الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتصار فتحي تكتب : تفاءلوا بالخير تجدوه

صدى البلد

الإنسان في حياته كلها، مطالب بالسعي والاجتهاد في أي عمل يقوم به، أما التوفيق فمن عند الله، فليستعن بالله وليتوكل عليه  وليأخذ بالأسباب ولا ييأس ولا يعجز ، فرب ضارة نافعة فالله تعالي ما حرمك الا ليمنحك و ما منعك الا ليعطيك واذا أعطاك أذهلك، فلا تطلب من احد غيره سبحانه لانه لا يعجزه شيء، انما أمره اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون.


وهذا يذكرني بقصة المرأة العقيم، التي كانت في زمن سيدنا موسي جاءت تسأله أن يدعو الله لها بالذرية لانها كانت لا تنجب، وتريد ذلك بشدة فدعا الله لها، وكان كليم الله، فسأل الله فرد عليه اني قد كتبتها عقيما، فقال لها ذلك فذهبت المرأة تبكي وجاءت مرة أخرى، وهي تحمل علي ذراعها مولودًا فسألها موسي عليه السلام عنه، لمن هذا المولود قالت: هو ابني فلما سأل موسي ربه عن ذلك قال الله سبحانه انها ألحت بالدعاء ونادت يا أرحم الراحمين فاستجاب الله دعاءها فحملت بمولود فلم تصبح بعد ذلك عقيما.


ومن هنا نقول تفاءلوا بالخير تجدوه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.وليس ذلك  لأحد إلا لمؤمن"، وقال تعالي (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) سورة الملك(2).


ولا شك أن من داوم الطرق توشك أن تفتح له، فنقاط المياه الكثيرة تنحت في الصخر فتصنع أثرا، فإذا كنت انت الماء الجاري وواجهتك عثرات الحياة فلا تعجز واستعن بالله ومر ودر حول عثراتها، لكي ترجع الي عهدك الطبيعي وتستمر الحياة، واعلم أن هناك أشياء تقعدك عن العمل الديني والدنيوي مثل(الهم والحزن و العجز والكسل)، و كان يستعيذ منها النبي صلى الله عليه وسلم. في دعائه  فيقول: (اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن ونعوذ بك من العجز والكسل ونعوذ بك  من الجبن والبخل ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).


وقد يشعر الإنسان منا بالتقصير  وعدم الصبر علي الطاعات، مثل ترك الصلاة والذكر، ومع الاستمرار لا يشعر المرء بتأنيب الضمير  ومع التقصير و التفريط تصبح عادات لا نستطيع بسهولة التخلص منها، وأيضًا  التسويف والمماطلة وعدم إنجاز  الأعمال، والشعور بثقلها وعدم الحرص علي الوقت، ومن كثرة ما ضيع وكثرة ما فرط، فيهجرها قلبه حتى يصل إلى اليأس.


وقد يبدل الله حالا بحال، فالفقير يرث فيصبح غنيا، والمريض يشفي  فيصبح معافي، والعقيم بعد سنين من الصبر يصبح أبا، فلا تحزن ولاتيأس فأمرك كله بيد الله، يقول تعالي:-(ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) . سورة يوسف87.


فقط توجه لصاحب الامر بالدعاء ولا تستعجل الاجابة ولا تيأس من عدم تحقيق ما تريد فقد يكون فيما تريد ضررا لك او قد يكون الله دفع عنك بلاء قد يحدث لك اذا اجابك فيما تريد، فقط ألح واستغفر كثيرا، أليس كلما اتسخ الثوب غسلته كذلك إذا أصاب قلبك الذنب فطهره بالذكر والتوبة إلي الله والإنابة والاستغفار ، فالله سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنت من خلقه  فلا يعجزك شيء مادام الله موجودًا فلم تفقد شيئا فقط توجه بقلبك الي من (خلقك فسواك فعدلك) فهو يعلم ما يصلحك فيعطيك ما لا  يطغيك أو يفسد قلبك فهو تعالي كل شيء عنده بقدر، ومن علم ان الله سيعوضه خيرا مما فقد، فلا يحزن، لأن الله عند حسن ظن عبده، وانه (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )، وإن مع العسر يسرا، ولا يجمع الله  للعبد عسرين في الآخرة، وقال أكد إن مع العسر يسرا مرتين في سورة الشرح، لكي يؤكد لنا أن مع الشدة الفرج.. ندعو الله تعالي الا يغير حالنا إلا لأحسنه.. وأخيرا دمتم متفائلين دوما.