الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أخطر قاتل في 2020.. كورونا يجلب الدمار على الصين والعالم.. خسائر أولية بمليارات الدولارات منذ تفشي الفيروس.. وتوقعات باستمرار المعاناة خلال الأشهر المقبلة.. وأرقام صادمة من بكين

كورونا يواصل حصد
كورونا يواصل حصد الأراواح

  • خسائر لا تقل عن 100 مليون دولار لكبرى العلامات التجاري في العالم
  • الحكومة الصينية تجبر الشركات العاملة على العمل ساعات عمل محدودة
  • ارتفاع الوفيات.. وأكبر حجر صحي في التاريخ.. وحدود دولية مغلق

مدن ألعاب ديزني وأبل ونايك وماكدونالدز وهيونداي، فقط مجموعة بسيطة من العلامات التجارية التي تأثرت بشكل كبير داخل الصين، منذ  الإعلان عن تفشي وباء (لم تعتبره منظمة الصحة العالمية وباء مهددًا للعالم حتى الآن برغم قتله أكثر مما قتله فيروس سارس) فيروس كورونا الجديد يناير الماضي، وهدد ذلك أعمال علامات كبيرة وصغيرة تعمل ضمن الاقتصاد العالمي بجمهورية الصين الاقتصاد الثاني عالميًا، من قطاعات الطعام إلى الملابس والموضة وصولًا إلى الترفيه والتكنولوجيا، كلها عانت بشدة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن كثيرا من الشركات اعتمدت على الصين في أعمالها بإنشائها مصانع لها، بهدف الحصول على أيدٍ عاملة أقل في الحصول على الأجور، علاوة على تسويق منتجاتها داخل الأسواق الصينية التي تعد من بين الأكبر في العالم، لكن كل هذا النمو يواجه عثرة الآن.

ويجبر فيروس كورونا الجديد، الشركات المتواجدة في الصبن على الخروج أو التوقف عن العمل في البلاد، أو بحدٍ أدنى يؤخر أعمالها، وهو الأمر الذي يكلف الشركات مبالغ طائلة  كل يوم يمر والكارثة لم تنته.

ولا تزال عملية تقدير الخسائر غير محسوبة إجمالًا، لكن ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا إلى 812 قتيلًا، واقتراب ووصل المصابين بشكل مؤكد في الصين إلى 38 ألف حالة، يعني مزيدًا من الاضطرابات في الأسواق الصينية، وخسائر أكبر لكبرى العلامات التجارية وصغراها.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت بعض الشركات والعلامات التجارية في القطاعات المختلفة من الاقتصاد والعاملة بشكل تجاري عن حجم تأثرها:

قطاع الترفيه
أعلنت مدن ألعاب ديزني عن حجم تأثير فيروس كورونا على أعمالها، حيث قالت إن مدن الألعاب في شنجهاي وهونج كونج أغلقت أبوابها تمامًا أمام الزوار، وهذا ما جعل شركة ديزني تقول إنها تتوقع خسائر بـ175 مليون دولار في الربع الثاني من العام، وفق ما قالت كريستين مكارثي، المديرة المالية بالشركة لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت شركة الأفلام الكندية آي ماكس IMAX، إن الفيروس أجبرها على تأجير عرض 5 أفلام كان مخططًا لعرضها في الصين خلال فترة الإجازات الصينية.

وقالت شركة "نايتيندو" اليابانية التي تقوم بعمل ألعاب الفيديو وأجهزتها، إن الطلبيات التي تقوم بإنتاجها في الصين تواجه تأخيرًا لإيصالها إلى مستهلكيها في اليابان والأسواق الأخرى.

وفي السياق، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى مواطنيها من السفر إلى الصين للسياحة أو لأي غرضٍ آخر، علاوة على إلغاء شركات طيران لرحلاتها إلى الصين، وهو ما يمثل خسائر بالجملة لقطاع السياحة والترفيه في البلاد.

وفي مدينة مكاو الصينية، أغلق 41 كازينو أبوابه أمام استقبال أي زوار، وهو ما يمثل ضربة للكازينو التي يقوم على تشغيلها مستثمرون أمريكيون.

وتقول التقديرات إن فنادق مثل فنادق واين، تخسر يوميًا ما بين 2.4 و2.6 مليون دولار يوميًا بسبب انتشار الفيروس.

قطاع التكنولوجيا
وقال تيم كوك، المدير التنفيذي لشركة أبل الأمريكية للمحللين، إن مبيعات شركته بصدد مواجهة سقوط مروع، نظرًا للانخفاض الكبير في حجم عمليات الشراء لمنتجات شركته من المحال التجارية في الصين.

ويوجد لدى أبل عدد كبير من المحال التجاري لعرض منتجاتها في الصين.

قطاع المركبات
الكثير من مصانع السيارات والمركبات والسيارت المتواجدة في الصين، أغلقت أبوابها أو خفضت عمليات الإنتاج في البر الصيني بسبب فيروس كورونا، مثل تيسلا وفورد ونيسان.

أما هيونداي، أكبر خامس منتج للسيارات في العالم، فقالت إنها أوقفت بشكل مؤقت عمليات إنتاجها في الصين، وكوريا الجنوبية كذلك بسبب توقف الإمداد من الصين لقطع لازمة للصناعة.

وقالت شركات مثل فوكس فاجن ودايميلر إنها ستباشر عمليات إنتاجها ربما الأسبوع المقبل، إذا سمحت لهم الحكومة الصينية بذلك.

وحذرت فيات كرايسلر، أنها قد تفقد إنتاجها وتمنى بخسائر فادحة في مصانعها بأوروبا ولمدة أسابيع مع توقف الإمدادت من الصين.

قطاع الطعام
أغلقت شركة ماكدونالدز 3300 فرع لها في عموم الصين منذ تفشي الفيروس، لكن المدير التنفيذي للشركة كريس كيمبنسكي، قال إن الخسائر لن تكون هائلة للدرجة المتصورة.

وأغلقت شركة "ستاربكس" أكثر من نصف متاجرها البالغ عددها 4300 متجر في الصين، وأخرت التحديث المخطط له للتوقعات المالية لعام 2020، قائلة إنها تتوقع نجاحًا كبيرًا ولكن مؤقتًا.

وقالت شركة Yum Brands، المشغلة لامتيازات سلاسل المطاعم العالمية KFC و Pizza Hu في الصين، إن ما يقرب من ثلث مطاعمها مغلقة بسبب تفشي المرض فيما شهدت المتاجر والمطعم المتبقية انخفاضا كبيرا في المبيعات.

قطاع الملابس
قالت شركة نايكي إن حوالي نصف متاجرها في الصين أغلقت، أما المتاجر التي لا تزال مفتوحة فقد قصرت ساعات العمل ولم تصدر شركة Nike تقديرًا دقيقًا للتداعيات المالية، لكنها أخبرت المستثمرين أنها تتوقع "أن يكون للوضع تأثير مادي على عملياتنا في الصين".

وقالت شركة كندا جوس القابضة إن التأثير سيكون كبيرًا بما يكفي لتخفيض توقعات أرباحها لهذا العام، قائلة إن حركة العملاء في الصين و"وجهات التسوق الدولية في أمريكا الشمالية وأوروبا" قد تأثرت.

وحذرت عدد من الشركات الأخرى في القطاع المستثمرين من أن تفشي المرض كان له "تأثير سلبي مادي على الطلب على السلع الفاخرة".

وأغلق 24 علامة من 64 أبوابها في الصين، والمحلات المفتوحة، تعمل وفق ساعات عمل قليلة.

وقال تابيستري، العملاق الأمريكي الذي يمتلك كيت سبيد، كوتش وستوارت فايتسمان، إن تفشي المرض قد يخفض مبيعاتها بما يصل إلى 250 مليون دولار في النصف الثاني من العام.

وقالت شبكة بلومبرج الأمريكية، إن فيروس كورونا الجديد القاتل الذي نشأ من الصين ينتج حالة شديدة من التنافر، بارتفاع عدد الوفيات، وأكبر حجر صحي في التاريخ، وحدود الدولية المغلقة، وسلاسل الإمداد المعطلة، والأعمال التجارية المغلقة.

ويقول الاقتصاديون إن الوباء سيؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي في الصين لعام 2020 بمقدار نقاط مئوية بسيطة والنمو العالمي بشكل أساسي.

وتستند التوقعات الاقتصادية الهادئة بشكل غريب إلى افتراض أن التدابير الوحشية المفروضة في جميع أنحاء العالم لعزل المرضى ستنجح في القضاء عليه، وعند هذه النقطة سيكون هناك انتعاش اقتصادي، ذاكرين أن هذا ما حدث بعد تفشي فيروس كورونا الأول بالفترة 2002-2003 والذي تسبب في الإصابة بمتلازمة التنفس الحاد الوخيمة السارس.

وقالت بلومبرج إن الناتج المحلي الإجمالي للصين سوف يتوسع بنسبة 5.7٪ في عام 2020 ، بعدما كان متوقعا أن يتوسع  ما قبل الوباء بنسبة 5.9٪.

وقال مايكل جابن، رئيس أبحاث الاقتصاد الأمريكي في بنك باركليز للاستثمار: "هناك سبب للتفاؤل، لكنه ليس حاسمًا في هذه المرحلة. ربما يكون هذا الأسبوع والأسبوع المقبل هو الأكثر أهمية".