الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب: الكرة في زمن الكورونا

صدى البلد

ﻓﻴﺮﻭﺱ " ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ " يخلط أوراق كرة القدم العالمية، ومعها مختلف الرياضات، توقف ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ له كرة القدم العالمية طريقا ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ليتسبب في إلغاء مختلف دوريات العالم، وتتحول معه مدرجات الملاعب إلى أماكن مهجورة، سرعة انتشار الوباء أثارت الرعب في مجال كرة القدم العالمية، ومعها وصل الذعر إلى وضع نواد ومعها كرة القدم في الحجر الصحي، خوفا من الفيروس.
ﻻ ﻛﺮﺓ ﻗﺪﻡ ﻭﻻ ﻣﺒﺎﺭﻳﺎﺕ، في ظل ما يعيشه العالم مع فيروس عطل ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﻭمعه نبض وأحاسيس جماهير الكرة، متعتها وحماستها وﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﺛﻼﺟﺔ باردة، لتفارق معه كرة القدم العالمية مسارح ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮﺓ.
ﻣﻊ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ تعطلت ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ، وﻣﺼﻴﺮ ﺃﺑﺮﺯ دوريات وبطولات العالم، لم يقتل كورونا كرة القدم فقط، بل سيطر على كل جوانبها، ضربها في نجومها، وبطولاتها وانديتها وشعبها، ﺃﺿﺤﺖ معه ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ، ﻋﻘﺎﺏ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻣﺆجل ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻋﻴﻞ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ، ﺑﻼ ﻛﺮﺓ ﻗﺪﻡ، ﺃﺻﺒﺤﺖ معها أيام أسبوع رتيبة وهادئة، وبات كل ما فيها بلا كرة القدم، عالما أكثر بؤسا.
وبما أن وباء كورونا يعتبر اليوم ﺃﺯﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، أو ما يمكن اعتبار مواجهته حرب فعلية، ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻫﻮ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻴﺎﺗﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ.
توقف اضطراري سيترك معه الأثر السلبي ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﺪﻳﺔ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ، بسبب الخسائر المتوقعة لتوﻗﻒ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺎﺕ، ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ، ﺗﻮﻗﻒ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ، ﺍﻏﻼﻕ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﻤﺼﺎﻥ، ﺗﻮﻗﻒ مدارس وأﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍلسنية، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ أندية كرة القدم ستحتاج ما بعد أزمة كورونا ﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻋﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻟﻌﺎفيته المادية.
كرة القدم اليوم نفسها منيت بهزيمة عريضة وقاسية أمام فيروس كورونا، ترك معه حالة من ﺍﻹﺳﺘﻨﻔﺎﺭ القصوى ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍهتمامات مواطني العالم، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻣﻨﻄﻘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﻀﻰ، ﻭﺃﺭﻏﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﺪ ﻟﺤﺪ ﺍﻵﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ، ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺍﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﺩﻭﻥ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ العالم.
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ مختلف اتحادات العالم ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬﺕ اليوم ﻗﺮﺍﺭﺍ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﺄﺟﻴﻞ مختلف ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ هناك من لم يستبعد إمكانية ﺃﻥ ﺗﻄﻮﻝ ﻣﺪﺓ ﻏﻠﻖ ﺍﻟﻤﻼﻋﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﻋﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ كأس أوروبا للأمم المقررة صيف هذه السنة، والحديث عن إقامتها صيف العام المقبل، واولمبياد طوكيو المرشحة للتأجيل في ظل عديد المطالب بتأجيلها إلى أجل غير مسمى، ﺷﺄﻧﻬﺎ شأن ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ دوري أبطال أوروبا، وكوبا أمريكا وكأس افريقيا للمحليين، وتأخير في تصفيات مختلف القارات المؤهلة لكأس العالم كان مقررا لها شهر مارس الجاري، في خطوة احترازية ووقائية.
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻰ عودة الحياة لملاعب ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ومع توقف مختلف البطولات عبر العالم يبدﻭ ﺃﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﻓﺘﺮﺓ ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﻲ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ومختلف الرياضات ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.. ﻓﻴﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ؟