الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تطبيقه في تايوان.. كيف ساعد التتبع الإلكتروني في محاصرة كورونا؟

شخص يستخدم هاتف
شخص يستخدم هاتف

ظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في الصين وأثبتت الدولة الآسيوية في أقل من 3 أشهر نجاحها في السيطرة على تفشي الفيروس في أراضيها، ومن ضمن أدواتها للسيطرة على الفيروس هي استخدام الحكومة الصينية أدوات مثل تعقب الهاتف للسيطرة على تفشي المرض.

بدأت بعض الدول استخدام هذه التقنية على نطاق واسع أو باستخدام تكنولوجيا مماثلة للتشخيص السريع للأشخاص ورصدها، وليست الصين وحدها، فقد استخدمت تايوان نظام التعقب الإلكتروني، ووفقا لموقع كوارتز، فإنه قد أثبت فعاليته في السيطرة على الفيروس.

شاب يدعى ميلو هيسيه يعيش في هسينشو في تايوان، كان قد استيقظ على صوت شخص يطرق باب منزله في منزله صباح، يوم الأحد الماضي، ووجد ضابطي شرطة ينتظرانه، وقد تم إرسالهم بعد أن أرسل هاتفه تنبيهات بأنه قد يخرق الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يومًا، وقال هسيه، الذي عاد إلى تايوان بعد دراسته بالخارج أن هاتفه كان قد نفد شحن البطارية لمدة 15 دقيقة، وعندما قام بتشيله شاهد الرسائل التحذيرية، و4 مكالمات فائتة من وحدات إدارية مختلفة ولم يكن يعلم أن فصله سيؤدي إلى حضور الشرطة إلى منزله.

حضور رجال الشرطة إلى منزله جزء من نظام التتبع واسع النطاق المتبع في تايوان، والذي يراقب حوالي 55 ألف شخص يخضعون حاليا لحجر صحي إلزامي في المنزل في محاولة للسيطرة على انتشار Covid-19، ومحاولة أيضا للاستفادة من بيانات الهاتف المحمول لرصد موقع وتحركات الناس وسط جائحة كورونا العالمية.

لكن تايوان طبقت نظام التتبع في وقت مبكر عن معظم البلدان، الأامر الذي أدى إلى ثناء الجميع عليها ومنها رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن والمغنية ريكي مارتن، خاصة أنه يوجد في تايوان 322 حالة مؤكدة بالفيروس حتى 31 مارس مقارنة بعدد سكانها الذي يبلغ 24 مليون نسمة، وهو عدد السكان نفسه في أستراليا التي يوجد بها 4800 حالة مؤكدة.

يوصف نظام المراقبة في تايوان بأنه "سياج رقمي"، حيث يتم مراقبة موقع أي شخص يطلب منه البقاء في المنزل لفترة حجر صحي إلزامية، عن طريق الإشارات الخلوية من هواتفه، والشخص الذي يفصل هاتفه أو الخروج من المنزل ويستهلك العدد المحدد لمحالولات الوصول إليه من مكالمات ورسائل إلى إلقاء القبض عليه وتغريمه مبلغ يصل إلى مليون دولار تايواني (33000 دولار).

وطبقت تايوان هذا النظام في أواخر يناير الماضي، بعد أسبوع واحد فقط من تسجيل البلاد أول حالة لشخص أجنبي بفيروس كورونا كان قد قدم من مدينة ووهان الصينية، حتى يتم اكتشاف تفشي المرض، وكان نظام التطبيق الإلكتروني حلا بديلا عن السوار الإلكتروني المستخدم في هونج كونج لتتبع المواطنين ورصد حركاتهم.

قال تشن تشي ماي، نائب رئيس الفرع التنفيذي للحكومة التايوانية، الذي قاد جهود إنشاء نظام المراقبة الإلكترونية: "لقد نشرنا هذا النظام مبكرًا ... من أجل منع الوباء من إثقال كاهل الموظفين بشكل خطير، كان هناك الكثير من الناس يعودون من الصين كل يوم ... إذا كان لنا أن نستخدم أساليب الحجر التقليدية، سيكون من المستحيل مراقبة الجميع"، متابعا أن تايوان تحب التكنولوجيا ولديها الكثير من المهندسين للقيام بهذه المهام.

من جانبه قال جيان هونج وي، المدير العام لقسم الأمن السيبراني في تايوان أن لكل شركة اتصالات طريقة مختلفة لحساب موقع الهاتفن بما في ذلك بُعد الجهاز عن برج استقبال الخلية واتجاهه ناحية البرج، فطالما الهاتف قيد التشغيل تستطيع الشرطة تتبع الشخص وإذا تم إغلاقه فسيعلم رجال الشرطة ذلك وسيتم إرسال رسالة إلى رجال الشرطة فيمنطقة هذا الشخص للبحث عنه ومتابعته.

وهذا النظام دقيقا جدا حتى الآنن فضلا عن إلتزام الشعب بعدم الخروج أو غلق الهاتف، ولم يتم إرسال بلاغات عن تحرك أشخاص إلا بنسبة 1% فقط منهم وكانت قراءات غير صحيحة نتيجة لخلل في الهاتف فقط، وتتم عملية المراقبة من خلال التعاون مع شركات الاتصالات الخمس الكبرى في البلاد.