EN
بشارع محمد علي بمحافظة الاسماعيلية، يقف شامخا شاهدا علي حقبة من اهم الحقب الزمنية التي مرت بها مصر، وكأنه يرسل للعالم اجمع في كل لحظة رسالة سلام ، تنقلها لهم السفن العابرة يوميا المجري الملاحي لقناة السويسهو مبني استراحة الدبلوماسي فرديناند ديليسبس.
مبنياستراحة الدبلوماسي فرديناند ديليسبسعريق ذو طراز معماري فرنسي فريد، مر علي إنشائه اكثر من قرن ونصف من الزمان، لم يتاثر ولم يتغير ومازالت علي حالته الاولي كانه شيد حديثا.
أشجار قديمة مازالت تحتفظ بنضارتها وتدل علي التقسيم الجمالي للمكان، هنا استراحة الدبلوماسي الفرنسي ، الذي اقترن اسمه دائما باسم قناة السويس.
وبحسب قسم الصحافة والإعلام بهيئة قناة السويس ، عن أسباب إنشاء الاستراحة: كان من الحتمي ان يعد الدبلوماسي الفرنسي مكانا يصلح للسكن والمعيشة في نطاق منطقة الحفر ليتابع عن قرب مراحل تنفيذ قناة السويس التي استغرق حفرها ١٠ سنوات، وشرع ديليسبس في إقامة هذه الاستراحة خلال عام ١٨٦٢، بإشراف المهندس الفرنسي هاردون وأجريت، ولم تكن وسائل الحياة مهيئة للعيش في رغد كطبيعة الحياة في مدن مصر المحروسة او في احياء فرنسا، لذا حاول الدبلوماسي الفرنسي ان ينقل كل وسائل المعيشة والترفيه الممكنة داخل مسكنه والذي يعد من اوائل المساكن التي انشات بمدينة الاسماعيلية.
علي شكل مثلث تقع قاعدته ماحية شارع محمد علي وتطل الاستراحة بشكل بانورامي علي باقي المباني التاريخية، وحتي الان يعمل الأثر التاريخي، بشكل ديناميكية وبمنتهي الدقة، كما يوجد عربة نقل " كارتة"، كان يستخدمها للتنقل لمتابعة سير الحفر.
وتشير مقتنيات ديليسبس باستراحته، انه كان يهتم بالتفاصيل الدقيقة والجمالية، حيث تتزين جدران الاستراحة بصورة لزوجته وصورة له في موطنه فرنسا وصور لافراد أسرة محمد علي التي كانت تربطه بهم علاقة وثيقة.
ويوجد بالاستراحة صورة لعقد امتياز حفر قناة السويس بالإضافة الي نموذج اصلي من الدعوة الرسمية التي كانت توجه لملوك وأمراء العالم لحضور حفل الافتتاح الأسطوري لقناة السويس، وبعض من الخرائط والوثائق القديمة.
وتحتوي استراحة الدبلوماسي الفرنسي علي اثاث اثري فخم وكتب نادرة وأصلية منها كتاب وصف مصر الذي كان نتاج العلماء الفرنسيين اثناء حملة نابليون بونابرت علي مصر، بالإضافة الي نسخة اصلية من الإنجيل الذي كان يستخدمه ديلسبس.
الدكتور احمد عبد الفتاح استاذ التاريخ في جامعة القاهرة، قال ان ديليسبس ولد فى فرنساى بفرنسا فى 1805، لافتا الي ما أسرته لها تاريخ عريق فى السلك الدبلوماسي الفرنسي وانه عين قنصلا عام لفرنسا بمصر.
ويضيف ان المتحف اثر معماري وتاريخي، يجب الاستفادة منه علي الوجه الأكمل والسماح لطلاب المدارس والجامعات بزيارته مؤكدا يحسب لهيئة قناة السويس، انه و بعد قرار التأميم، حرص رؤساءها علي الحفاظ علي المبني العريق ومقتنياته ، حيث تم صيانته عدة مرات للحفاظ علي هيئته المعمارية.
