شجاعته غير المسبوقة، جعلته محط إعجاب الجميع، لم يهاب الزعيم الراحل مصطفى كامل إلا الله في حياته، مما جعله محط إعجاب الكثير في كل دولة زارها.
فاز الزعيم مصطفى كامل، الذي يحل اليوم ذكرى وفاته، بالكثير من النياشين من مختلف الدول، وكان من بينها نيشان ملك العجم، وكان يدعى «السيد خورشيد»، وكان للنيشان الذي يتألف من قطعتين قصة فلم يظفر به إلا الأجانب، ويعد الزعيم مصطفى كامل أول عربي يحصل عليه.
ومن ضمن النياشين الذي فاز بها الزعيم المصري، وسام الفيجيون دونور الفرنسي، الوسام المجيدي الأول والوسام العثماني الأول، وللوسامين الأخيرين قصة، وذكرت بتفاصيلها في مجلة الإذاعة والتليفزيون لعام 1958.
وقصة الحصول على الوسامين، ترجع إلى سفر الزعيم مصطفى كامل إلى الأستانة، وذهب لمقابلة السلطان، وقبل أن يأذن بمقابلته قابله رجال التشريفات، وشرحوا له طريقة المقابلة والانحناءات الذي يجب أن يقوم بها من انحناءات وركوع وسجود وتقبيل الارض بين يدي السلطان.
وعندما دخل مصطفى كامل على السلطان لم ينفذ كل ما شرحه له الرجال، فلم يفعل أكثر من أن يمد يده وصافحه باحترام فقط، فاندهش السلطان واستدعى رجال الحاشية، ولكن مصطفى كامل بدأ كأنه لم يفعل شيئا غير طبيعي.
سرعان ما انقلبت دهشة السلطان إعجابا بأول شخص من ابناء الشعب يعامله معاملة الإنسان للإنسان، وقبل أن يخرج كان قد أنعم عليه بالبكوية، ثم جعلها الباشوية، وكان كل هذا قبل أن يتم مصطفى كامل الثانية والعشرين من عمره.
رفض مصطفى كامل في بداية الأمر قبول الرتبة، ولكن المرافقين له نصحوه بأن حمله للرتبة يضفي عليه مهابة تجعل مكانته مرموقة ومهابة لدى الإنجليز.