الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صاحب وسيف عينيك فى الحالتين بتار.. إدريس جماعة شاعر سوداني فقد عقله في آخر أيام حياته

صدى البلد

عرف  الشاعر إدريس جماع، بطابعه الذي جمع فيه بين التيارين الرومانسي والوطني في شعره، حيث أن قضية التغني بالجمال والحب كانت مركز قصائده التي تفيض بمعانٍ ساحرة.

وقضى جماع أغلب عمره في مهنة التدريس وهو يتنقل في العديد من المدارس بمدن السودان، قبل أن يقعده المرض الذي استهلك روحه وشعريته، وحرم الناس من إبداعه الذي ربما كان سيتدفق أكثر لو أن الرجل ظل على قيد الحياة.

وتميز جماع بقوة التعبير الجياشة عن الذات من خلال شعره البسيط في المعاني والعميق في الدلالات، كما أنه تناول القضايا ذات البعد الوطني والقومي بذات الروح الجمالية.

واشتهرت له قصائد مثل "أنت السماء" التي غناها المطرب السوداني الذي ذاع صيته في الخمسينات والستينات بالبلدان العربية، سيد خليفة، وفيها يقول عن المحبوبة: "دنياي أنت وفرحتي ومنى الفؤاد إذا تمنى.. أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا".

 

ولد الشاعر إدريس جماع، في حلفاية الملوك بالخرطوم بحري في السودان عام 1922م، ونشأ نشأة دينية في كنف أسرته المُحافِظة وكان والده المانجل محمد جمّاع بن الأمين بن الشيخ ناصر شيخ قبيلة العبدلاب.

بدأ إدريس تعليمه في سن مبكرة في خلوة حلفاية الملوك حيث حفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة حلفاية الملوك الأولية في عام 1930، ومنها إلى مدرسة أم درمان الوسطى بمدينة أم درمان في عام 1934م ولكنه لم يكمل الدراسة فيها لظروف مالية، والتحق في عام 1946 بكلية المعلمين ببخت الرضا ، ثم سافر إلى مصر عام 1947 ليدرس في معهد المعلمين بالزيتون، فكلية دار العلوم -جامعة القاهرة لاحقًا والتي تَخرَّج منها عام 1951م حائزًا على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية، ثم التحق بمعهد التربية للمعلمين ونال دبلوم التربية عام 1952م.

بدأ حياته المهنية معلمًا بالمدارس الأولية بالسودان من عام 1942 وحتى عام 1947، وبعد عودته من مصر عام 1952 عّين معلمًا بمعهد التربية في مدينة شندي بشمال السودان ثم مدرسة تنقسي الجزيرة الأولية، ومدرسة الخرطوم الأولية ومدرسة حلفاية الملوك الأولية، ثم نقل للعمل بمدرسة السنتين في بخت الرضا بمنطقة النيل الأبيض، وفي عام 1956 عمل مدرسًا بمدارس المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية في مختلف مناطق السودان.

يغلب على موضوع شعره التأمل والحب والجمال والحكمة كما كتب أشعارا وطنية مناهضة للإستعمار، ويتسم أُسلوب شعره برقة الألفاظ والوصف فائق الخيال وكثيرا ما يعبر في شِعره عن وِجدانه وتجاربه العاطفية ووجدان أمته، واصفًا تلك المشاعر الإنسانية فرحًا، وألما، وحزنًا، كما يزخر شعره بوصف ثورة الثائر الوطني الغيور على حرية وطنه وكرامة أمته، وربط في أعماله الشعرية بين السودان والأمة العربية والإسلامية، فتناول قضايا الجزائر ومصر وفلسطين، ونظم شعرًا في قضايا التحرر في العالم أجمع. 

 

وصدر حوله كتابٌ بعنوان "جماع قيثارة النبوغ" من تأليف محمد حجازي مدثر، كما أعد الباحث عبد القادر الشيخ إدريس رسالة دكتوراه حول شعر جمّاع بعنوان "الشاعر السوداني إدريس جماع، حياته وشعره".