الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تأملات وإشراقات‎



"التكريم الإلهي للانسان".. في هذا المقال سوف أتحدث عن بعض مظاهر التكريم الإلهي للإنسان وبعض ملامح الفضل الإلهي عليه ، لقد خص الله تعالى الإنسان بما لم يخص به كائنا ما كان  في الكون  بما في ذلك الملائكة الكرام عليهم السلام.. وفي هذا المقال سوف أشير الى بعض مظاهر التكريم الإلهى للإنسان  ،، أولا،،  إخباره تعالى للملائكة بخلق الانسان والذي جاء في قوله تعالى "إني جاعل في الارض خليفة " معلوم أن الله تعالى أوجد ما أوجد في هذا الكون من عوالم ومخلوقات دون سابقة إخبار منه تعالى،، ولا شك أن لهذا الإخبار دلالات كثيرة تبين مدى محبة الله تعالى للانسان وعظم قدره وسمو مكانته وتفرده بين المخلوقات وفيه أيضا اشارة واضحة على أن الانسان مخلوق متفرد عن سائر المخلوقات واشارة أيضا الى أنه محور الكون والوجود والحياة . ثم يأتي التشريف الأسمى والأجل بأن عملت فيه يد القدرة الإلهية في خلق الإنسان فقد سواه سبحانه وتعالى  بيده ولم يبدأ خلقه بكلمة كن كشأن سائر المخلوقات،، ثم يقيم الله تعالى الانسان في تشريف أخر وياله من تشريف وهو سجود الملائكة للإنسان ومعلوم أنه سجود تكريم وتعظيم وإظهار لمدى عظم قدر الإنسان لا سجود عبادة إذ أن السجود لا ينبغي لغير الله تعالى ،، ثم يخص الله تعالى الإنسان بعلم الاسماء كلها ويمنحه سبحانه الفهم والبيان وتقف الملائكة عاجزة أمام علم الانسان.

وعن ذلك كله يحدثنا  سبحانه في قرآنه فيقول "وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لا تعلمون  وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. قال ياآدم أنبئهم بأسمائهم  فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم اني أعلم غيب السموات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون".

هذا ولنا هنا عند هذا الحوار وقفات منها ..من أين جاء العلم للملائكة بأن الانسان سيكون مفسدا في الارض سافكا للدماء وخاصة أنه لم يكن هناك بشر في الارض قبل آدم عليه السلام فهو أبو البشر وأول الجنس البشري ،هل أخذت الملائكة بالقياس على حال الجن الذين عمروا الارض وسكنوها قبل الانسان  بخمسمائة سنة كما جاء في الأثر وكان حالهم فيها الافساد والاقتتال فيما بينهم، أم هل كان للملائكة نظر في اللوح المحفوظ الذي سطرت فيه يد القدرة الالهية  بالعلم الالهي مقادير الخلق والعباد،، وهل كان قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء غيرة منهم على الله عزوجل ،وهل كانوا  ناظرين لأنفسهم بعين الكمال وللبشر بعين النقص والنقصان ،،هذا وما هي الاسماء التي علمها الله  تعالى لآدم عليه السلام هل هي كل ما يقع تحت مسمى في الكون ام هي اسماء بعينها تخص السادة الأنبياء والأولياء وعباد الله الصالحين الذين أقاموا خلافة الله تعالى في الأرض  وخاصة أنهم هم الذين عمروا الأرض ولم يخربوا  ويفسدوا فيها وبنوا عليها ولم يهدموا وأقاموا عدل الله تعالى فيها  ونشروا رحمته عزوجل بين ربوعها وأثروا الحياة عليها.

هذا وفي قول الله تعالى للملائكة ، ألم اقل لكم اني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون،، في هذا الخطاب اشارة الى ان للملائكة خواطر تدور في أنفسهم وسرائرهم وهناك اشياء يكتمونها في انفسهم هنا سؤال يطرح نفسه وهو فيما تدور خواطر الملائكة،،ومن هو الإنسان وما هي أسرار الله تعالى في مملكة الإنسان؟.. هذا ما سوف نتحدث عنه في المقال القادم ان شاء الله، ومازال السؤال مطروحا من هو الانسان؟.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط