفي عام 2017، قال مسؤولو الأمن في المملكة العربية السعودية، إن البلاد قد تم استهدافها كجزء من حملة تجسس إلكترونية واسعة النطاق تمت ملاحظتها ضد خمس دول في الشرق الأوسط بالإضافة إلى عدة دول خارج المنطقة.

وجاءت مشاركة رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، في المنتدى الدولي للأمن السيبراني، و الذي اقيم يوم الثلاثاء الماضي برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ تعبيرًا عن التزام أرامكو السعودية بمواجهة مخاطر التهديدات السيبرانية.

ويأتي المنتدى، الذي يقام لأول مرة، كمنصة للحوار بين مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص والمتخصصين والأكاديميين والمستثمرين لإرساء أسس نحو مرونة أكبر في مجال الأمن السيبراني وإدارة أكثر فعالية في مواجهة التهديدات السيبرانية. 

وأثناء مشاركته بكلمة رئيسة في هذا المنتدى، في افتتاح جلسة نقاش حول صناعة الطاقة والأمن السيبراني، قال المهندس أمين الناصر: "مع زيادة التطور التقني والتحولات الرقمية التي تشهدها البشرية والتي تجعل الحياة أكثر ازدهارًا، تزداد مخاطر الأمن والإرهاب السيبراني، وهو إرهاب متنامٍ يتخطى حدود المؤسسات والدول. 

وما من شك في أن مواضيع وقضايا الأمن السيبراني تحتل أولوية كبرى في صناعة النفط والغاز العالمية وكذلك الصناعات الكيميائية وصناعة الكهرباء، لأنها صناعات ضخمة وحيوية في آنٍ واحد، وهي صناعات على درجة عالية من التقدم الرقمي، جعلت منها هدفًا رئيسًا للتهديدات والهجمات السيبرانية. وأرامكو السعودية بحكم حجمها وأهميتها الوطنية والعالمية تعتبر التهديدات السيبرانية أحد المخاطر التي تواجهها. 

ولقد أصبحت الحاجة إلى مواءمة سياسات الأمن السيبراني والتعاون في تطوير التقنية وتبادل المعلومات والخبرات بين شركات القطاع الخاص والقطاع العام سواء الجهات الحكومية أو واضعي السياسات أو الجهات التشريعية أكثر أهمية من أي وقت مضى. 

وفي الواقع فإن طبيعة المخاطر السيبرانية ليس بمقدور جهة واحدة منفردة التعامل معها، بل تتطلب شراكات كبيرة وتعاون متبادل بين جميع الأطراف ذات العلاقة، ولا بد من التسريع في تطوير إطار عالمي واضح يشكّل مرجعية قانونية دولية في الحوكمة السيبرانية، ويعزّز إجراءات الردع والعقاب للجهات التي تتورط في أعمال جرائم الإرهاب السيبراني".

وأضاف الناصر: "نحن في أرامكو السعودية نتّبع إجراءات مشددة لتعزيز أمننا السيبراني، وقد تعلّمنا كثيرًا من دروس حادثة الاختراق الكبيرة التي وقعت على الشركة قبل 8 أعوام. ومن الإجراءات التي نتبعها: تطبيق أنظمة المراقبة والتحكم باستخدام الذكاء الاصطناعي، والشراكات مع الجهات الرائدة في مجال الأمن السيبراني، والتدريب والتطوير المستمر لموظفينا. 

وليس هناك أهم من الاستثمار في تطوير الكفاءات البشرية القادرة على التعامل مع هذا النوع من التهديدات الخطيرة، وبحمد الله، فإن أرامكو السعودية منصة ممتازة تستثمر قدرات الشباب لتطوير الكوادر الوطنية في هذا المجال الذي يواكب المتغيرات التقنية المعاصرة".

ويناقش المنتدى، الذي يمتد ليومين، خمسة محاور رئيسة حول الأمن السيبراني، وهي: صناعة الأمن السيبراني والفرص الاستثمارية وريادة الأعمال في هذا القطاع، وأفضل الممارسات لتعزيز الأمن السيبراني ومواجهة المخاطر، وتطوير وتدريب الكوادر المؤهلة في هذا المجال، وفرص التعاون الدولي، وتأثير التقنيات الحديثة على الأمن السيبراني.

وكانت «أرامكو السعودية» قد أنشأت تحالف تبادل المعلومات في قطاع الطاقة يضم شركة سابك وصدارة، بالإضافة إلى شركات أخرى، يتشارك الأعضاء في هذا التحالف المعلومات لمواجهة التهديدات السيبرانية والحد من تأثيرها. 

والجدير بالذكر أيضًا أن «أرامكو السعودية» هي عضو مؤسس في مركز الأمن السيبراني التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يهدف إلى تعزيز التعاون العالمي وقيادة المبادرات العالمية لتوحيد الجهود بين القطاعات في مجال الأمن السيبراني.