الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى شغلت الأذهان..علي جمعة: هذه الليلة يغفر فيها الله لجميع خلقه إلا اثنين..الأزهر للفتوى يوضح حكم صوم رمضان في زمن كورونا..التبني حلال أم حرام؟.. البحوث الإسلامية يحسم الجدل

صدى البلد

فتاوى شغلت الأذهان:
علي جمعة: هذه الليلة يغفر فيها الله لجميع خلقه إلا اثنين
الأزهر العالمي للفتوى يوضح حكم صوم رمضان في زمن كورونا
التبني حلال أم حرام؟.. «البحوث الإسلامية» يحسم الجدل

تلقت دار الإفتاء المصرية، العديد من الأسئلة والاستفسارات التي حرص المواطنون على معرفة حكم الدين فيها، وما التوجيه الشرعي الصحيح للتعامل مع ما يواجهونه من قضايا يحتاجون فيها إلى رأي الشرع من علماء الدين، وفيما يلي يستعرض «صدى البلد» أبرز هذه الفتاوى.

فى البداية.. قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن في شهر شعبان ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان‏.


وأوضح " جمعة" عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " أن النبي - صلى الله عليه وسلم- عظم من شأنها فقال‏:‏ " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"، ( رواه ابن ماجه‏ وابن حبان).


وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنه  ورد في فضل تلك الليلة أحاديث بعضها مقبول وبعضها ضعيف‏، غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال‏، ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها‏.


وأشار إلى أنه في شعبان تم تحويل القبلة وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية‏، حيث كان تحويل القبلة في البدء من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية‏.


اقرأ أيضًا: موعد ليلة النصف من شعبان.. الإفتاء تحدد وقتها الصحيح

واستشهد المفتي السابق بقوله - تعالى-: (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)، فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه‏.‏


وواصل: وكون هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية القلوب وتجريدها من التعلق بغير الله وحثها على اتباع المنهج الإسلامي المرتبط بالله مباشرة‏؛ لذا فقد اختار لهم التوجه قبل المسجد الأقصى‏، ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم مما علق بها من الجاهلية‏، ليظهر من يتبع الرسول اتباعا صادقا عن اقتناع وتسليم‏، ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية ورواسبها‏.


واستكمل أنه بعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة‏، صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام‏، ليس تقليلا من شأن المسجد الأقصى ولا تنزيلا من شأنه‏، ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة أخرى هي حقيقة الإسلام‏، حيث رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصا لله‏، وليكون قبلة للإسلام والمسلمين‏.


وأردف:  وليؤكد أن دين الأنبياء جميعًا هو الإسلام‏، مستندًا إلى قوله - تعالى-: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ) وليس تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إلا تأكيدا للرابطة الوثيقة بين المسجدين‏، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية قصر الزمن أو طال‏، فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية‏.


واسترسل:  الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات‏، إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق‏، قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)؛  فعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فهو بذلك يعود إلى أصل القبلة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ).


اقرأ أيضا: ليلة النصف من شعبان.. موعدها وفضلها ودعاؤها 

ونبه إلى أنها دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام‏، ولكنها لم تتم أو تكتمل إلا بالرسول الخاتم ﷺ فقد أخره الله ليقدمه‏، فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال‏.


ونوه بأن الله - عز وجل-  كرم نبيه ﷺ في هذه الليلة بأن طيب خاطره بتحويل القبلة والاستجابة لهوى رسول الله ﷺ قال - تعالى- : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، وما الأمر في هذا كله إلا أنه انتقال من الحسن إلى الأحسن وهذا شأن رسول الله ﷺ في الأمور كلها‏.‏


وبين أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام جاء أيضا لتقر عين الرسول ﷺ فقلبه معلق بمكة‏،  يمتلئ شوقا وحنينا إليها‏، إذ هي أحب البلاد إليه‏، وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلا‏:‏ "والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" ‏،(رواه الترمذي)‏.


واختتم عضو هيئة كبار العلماء أنه بعد أن استقر ﷺ بالمدينة المنورة‏، ظل متعلقا بمكة المكرمة فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام‏، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة‏، ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان.‏


بينما أجاب مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية عن سؤال: «ما حُكم صيام شهر رمضان في حال رأى الأطباءُ ضرورة بقاء فم الصَّائم رطبًا طوال اليوم؛ كإجراء وقائيّ من العدوى بـفيروس كورونا المُستجد (كوفيد – 19)؟».


وقال المركز: "وإن كان الأمر سابقًا لأوانه؛ فإنه لا يجوز للمسلم أن يُفطِرَ رمضان إلَّا إذا قرَّر الأطباء وثبت علميًّا أن الصِّيام سيجعله عرضةً للإصابة والهلاك بفيروس كُورونا، وهو أمر لم يثبت علميًّا حتى هذه اللحظة".


وأوضح أن الإسلام حث على حِفَظِ النَّفس وصيانتها بكلِّ الطُّرق والسُّبل التي تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر؛ ومن ذلك ما قعَّده الفقهاء من القواعد الوقائية في الشريعة الإسلامية بقاعدة "الدَّفع أقوى من الرَّفع"، حيث قرَّروا فيها بأنه إذا أمكن رفع الضَّرر قبل وقوعه وحدوثه؛ فهذا أَولى وأفضل من رفعه بعد الوقوع، فهذا من باب العلاج الوقائي؛ لأنَّه إن أمكن علاج الأمر ودفعه قبل حدوثه فهذا يُجَنِّب المجتمع الأضرار والكوارث التي من الممكن أن تحدث إذا لم نُسرع بمعالجة الأمور.


وقد يثور هنا تساؤل ألا وهو: "هل من الأمور الوقائية كون الفم رطبًا دائما حتى لا يُصاب الشَّخص بعدوى فيروس كورونا المستجد؟ وهل يتوجَّب على المسلم الإفطار في رمضان كإجراء وقائي بترطيب فمه؛ ليحمي نفسه من العدوى بهذا الفيروس؟".


والحقيقة: أنه لم يثبت علميًّا -حتى هذه اللحظة- كما جاء عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية –المكتب الإقليمي للشرق المتوسط– أنَّ شرب الماء من الإجراءات الوقائية من الإصابة بهذا المرض، فقد أجابت عن سؤالين عبر موقعها الإلكتروني مفادهما كما يلي:


السؤال الأول: هل شرب الماء يخفف من التهاب الحلق؟ وهل يقي من العدوى بمرض فيروس كورونا-2019 (كوفيد-19)؟


فأجابت: «من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم مما يحفظ الصحة العامة، ولكن لا يقي شرب الماء من العدوى بمرض كوفيد - 19».


السؤال الثاني: هل تساعد الغَرْغَرَة بغسول الفم على الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد؟


فأجابت: «لا، لا توجد أي بيِّنة على أنَّ استخدام غسول الفم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد، هناك بعض العلامات التجارية لغسول الفم قد تقضي على جراثيم معينة لبضع دقائق في اللُّعَاب الموجود بالفم، لكن لا يعني ذلك أنها تقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد - 2019م».


وأضافت: "ولكن إذا أراد الصائم لأي سببٍ آخر أن يجعل فمه رطبًا، فقد سَنَّ له الإسلام المضمضة حال الوضوء، فيستعين بها على ترطيب فمه؛ شريطة ألَّا يُبالغ في ذلك؛ كي لا يدخل الماء إلى جوفه فيبطل صومه؛ وذلك لما جاء عن سيدنا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ هَشَشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ مِنْ الْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ» قُلْتُ: لا بَأْسَ بِهِ، قَالَ: «فَمَهْ» [أخرجه أبو داود]، فقوله: «أَرَأَيْت لَوْ مَضْمَضْت مِنْ الْمَاء»: فِيهِ إِشَارَة إِلَى أن مجرَّد المضمضة حال الصوم ليس فيها شيء إذا لم يدخل الماء في جوف الصائم".


وتابعت: "وعليه: فلا يجوز للمسلمين الإفطار في رمضان إلا للمرضى وأصحاب أمراض المناعة وأصحاب الأعذار الذين يُرخَّصُ لهم الفِطر، أو إذا ثبت علميًّا أنَّ لعدم شرب الماء تأثيرًا صحيًّا على الصائمين؛ كإجراء وقائي لهم من الإصابة بهذا المرض بالإفطار في رمضان؛ فيرجع في حكم ذلك للأطباء الثِّقات وما يرونه؛ للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، وقرارهم مُلزِمٌ لكلِّ صائم مسلم بالإفطار من عدمه، ونؤكِّد على أنَّه إذا استمرَّ الحظر وبقي النَّاس في منازلِهم فيجب الصَّوم؛ لأنَّه ببقائهم بالمنزل لن يكون هناك خطر يهدد حياتهم بعدوى".


واستطردت: "ومع ذلك ففي حالة الضرورة، فالرأي القاطع في هذه المسألة يكون لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، هذا؛ ونسأل الله سبحانه أن يأتي علينا رمضان بالخير والنعمة والعافية، وأن يُزيح عنَّا البلاء، وأن يرفع عنا وعن العالمين الضر والوباء؛ إنه سبحانه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير".


كما أوضح مجمع البحوث الإسلامية حكم التبني في الإسلام، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".


وقال "البحوث الإسلامية" في إجابته عن سؤال "أريد أن أتبنى طفلًا فهل يترتب عليه حقوق البنوة؟ " إن التبني حرام ولا يترتب عليه أي حق حقوق البنوة .


وتابع البحوث الإسلامية، أما الكفالة والنفقة والرعاية فثوابها عظيم فقد حث الإسلام على ذلك ورتب عليه الجزاء الأوفى.


واستشهد بقوله - صلى الله عليه وسلم- : " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا".


وذكر قول ابن بطال- رحمه الله-: "حق على كل مسلم يسمع هذا الحديث أن يرغب في العمل به؛ ليكون في الجنة رفيقا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولجماعة النبيين والمرسلين، ولا منزلة عند الله في الآخرة أفضل من مرافقة الأنبياء".