الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكورنتينة.. أقدم حجر صحى في مصر .. تعرف عليها

 أقدم حجر صحى في
أقدم حجر صحى في مصر

لايعلم الكثيرون أن انشاء حجر صحى فى مصر عبر المنافذ للكشف على القادمين من خارج البلاد كان منذ قديم الأزل وكانت مصر من أقدم وأولى دول العالم فى إقامة حجر صحى وكان ذلك عبر الموانئ المصرية.

وكان من أقدم حجر صحى فى مصر ذلك الذى كان بمدينة القصير حيث أقدم الموانئ المصرية التى كانت تستخدم فى رحلات الحج والتجارة وكانت فترة الحجر الصحى للمشتبه فى إصابتهم بأى مرض وبائى 40 يوما.

يقول وصفى تمير أحد مؤرخى تاريخ البحر الاحمر، إنه ما إن يذكر كلمة كورنتينة إلا ويذهب الجميع إلى مبنى شونة الغلال القديم بالقصير وهى كلمة مأخوذة من الإيطالية quarantina بمعنى أربعين وكان الواردون من الخارج الذين يشتبه فى مرضهم يحجزون فى الحجر الصحى أربعين يومًا حتى تثبت سلامتهم من الأمراض الوبائية .

ويضيف تمير كان الطب فى القصير ماعرفه العبابدة من وصفات متوارثة من الأجداد من النباتات والأعشاب الطبية.

ومع القرن الـ19م تغيرالحال مع كثرة المقيمين والوافدين ومرور وفود الحجاج عليهاذهابًاوإيابًا فى موسم الحج فضلًا عن كثرة التجار وأصحاب المهن والحرف ومرور عساكر الهجانة إلى الأراضى الحجازية  فكان لزامًا إنشاء الكورنتينة لعزل الحجاج إن ظهرت عليهم الأمراض المعدية .وفى 2 محرم 1253هـ الموافق 1836 م كما ذكرالدكتور محمود عبدالعال فى بحثه أن أصدر محمدعلى باشا أمرًا إلى وكيل الجهادية  أنه قد ظهرالريح الأصفر بجهات الحجاز وخوفًا من انتقال العدوى عن طريق الحجاج الوافدين وأمر يإيفاد نفر عارفين بأصول الكورنتينة لحفظ ووقاية أهل القصير وعمل حجر على الحجاج ولم ترد إشارة إلى موقع الكورنتينة .

وتابع المؤرخ وصفى تمير فى 15 رمضان 1270هـ أمر الخديو عباس باشا الأول محافظ القصير حسن بك فتحى بشراء منزل لعمل إسبتالية " مستشفى " وقام بشراء منزل" أحمد حسين عمر زين" بجوار ساحل البحر (استراحة اللاسلكى ) الآن بمبلغ ثلاثة آلاف قرش وأربعة عشرقرشًا ونصف صرفت من خزينة القصير واستعمل مستشفى فى عهد عباس وسعيد باشا وكان له حكيم دفتر يسمى الدكتور "محمد أفندى نجا البقلى " حكيم بندر القصير وكان له مساعد (تمرجى ) يسمى خليل بن خليل وممرض آخر يدعى محمد التمرجى ، وكان هناك إقامة للمرضى فى الكورنتينة  ومونة و وتعيين لزوم إقامتهم وكان يقيم بها حسب وثيقة غرة صفر 1275 هـ /1858م  حوالى 87 من المرضى والفقراء المقاطيع  وعند خروجهم كانت تصرف لهم من المؤن والبقسماط وكان منهم عابرى سبيل الذين لاتسمح حالتهم بالإقامة فى الأحواش والتى كانت بمثابة فنادق ربماكانت أسعارها ليست فى متناولهم وقد عينت الحكومة لتلك الكورنتينة حراس أشداء لحماية الأطباء والممرضين والمرضى من اعتداءات اللصوص  وكذلك دفع أجرة لهم لتوصيل الحجاج إلى بئر عنبر .وهناك مايشير إلى توقف عمل الكورنتينة أو أنها تعمل فقط فى مواسم الحج بدليل وثيقة بها أجر الغفر ابتداء من 9 توت 1859 م حتى 26 منه غاية إبطال الكورنتينة وهناك وثائق أخرى مدون بها أجرة الغفراء ميقات عمل الكورنتينة فقط فى موسم الحج.

وواوضح تمير فى عام 1864 م تم تعيين الدكتور "كارل بنيامين كلوسنجر" العالم والطبيب الألمانى الجنسية فى عهد الخديو إسماعيل لمدة عشرسنوات فى نفس موقع المستشفى وكانت تسمى الرسوم والعوائد الصحية بالصحة والكورنتينات.

وواشار تمير  اللغط هو اعتبار شونة الغلال هى الحجر الصحى فالصحيح كما ذكر المرحوم الأستاذ كمال الدين حسين همام :أن محمد على باشا قد أضيف فى عهده بعض المبانى لشونة الغلال واتخذ مقرًا للحجرالصحى ومن الخطأ تسميته بالمحجر العثمانى.