الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صندوق الدنيا .. وحكايات وسط البلد


مرة أخرى تعود كاميرا السينما لرواية حكايات من "وسط البلد" تقترب كثيرا من تلك النماذج التي يزدحم بها وسط القاهرة القديم يوميا من جميع أنحاء بر مصر.


السيناريو اختار رواية حكايات متفرقة يجمعها فقط المكان دون رابط في العلاقات بينها ، قصص مختلفة في شوارع وميادين متجاورة لكل منها حكاية وأحداث، تجربة سينمائية خاصة في السرد ربما لن تنال كثيرا إعجاب جمهور السينما فهو يريد حكاية لها بداية ونهاية يعيش مع تفاصيل شخصياتها ولكن فيلم " صندوق الدنيا" اختار فقط المكان ليروي من خلاله اكثر من "حكاية" داخل شقة او عيادة طبيب او إشارة مرور ، واللافت ان جميع الشخصيات من البؤساء ! مع أن وسط البلد مليء بحكايات اكثر أهمية وإثارة مما شاهدنا، وانت تشاهد الفيلم ستجد أن الحكايات "ناقصة" وايضا ستكتشف أن نهاية الفيلم جاءت مفاجأة للجمهور في صالة العرض وسط استغرابهم وتعجبهم.


ليلة واحدة تدور فيها أحداث فيلم "صندوق الدنيا" مع نهايات مفتوحة للأبطال وهم يسيرون في شوارع وسط البلد ، هي حكاية ليلة واحدة في ذلك المكان الكبير والذي يقول عنه الروائيون اذا أردت أن تتعرف على أي دولة في العالم فاذهب إلى "وسط البلد" في العاصمة لتلك الدولة فهي ستختصر لك حالها وحال سكانها.


الفيلم يبدأ مع بعض زوار القاهرة من أهل الريف يصطحبهم السائق "باسم سمرة" فهؤلاء يتوافدون يوميا لزيارة أضرحة ومساجد آل البيت في القاهرة والسائق وابنه هم بطلا تلك الحكاية التي تنتهي بمأساة يمكن ان تكون قد حدثت عشرات المرات! وحكاية أخرى لأديب "خالد الصاوي" مع زوجته الشابه التي تخونه وحكاية الممرضة العانس "رانيا يوسف " التي تبحث عن فرصة زواج من الطبيب "صلاح عبدالله" الذي يخدعها، وهي من أفضل حكايات الفيلم، قصص واقعية ولكن السيناريو لم يعالجها بتفاصيل أكثر رغم أنها تحتمل ذلك وشخصياتها مثيرة للاهتمام وقريبة من الشارع.


الممثلون معظمهم أدوا بشكل جيد، باسم السمرة وصلاح عبدالله ورانيا يوسف وخالد الصاوي وفرح يوسف "لا أعرف لماذا تختفي هذه الممثلة الموهوبة" ورابي عمرو سعد وعمرو القاضي.


تجربة كانت يمكن ان تكون أفضل خاصة وأنها تتحدث عن مكان وشخصيات نادرا ما يقترب منهم عمل سينمائي.
من أفضل عناصر الفيلم التصوير والتي اظهرت المكان بشكل جيد جدا، بالتأكيد المخرج عماد البهات يحفظ "المكان" فهو منذ سنوات طويلة يجلس في شارع شامبليون احد شوارع وسط البلد في مكتب أستاذه يوسف شاهين "التقيته هناك قبل عشر سنوات"، ولذلك الكاميرا تحركت بوعي في أماكن كثيرة عبرت عن صخب المدينة وسكانها مع زوارها من الغرباء الذين يتوهون مع أضوائها يوميا، هي عودة جيدة للمخرج.


ولكن ستظل تشعر أن هناك شيئا ما ناقص في سيناريو الأحداث، ربما لو تشابكت علاقات شخصياته كان سيصبح أفضل للجمهور.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط