وتابع: من الأمثلة أيضا قوله صلى الله عليه وسلم «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته لا يتم ركوعها ولاسجودها ولا خشوعها» فبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه حقيقة السرقة، بأن يصلي العبد ولكنه لا يطمئن في صلاته فيخلَّ بالركوع والسجود، ولا يحصلَ له الخشوع الذي هو روح الصلاة، فيخرجَ من صلاته وجوارحُه لم تتأثر.
وأكمل: أن من الأمثلة كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: -أعجز الناس من عجز عن الدعاء» فإنه لا يترك دعاءَ الله ومسألتَه إلا أعجزُ الناس إذ لا مشقة فيه ولا كلفة وهو عبادة محبوبة لله تعالى إن هذا التقرير النبوي الجامع هو عكس ما يعتقده بعضُ الجهالِ المستكبرين، أن الدعاء هو سلاح الضعفاء أو حيلة العاجز والمهزوم أو أنه سلبية وضعف يلجأ إليها الكسالى الذين لا يبذلون وسعهم لبلوغ أمانيهم .
دعاء رسول الله عند «التشاؤم»
نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التطير "التشاؤم"، وقد علمنا نبينا الكريم دعاء يستحب للمرء أن يدعو الله تعالى به عندما يتعرض لأمر يدعوا إلى التشاؤم.
عنْ عُرْوَةَ بْنِ عامِرِ -رضي اللَّه عَنْهُ- قَالَ: ذُكِرتِ الطَّيَرَةُ عِنْد رَسُولِ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- فقَالَ: «أحْسَنُهَا الْفَألُ، وَلا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإذا رأى أحَدُكُمْ ما يَكْرَه، فَلْيقُلْ: اللَّهُمَّ لا يَأتى بالحَسَناتِ إلاَّ أنتَ، وَلا يَدْفَعُ السَّيِّئاتِ إلاَّ أنْتَ، وَلا حوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بك»، حديثٌ صَحيحٌ رَوَاهُ أبو داودُ بإسنادٍ صَحيحٍ.