الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيليون يرفضون خطة ترامب


ماذا قدم ترامب لإسرائيل والشعب اليهودى غير مزيد من الضياع الأمنى ومزيد من الكراهية واستمرار حالة الحرب والموت حسبما كتب ناشط يهودى على تويتر ونقلت عنه صحف عالمية، أن إسرائيل كانت فى حاجة إلى الأمن والسلام بإغلاق ملف الصراع مع الفلسطينيين وإذا بترامب يعيدنا إلى المربع رقم واحد من الصراع والقلاقل والكراهية وتصويرنا بالشعب المغتصب والمعتدى والمحتل، لم تكن إسرائيل بحاجة إلى مزيد من الأرض ولكنها بحاجة أشد إلى مزيد من الأمن والسلام وبخطة ترامب ستظل إسرائيل تعانى من التفجيريين واليائسين من حل السلام وتتحمل الكراهية من معظم دول العالم، وحسبما نشرت صحيفة نيويورك تايمز أن الصفقة عبارة عن محاولة يائسة لإعادة انتخاب نتنياهو فى مارس القادم وترامب فى نوفمبر نهاية العام الجارى بغض النظر عن مصلحة المواطن الإسرائيلى، ومؤرخ إسرائيلى كتب فى صحيفة هارتس العبرية أن الحملة المشتركة لـ ترامب ونتنياهو المقصود منها منح شرعية أمريكية لضم الأراضي الفلسطينية ومن يعترض يتهم بمعاداة السامية. 

قال الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي زئيف ستيرنهيل إن تل أبيب تتاجر بـ "الهولوكوست" لتمرير صفقة القرن المزعومة، واتهام من يعارض ضم المستوطنات بالضفة الغربية بمعاداة السامية، وتحت عنوان "ضم برعاية المحرقة"، ذكر الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة "هآرتس" إن إسرائيل حولت معاداة السامية إلى وسيلة لشل المعارضة المتوقعة في العالم لخطة الضم هكذا تتحول معاداة السامية، التي جلبت كارثة على الشعب اليهودي، إلى أداة سياسية وقحة في أيدي إسرائيل. واعتبر أن معاداة السامية أصبحت بالنسبة لإسرائيل السلاح النهائي ضد أي ادعاء بإخلاء اليهود ولو القليل منهم من الضفة الغربية، وضد فكرة تقسيم الأرض بصورة عادلة. وبالنسبة للقوميين اليهود، باتت مجرد وسيلة سياسة رخيصة لا تتوافق مع المصلحة الإسرائيلية او مصلحة المواطن الإسرائيلى الذى لا ينشد اكثر من حياة امنه  وقال الكاتب إن موهبة نتنياهو ومبعوثيه في الاتجار بالمحرقة ومعاداة السامية ليست بحاجة إلى مزيد من الأدلة، وكذلك جبن أوروبا في التصدي لابتزاز اليمين الإسرائيلي يعلمه الجميع. ونجحت إسرائيل بقيادة حزب الليكود في أن تجعل مصطلحي مناهضة الصهيونية ومعاداة السامية، متساويين بعيون الغرب. أذ تسيطر على أوروبا عقدة الذنب تجاه اليهود، لكنه لا يبرر التسامح إزاء القومية والعنصرية اليهودية الإسرائيلية. وان أي عاقل يدرك أن الضم بدون حقوق متساوية للفلسطينيين يعني إقامة دولة أبارتهايد (فصل عنصري) جديدة.

محاولة لإعادة انتخاب نتنياهو وترامب
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه من الصعوبة التعامل بجدية مع صفقة القرن المزعومة، وأشارت أنها قد تعني تخلي واشنطن عن دور الوسيط. جاء ذلك في مقالة نشرتها الصحيفة، حول خطة السلام المزعومة وأشارت إلى أن الخطة تمنح إسرائيل ما ترغب به. والصفقة تصب في مصلحة إعادة انتخاب سياسيين اثنين يعانيان من مشكلات في بلديهما، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو. وأن الصفقة تبدو وكأنها محاولة ساخرة لإرضاء القاعدة الشعبية لإعادة انتخاب كل من نتنياهو في مارس، وترامب في نوفمبر واننا امام خطة ولدت ميتة، وتعني تخلي الولايات المتحدة عن دور الوساطة مستقبلا. ومن الصعب أيضا معرفة الاستفادة التي ستحققها إسرائيل على المدى الطويل من هذه الخطة.

وبإلقاء نظرة على خارطة الدولة المقترحة يكفي لمعرفة أنه لن تكون هناك دولة في فلسطين، وأن الخطة تمنح إسرائيل جميع المستوطنات تقريبا، إلى جانب ضم غور الأردن. وحتى ولو تم قبول الخطة، فإنه من غير المعروف ما إذا كانت إسرائيل ستعترف بدولة فلسطين بعد 4 أعوام من عدمه كما أن الخطة لا تبدو واعدة بالنسبة للسيادة الفلسطينية أو بالنسبة لإحداث تطور حقيقي في وضع الشعب الفلسطيني وتتضمن الخطة المكونة من 80 صفحة، إقامة دولة فلسطينية في صورة "كنتونات" تربطها جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.

زعزعة الأمن
وتحت تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة وبهدف إرضاء الصهيونية مصدر تمويل ترامب في حملته الانتخابية المبكرة لدورة رئاسية ثانية، خرج علي العالم بفزلكة القرن في أكبر لعبة سياسية بين ترامب ونتنياهو لإنقاذ كلاهما من أزماته السياسية الداخلية، فالخطة الأمريكية للسلام أو ما تسمى صفقة القرن هى تحد واضح لكل الحقائق التاريخية والمبادئ والقيم والأعراف الدولية، والقفز على قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بل استهذاء بالقانون الدولي وانتهاكا فاضحا لإرادة المجتمع الدولي والعربي الذي يدعم السلام العالمي، ورسخت الشعور بأن الرئيس الأمريكي ترامب شخص يواصل الغطرسة الأمريكية في زعزعة الأمن والسلام في العالم، وكسب العداوات والكراهية بين الدول على حساب حرية الشعوب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط