ليبيا.. ليبيا

وإذا تجرأ أحدهم، وقال إن ما جرى في ليبيا في 17 فبراير 2011 كان ثورة لإزالة الحكم الديكتاتوري لمعمر القذافي وفق الكليشيهات التي كانت تباع ولا تزال في سوبر ماركت الديمقراطية القطرية والغربية.

 فالسؤال بسؤال وهل ما جاء بعد إسقاط حكم القذافي الديكتاتور حكم ديمقراطي رائع في ليبيا؟ هل أصبحت ليبيا الآن قطعة من أوروبا أو ديمقراطية غربية رصينة مثل فرنسا ولندن؟ للأسف لقد أصبحت شبه دولة.. وشبه سلطة.. وشبه حكومة.

لقد أصبح كل شىء في ليبيا شيئين، الحكومة حكومتان في الشرق والغرب، مجلس النواب مجلسان، في الشرق مجلس نواب وفي الغرب مجلس الدولة وأصبح الجيش جيشان، جيش يقوده المشير خليفة حفتر، وآخر للميليشيات والعصابات والكتائب يقوده فايز السراج. 

وحتى البنك المركزي الليبي، أصبح بنكان مصرف ليبيا المركزي في طرابلس والبنك المركزي في البيضاء بالشرق!

هذه هى ليبيا التي قيل وقت الثورة والفوضى على حكم القذافي إنها قلعة من قلاع الديكتاتورية!

القذافي لم يكن زعيما مصريًا حتى يقال، ان المقال يجامله أو ينتصر لعهده، لكن ليرد أيا من اللييين من أنصار 17 فبراير  ويفسروا للعالم ما صار في ليبيا اليوم. سيقولون لقد اختطفت ثورتنا من الاخوان والميليشيات؟

والرد لقد سهلتم أن يختطف الوطن كله من هذه الفرق التي سعت لسرقة ليبيا الدولة الغنية. لقد نهب من ليبيا خلال السنوات الماضية ما لايقل عن 100 مليار دولار وأصبحت الدولة الأولى في الفساد في العالم وفقا لمنظمة الشفافية الدولية، وكافة إيرادات النفط في السنوات الماضية والتي تخطت الـ 200 مليار دولار ذهبت كلها للصوص!

ليبيا أصبحت مأساة كاملة لقد تعدى الفساد في ليبيا أو بالاحرى تجاوز الفساد كل حد ووصل الى حد الاستهتار بالمال العام، من يريد أن يأخذ شيئا يأخذه ويخرج  ولا أحد يدير ولا أحد يراقب.

بعض القوى الطامعة في اللحم الليبي، ذهبت مسرعة إلى هناك لتأخذ حصتها، بعدما خطط للمؤامرة بذكاء ودمر بلدًا مستقرا غنيا كل من ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق وبرنار ليفي المفكر اليهودي المعروف بميوله الصهيونية.

 ليبيا.. ليبيا

للأسف لا يتسع الحديث هنا لزفر العبرات والدموع، على ما جرى في ليبيا، وهناك 7 ملايين ليبي يبكون الآن على ماكان وجرى في حق نظام كان يوزع عليهم إيرادات النفط ويقتسمها معهم.

وقيل والوصف من عند الأمم المتحدة أن الشعب الليبي كان واحدًا من أكثر الشعوب المدعومة على وجه الأرض.

اليوم في ليبيا يتم التصدق بالبطاطين والأسّرة على العائلات المحتاجة لها! واللفظ هكذا يقال ويتردد التصدق على الليبيين بكذا وكذا؟؟! هل شاهدتم نتائج 17 فبراير؟

القذافي لم يكن فقط زعيما ليبيا شاء من شاء واختلف من اختلف ولكنه كان قيمة لبلده ولشعبه..

أقيموا تمثالًا للقذافي، وأحيطوه بالورود والزهر إخواننا الليبيين وتذكروا ما كان من المؤامرة. وقبل أن يسخر أحد نقول للذين سيسخرون من أنتم؟

وقبل أن تتكلموا وتنتفضوا حدثونا عن الأمن الآن في ليبيا؟ والاقتصاد الآن في ليبيا؟ والفساد الآن في ليبيا؟

حدثونا عن ليبيا ذاتها .. اسمعوا للشعب الليبي عليكم تعرفون حجم الفاجعة التي ألمت بليبيا من جراء 17 فبراير وفي النهاية سلام عليك يا ليبيا.. وسلام على القذافي.