لست كاتبة متخصصة فى شئون السياسية .. ولست من هؤلاء المغرمين بمادة الجغرافيا .. كنت علمى فى ثانوى .. واخرى مع الجغرافيا هو شف الخرائط المطلوب رسمها لحدود تلك أو ذاك الدولة والتى كان يطلبها مدرس الجغرافيا فى المرحلة الابتدائية والإعدادية .. لكنى بالقطع من هؤلاء المغرمين بشدة وشراهة بحب مصر وطنى بكل حدوده التى أعرفها وحدودها التى ربما لا أكون على علم أو معرفة بكل تفاصيلها ..
من الآخر كده بحب مصر وطنى الغالى كده كلها على بعضها بكل تفاصيلها .. ومصر عندى هى أهم وأغلى الأشياء .. وإحساسى بغلاوتها عندى بلغ قمته داخل نفسى عندما قرأت مقال ذاك اللى مسمى نفسه نيوتن .. مقال غريب الأطوار .. خطوطه وراءها خيوط وأصابع تسعى إلى تحقيق الهدف الذى تم القضاء عليه فى 30 يونيه ..
البيه نيوتن يطلب من الدولة جعل سيناء اقليم ذا طبيعة وحكم ذاتى خاص بها على أن تكون سياسيا تابعة للدولة المصرية .. ومن وجهة نظره أن هذا يمنح سيناء الفرصة للإزدهار والنمو واستغلال مواردها الطبيعية بشكل جيد ومفيد .. وحدد سن فوق الثمانين عاما للحاكم الذى يتولى إدارة إقليم سيناء على حد تعبيره حتى لا يكون لديه أطماع فى الإقليم سوى التنمية والتطوير ..
وكأن أطماع السلطة والتفرد بالحكم لا تكمن سوى فى صغار السن !! الكثير من العامة ربما يعتبرون أن هذا المقال فكرة رائعة للوصول إلى التنمية المنشودة فى أرض الفيروز .. والواقع يشير ويؤكد أن نيوتن هذا مطالبه ظاهرها الرخاء والتنمية وباطنها تأجيج نار الفتن والحرب الأهلية وصولا إلى الإنفصال التام عن مصر وإعلان دولة سيناء وفورا نجد من يعتروف بسيادة سيناء على كامل أراضيها .. أو خضوع سيناء إلى هيئة الأمم المتحدة او قوات حفظ السلام الدولية ..
ربما يقول قائل انى واسعة الخيال خاصة أن كاتب المقال ضرب مثالا بثلاث دول .. نعم نيوتن هذا أشار فى مقاله الى ثلاث دول هى سنغافورة وماليزيا وهونج كونج .. وعلينا أن نضع هنا خطا كبيرا على كلمة "دول" فى اشارته إليها كدول وليست كأقاليم داخل دول هى جزء من حدودها .. وكاتب المقال نسى ان يذكر العامة بأن هونج كونج كانت جزيرة تابعة إلى الاستعمار الانجليزى وتم استقلاها عنه لتنضم إلى اليابان واستقلت عنها وانضمت إلى الصين .. وتم استقلالها جزئيا عن الصين عام 1997 ولازالت تطالب بالاستقلال التام .. أى تطالب بالانفصال عن الصين ولهذا ذكر كاتب المقال انها دولة وليست جزيرة وجزء من دولة الصين ..
واذا كان نيوتن هذا حسن النيه وضرب مثال بدول الرخاء والتنمية .. نذكره نحن بجزر وأجزاء من دول حصلت على حكم ذاتى وصلاحيات وتطالب وتسعى للانفصال وإقامة دولة مستقلة بذاتها .. نبدأ من عند تيمور فى اندونسيا .. سعى للانفصال وبعد حال دامى هى الآن فى حوزة الأمم المتحدة وتسيطر عليها قوات حفظ السلام الدولية .
- اسكتلندا .. لديها حكم ذاتى داخل المملكة المتحدة منذ عام 1998 ورفض هذا الإقليم الشنالى الخروج من الاتحاد الأوروبى ويسعى الاستقلال عن إنجلترا .
- كورسيكا .. جزيرة فى فرنسا تتمتع بوضع خاص ولديها المزيد من السلطات وتسعى للانفصال عن فرنسا .
- الفلاندرز. .. منطقة ناطقة بالهولندية شمال بلجيكا حصلت على العديد من الصلاحيات وتهيمن على المشهد السياسى والاقتصادى فى بلجيكا وهناك مؤيدين لاستقلالها وقيام الجمهورية الخاصة بها .
- جزر فارو .. تتمتع بحكم ذاتى فى الدانمارك لكنها تسعى إلى حق تقرير المصير .
- اقليم الباسك .. تتقاسمه اسبانيا وفرنسا والائتلاف اليسارى القوى السياسية الثانية هناك تطالب بالاستقلال عنهما.
السؤال الذى يطرح نفسه على عم نيوتن هذا .. هى الشجرة التى طرحت عليك تلك الفكرة الضالةعن الهوية المصرية لم تثمر عندك عن وباء الحرب الأهلية ودخول العصابات الإرهابية لتقرير مصير إقليم سيناء الذى يتمتع بحكم ذاتى .. واضح ان الكاتب استغل انشغال الدولة بأزمة فيروس كورونا وكتب مقاله الذى فى ظاهره الرحمه والرخاء وباطنه النار التى تؤجج الفتن داخل الوطن .. أيها الكاتب اذا كنت لا تعلم شيئا عن بروتوكولات حكماء صهيون .. او دولة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات .. او مخططات تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة ..
تبقى مصيبة .. اما إن كنت تعلم كل هذا تصبح المصيبة أعظم وافدح .. إلا إذا كنت أنت جزء من تلك المخططات بدون علم .. او ربما بعلم !! الأهم أن سيادتك لا ترى ولا تعلم شيئا عن مخططات التنمية فى سيناء او انك تعلمها وتتجاهلها لغرض فى نفس نيوتن .. وفى هذا لا نملك إلا ان نحذر .. ونذكر بأن مؤانرة يناير كانت بأيدى مصرية .. يا كل المصريين انتبهوا إلى ما يحاك إلى سيناء والى الدولة المصرية بايدى مصرية .. واستقيموا يرحمكم الله .