الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب بيولوجية أم جهاد مقدس.. كيف يواجه الحرس الإيراني وباء كورونا؟

الحرس الثوري الإيراني
الحرس الثوري الإيراني

في الوقت الذي تواجه فيه إيران أكبر أزمة تفشٍ لـ فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية أن عناصر الحرس الثوري الإيراني ترتدي أقنعة واقية من الغازات وملابس مضادة للماء "ووتر بروف"، ويقومون الآن برش الشوارع والمستشفيات بالمطهرات، وذلك لتهدئة الرأي العام بسبب انتشار الفيروس الذي تسبب في وفاة كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي.  


وأشارت الوكالة إلى أن قادة الحرس الثوري يأملون في أن تهدأ هذه الإجراءات الغضب الشعبي تجاه القوات شبه العسكرية القوية التي تورطت في إسقاط طائرة أوكرانية في يناير الماضي، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها الـ 176، وأغلبهم من المواطنين الإيرانيين. 


ويأتى تحرك الحرس الثوري في ظل تفشي فيروس كورونا بين كبار المسئولين كما أنه أودى بحياة بعضهم، ولا يزال ضمان بقاء الحكومة، وكذلك مكانتها في السلطة،  أمرًا بالغ الأهمية وسط واحدة من أكثر الأمراض فتكا في العالم خارج الصين.


وأصبح الخوف من فيروس كورونا وتراجع مصداقية الحكومة تحديا كبيرا لقادة إيران، الذين يترنحون بالفعل تحت وطأة العقوبات الأمريكية.


وقال البريجاردير جنرال علام رضا سليماني، الذي يترأس قوة الباسيج التابعة للحرس الثوري، إنه "تم إعداد كل تسهيلات الرعاية الصحية والكوادر الطبية التي سنخوض هذا الجهاد المقدس". 


وأشارت "أسوشييتد برس" إلى أن مشاركة الحرس في جهود الإغاثة لكارثة كبرى ليس مفاجئا، فالحرس، الذي يقدر عددهم بحوالي 125 ألف جندى و600 ألف متطوع، هو من يقوم بعمليات الإغاثة خلال الزلازل، كما تحركت القوات أيضا خلال الفيضانات. 


واجهت قواتها، التي تضم علماء الفيروسات، أسلحة كيماوية خلال حرب إيران المستمرة منذ ثماني سنوات ضد العراق في ثمانينيات القرن الماضي، كمت وسع من عملياته الخاصة بعد سنوات الحرب للمساعدة في إعادة إعمار البلاد. وقام الحرس الثوري الإيراني بإجراء حملات التحصين ضد شلل الأطفال وغيرها في الماضي.

وقال أفشون أوستوفار، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات العليا البحرية في الولايات المتحدة  حيث ألف كتابا عن الحرس الثوري، إن الحرس الثوري يعتبر نفسه السلطة الرئيسية التي تقود البلاد خلال أي تهديد للنظام، سواء كان هذا التهديد مظاهرات أو عداء للدولة أو فيروس، فإن الحرس الثوري سوف يضع نفسه علنا كمدافع عن إيران. 

وأشار أوستوفار: "إن إظهار القوة فيما يتعلق بفيروس كورونا هو بمثابة مسرح سياسي بقدر ما هو جهد صحي عام".

ونقلت الوكالة عن ريان طباطبائي ، محلل إيراني في مؤسسة راند الأمريكية قوله إنه من الواضح أنه بخصوص فيروس كورونا "كوفيد 19"، فهناك حالة كبرى من سوء الإدارة، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه الحرس الثوري إظهار نفسه على أنه منقذ. 

قام الحرس أيضًا بالإتجار في نظريات المؤامرة التي لا أساس لها وسط تفشي المرض، حيث اقترح زعيمه الجنرال حسين سلامي أن الولايات المتحدة قد نشرت الفيروس وسط التوترات الأوسع مع أمريكا.

وقال سلامي أمام الجماهير في مدينة كرمان الإيرانية: سوف ننتصر في الحرب ضد الفيروس، الذي يعتبر منتجا من منتجات الحرب البيولوجية الأمريكية، والذي انتشر في الصين أولا ثم في إيران وفي بثية العالم".