الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يحيى ياسين يكتب: عبيد وعمال‎

صدى البلد

"متفرد بعنائك أنت يا ولدي"، وددت أن يكون تفردنا كما قال الشاعر بالعناء والكآبة لأجل معشوقة أغازلها فتتمنع، أنت هنا لا تملك تلك الرفاهة. 
بعد ظهور نظرية آدم سميث وتبني المجتمعات الغربية لفكرة اليد الخفية التي تضبط السوق أي أن سوق الاقتصاد سيضبط نفسه بنفسه فلا حاجة للاشتراكية الثورية لحقوق الفقراء أو تدخل الدولة والحكومة لضبط الاقتصاد، تزامن تبني هذه النظرية مع حاجة ملحة للعمالة التي تمثل عنصر أساسي للإنتاجية واستمرار دورة العمل. 

بدأت الجمعيات التي أنشات تحت مسمى "حقوقية" في الدعوة لتحرير العبيد وإلغاء الرق بزعم عودة حقوق العبيد والبروليتاليين السابقين وتساويهم مع الأحرار أصحاب الطبقة الأرستقراطية المتعفة وهو ما لم يحدث قط منذ تبنيها.
 
انهارت النظرية مرورا بالكساد العظيم نهاية العشرينيات من القرن الماضي حتى استحدثها الغرب بالنظرية النيولييرالية والتي لم تختلف كثيرا عن أمّها، وأمّا الشعب الكادح من أمثالنا عزيزي القاريء منذ ثلاث قرون كانوا من البروليتاريا الكادحة عبيد لدى الساسة يعملون لأجل لقمة عيشهم وإن كان أحدهم حرا فهو يخدم عند سيده كي يدفع ضرائبه ويطعم ذويه 
فأما الآن وقد أطلقوا مجتمعات الفقر للحرية  وتحول الأرستقراطيين إلى أصحاب رؤوس الأموال في الرأسمالية الجديدة ليتزعموا البلدان بأموالهم ويصبح الأحرار لديهم عبيدًا تحت مسمى "موظف" يقتطع له راتبًا لا يكفيه أن يفعل به شيئا سوى أن يأكل وينام ليعمل ثانية.

ما تتقاضاه عزيزي لو ظللت تدور خلف نفسك عدة مرات لن تدخر منه مقدار ما يكفيك إذا تقلب الدهر، فلا أنت تسطع أن تخطو ملاهيهم وما خلقت الطائرات والسفر لأمثالك. 

نحن هنا يا عزيزي كما أطلق علينا مواطنو العالم الثالث، وجل مواطني هذا الركن الجغرافي الذي يدور معي في نفس الدائرة الذي يكابد حتى يجد عملًا ثم يعمل حتى نصف يومه كي يعيش، أنت مسخر كالعبد لا حقوق لك سوى أن تعمل وحذاري أن تخطيء أو يطمئن لك جفن فهناك عشرات من الملايين من أمثالك ينتظرون اقتناص موضعك

كنّا عبيدًا بالماضي وصرنا عبيدًا للرأسمالية!