الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسائل أم الشهيد "الجندي"


" اتقِ شر دعوة المظلوم .. ودعوة أم فقدت ابنها "، كانت الرسالة الأولى من رسائل أم الشهيد محمد الجندي الى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ، قالتها بعين تدمع وقلب يملؤه الإيمان بأن حق ابنها لن يضيع.
تشعر بنبع وقوة إيمانها ونور كلماتها المليئة بالثقة بالله ، ولعلك تشتاق لرؤية نبتها الطيب الذي تحكي عنه ، نبت لم يره كثير منا ولم يسمع عنه سوى بعد واقعة استشهاده ، كان طيبا بارا حنونا خيَرا عاشقا لوطنه ، يجب أن تصدق كل هذا لصدق حديث أمه الذي يخرج من القلب للقلب.
السيدة سامية الشيخ والدة الشهيد محمد الجندي بعثت برسائل إلى الرئيس تؤكد أنها لم تعترض على وفاة نجلها ، فالموت حق ، لكنها ترفض تعذيبه لمجرد اختلافه مع من يحكم ، ترفض تقرير الطب الشرعي عن وفاة نجلها في حادث سير ، وتبعث برسالتها الثانية الى الرئيس مؤكدة ان الشرطة مسؤولة عن دم الشهداء، وأن الرئيس المسؤول الأول عنها أمام الله، فكل راعٍ مسؤول عن رعيته، و حق الشهداء لن يضيع.
"العنف لا يولد إلا العنف "، كانت رسالتها التحذيرية الثالثة للرئيس والقوى السياسية، فحقن الدماء والحوار هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة لأن مصر هي الخاسرة ، فهل يقبل هؤلاء السياسيون والرئيس أن تسيل دماء أبنائهم في الشارع.
أما رسالتها الرابعة وجهتها لشباب القوى الثورية في كلمات موجزة لتؤكد نبل ما يسعون إليه وضرورة استكمال ما يدافعون عنه ، تخاطبهم بكلمات حكيمة " استكملوا ما تدافعون عنه فأنتم الحق ، واحذروا العنف فأنتم خيرة الشباب ".
والدة الشهيد الجندي لم تغفل الجيش في رسائلها ، فلا أمان ولا وطن دون جيش ، هكذا وجهت رسالتها إلى الجيش قيادة وجنودا "لا تتركونا لقمة لهم ولا تنظروا إلينا على أننا ضعفاء".
ثمانية وعشرون عاما زين الله بها حياة سامية الشيخ بحسن أخلاق نبتها الطيب ، لتعيش من بعد استشهاده حياة تفتقد أحلى ما فيها ، تنتظر لقاءه بالجنة ، وتحتسبه عند الله شهيدا، ولا تملك سوى الشكوى الى الله بقلة الحيلة والضعف والهوان.
تعيش أم الشهيد الجندي ولها علينا حق الدم ، فمن يأتي إليها بحق ابنها، الذي عُذب حيا وظُلم ميتا ،كان شريان حياتها مثلما النيل لمصر ، كانت تتمنى على الله أن يحمل جسدها إلى القبر فسبقها إليه.
لا نملك لأم الشهيد الجندي إلا العمل بنصحها وتأمل رسائلها الحكيمة مصحوبة بقبلة على رأسها ، وكم تمنيت لو أن الرئيس استمع لكلماتها ، وعمل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال له أبي ذر " أَلا تستعملني؟ " فقال له النبي: يا أبا ذرٍّ إنك ضعيف، وإنها أمانةٌ، وإنّها يومَ القيامة خزي وندامةٌ، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها".