بعد كورونا وإنفلونزا الطيور.. لماذا تظهر الأوبئة والأمراض في إقليم شرق آسيا؟

ونقلت الشبكة الأمريكية عن وزير الزراعة الفلبيني، وليام دار، قوله إنه "تم اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور، وهو نفس الفيروس الذي أصاب بعض مزارع الدواجن المحلية في عام 2017 في بلدية خاين في مقاطعة نويفا إسيجا، حيث مات حوالي 1500 طائر في مزرعة واحدة فقط".

وأضاف "تم إعدام أكثر من 12 ألف طائر في المنطقة وذلك لمنع تفشي الفيروس شديد العدوى وانتقاله للإنسان". 

يأتي ذلك قبل أن يتفشى فيروس كورونا في دولة الصين، ويمتد ليصل إلى 124 دولة على مستوى العالم، حاصدا آلاف الأرواح، ليصبح إقليم شرق آسيا بؤرة للأمراض والأوبئة التي تهدد الصحة العالمية.

يقطن في إقليم جنوب شرق 25% من سكان العالم، و30% من فقرائه، ويعانون من أعباءٍ مرتفعة للأمراض السارية وغير الساريّة في مقابل خلفيّة البنى التحتيّة الصحيّة الفقيرة نسبيًّا، ولن يكون تقدّم الصحّة العالميّة ممكنًا ما لم يحدث تقدّم معقول في هذا الإقليم، حسب منظمة الصحة العالمية.

وتقول المنظمة إن أسباب سريان الأمراض في إقليم شرق آسيا على وجه الخصوص يعود إلى خلال العولمة والنشاط الاقتصادي السريع  في الإقليم الذي غالبًا ما يكون غير مخطَّط وغير منظَّم، ومن خلال فقر الإقليم الشديد، والجور السائد، وعدم القدرة على تخصيص موارد متزايدة للصحية العامة.

وأرجع باحثون سبب تفشي الأمراض في هذا الإقليم إلى تكثيف نظام الحيوان في المدن، بمعنى انشاء مجتمعات وأسواق حيوانية يمكن أن تساهم في نقل الأمراض إلى البشر، وهو ما تشير إليه مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أن ما يقرب من 75 بالمائة من الأمراض المعدية الناشئة التي يصاب بها البشر هي أمراض حيوانية المنشأ - أي أنها تنتقل في البداية من الحيوانات إلى البشر.

وتحدث خبراء عن أن مستوى الاتصال غير المسبوق بين البشر والحيوانات في هذا الإقليم بسبب التحضر وزيادة النمو الاقتصادي الذي خلق تواصلا سريعا بين الإنسان والحيوان، هو السبب الرئيس في تفشي العدوى من هذه الأمراض حيوانية المصدر.

وذهب جيفري جيلبرت، أخصائي صحة الحيوان  إلى أن التحضر والتوسع في المساحات الحضرية يخلق مشاكل "الربط" بين الحيوانات والفيروسات أو البكتيريا التي تحملها، والبشر الذين يتعدون على موائلها وأماكنها.

وتقول منظمة الصحة لعالمية إن الأمراض السَّارِيَة السبب الرئيسي للوفيات والمراضة في البلدان القليلة النموّ والأقل نموًّا في إقليم شرق آسيا.

ورغم مرور عقود من النمو الاقتصادي والتنمية في البلدان التي تنتمي إلى إقليم جنوب شرق آسيا لمنظمة الصحة العالمية إلا أنّ عبء الأمراض السَّارِيَة لا يزال مرتفعًا في معظم هذه البلدان مما يثير بعض القضايا الملحة.