الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عودة الحياة في الصين بعد أشهر من الحجر الكامل.. هكذا انتصرت بكين وخسر العالم أمام كورونا

كورونا يجتاح العالم
كورونا يجتاح العالم

  •  الصين حاصرت بؤرة الفيروس القاتل
  • سعي من الحزب الشيوعي لتعويض الخسائر الفادحة منذ ديسمبر الماضي
  • الصين للعالم: من وقف بجانبنا سنقف معه.. وتحرك عاجل لمساعدة إيطاليا

 

في ظل استمرار أسوأ فيروس يضرب الصين والعالم وهو "كوفيد 19"، كيف يبدو الوضع في الصين مع تفشي الوباء إلى درجة غير مسبوقة رغم إعلان الصين خلال الأيام الماضية أنها استطاعت السيطرة على تفشي المرض ومحاصرته، تزامنًا مع مواصلة الحزب الشيوعي الصيني حملته الدعائية حول أصل المرض، وفق ما  اكتشفت شركة للتعرف على الوجه، وفق ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقريرٍ لها.

هل تعود الصين إلى العمل كالمعتاد؟
يبدو أن الحياة في الصين بدأت في العودة إلى طبيعتها بعد أسابيع من الإغلاق بسبب فيروس كورونا الجديد، على الرغم من أن شوارع المدن الكبرى ليست قريبة مما كانت عليه من الازدحامات كما كانت قبلًا، إلا أن الناس يخرجون مرة أخرى وتبدأ المكاتب والمصانع في العودة إلى الحياة.

تم إغلاق المستشفيات المؤقتة التي أقيمت في ووهان وسط مكان تفشي المرض، ويبدو أن الوباء قد كسر هناك. ووصل الرئيس شي جين بينج أمس الأول، الثلاثاء، إلى ووهان في زيارة مخططة بعناية.


لكن لا يعني ذلك رفع كامل المحظورات في الصين، فما زالت المدارس مقفلة، ولا تزال فحوصات درجات الحرارة وإجراءات الأمن قائمة.

 ويشمل ذلك فترة الحجر الصحي التي تم الإعلان عنها لمدة 14 يومًا لجميع الوافدين إلى مطارات بكين، والتي يمكن أن تمتد في جميع أنحاء البلاد قريبًا.

وهذا ما يجعل بكين تعامل البلدان الأخرى بالمثل بعدما ما منعت دخول الصينييين، لكن في الحقيقية لا يعني الإجراء معاملة مسيئة بين الدول، بل ضرورة تقتضيها الظروف.

كما لا تزال الحركة داخل البلاد مقيدة، بالنسبة للعمال المهاجرين.

نجاح الحجر الصحي
ويبدو أن المفتاح لمحاصرة أسوأ عدوى في ووهان كان بالحجر الصحي المركزي، وعلى الرغم من المخاوف الأولية من خبراء الصحة العامة من أنه قد يسبب المزيد من العدوى، إلا أن البيانات السريرية التي قام عليها الأطباء الصينيون بدعم من جامعة هارفارد الأمريكية، تظهر أن عدد الأشخاص المصابين بالعدوى قد انخفض إلى 0.3% نتيجة لهذا الإجراء.

وهناك إجماع بين العديد من علماء الأوبئة الآن على أن انتشار الوباء أمر لا مفر منه، وأنه يمكن بنسبة  60 إلى 70 في المائة أن يصيب سكان العالم.

وهذا لا يزيل إنجازات الصين في إبطاء انتشاره منذ يناير، لكن الأمر الذي سيحدث فرقًا هو في قدرة أنظمة الرعاية الصحية على التأقلم.

ماذا عن الصادرات
تقول النسب إنها في سقوط  وانهيار، ووفقا للبيانات الرسمية، تراجعت التجارة الصينية بنسبة 17.2٪ في يناير وفبراير.

وتأمل الحكومة في الانتعاش في مايو، ولكن إذا اجتاح العالم بقية ذعر الفيروس التاجي وتباطأ الإنتاج، فما مدى احتمالية ذلك؟ تبدو احتمالات التعافي السريع منخفضة للغاية، بالنظر إلى الطبيعة العالمية للوباء.

وبعد  تغلبها على الانتشار الأولي الكاسح للمرض، تبيع الصين الإمدادات لإيطاليا، وقد استغلت بكين قدراتها الإنتاجية للتعهد ببضائع طبية لدول أخرى تضررت بشدة من الفيروس، مع نقص المساعدات الأوروبية الموجهة إلى إيطاليا، البلد الأكثر تضررًا في أوروبا.

ويتوجه خبراء صينيون في المجال الطبي إلى إيطاليا؛ للمساعدة في مكافحة تفشي فيروس «كورونا» في هذا البلد الأوروبي، الذي دخل في حجر صحي في جميع المناطق؛ بعدما تجاوزت حصيلة الإصابات أكثر من 11 ألف حالة، إلى جانب مئات الوفيات، وفق صحيفة "الخليج".

كما عرضت بكين تعزيز التضامن والتعاون مع الدول الأفريقية، ومنحها الدعم والمساعدة في حدود قدراتها.

وذكر الإعلام الصيني، أن مجموعة من الخبراء الطبيين برفقة محاضر يتحدث الإيطالية انطلقوا من مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين إلى شانجهاي، أمس، الأربعاء، ليبدأوا رحلتهم إلى إيطاليا في محاولة لمساعدتها في حربها ضد تفشي (كوفيد-19)، وأضاف: "إن هؤلاء الخبراء سينضمون إلى فريق خبراء تطوعي نظمته «جمعية الصليب الأحمر» الصينية ليسافر الفريق كله إلى إيطاليا".

وقال ليانج تشونج آن، مدير قسم أمراض الرئة وطب الرعاية الحرجة في مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان، إنه «بمجرد وصولنا إلى إيطاليا، سوف نبدأ الاطلاع على الوضع هناك، ونتبادل خبرة مكافحة المرض، ونتعاون مع العناصر الطبية الإيطالية».

وذكر تليفزيون الصين المركزي «سي سي تي في» أن سلطات الصحة الإيطالية أعربت عن امتنانها للخبراء الطبيين الصينيين؛ لمشاركتهم تجربتهم في علاج حالات الإصابة بفيروس «كورونا» الجديد.

وفي غضون ذلك، قال قنج شوانج، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إنه في الوقت الذي تعزز فيه الصين جهودها في مكافحة الوباء، فإنها مستعدة أيضًا لتعزيز التضامن والتعاون مع الدول الأفريقية، ومنحها الدعم والمساعدة في حدود قدراتها.

وأضاف قنج، في مؤتمر صحفي، أنه طوال عملية مكافحة الصين لوباء فيروس «كورونا» الجديد، كانت الدول الأفريقية تقف إلى جانب الصين، وتدعمها بطرق مختلفة.

وتابع المتحدث: «لقد تأثرنا بشكل خاص برؤية بعض الدول الأفريقية توفر لنا الأموال أو المواد على الرغم من مواردها المحدودة. وهذا أفضل تعبير عن الأخوة بين الجانبين في السراء والضراء والتزامهما المشترك ببناء مجتمع أكثر ترابطًا مع مستقبل مشترك».