الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منتدى الدبلوماسية والسلام يوصي بضرورة التعاون دوليا لمواجهة أزمة كورونا.. الوباء يحاصرنا.. سبب الكثير من الألم وحول العالم إلى صوبة تكنولوجية.. ويعيد ترتيبات أولويات الأجندة الدولية نحو أمن الإنسان

جانب من حضور المنتدى
جانب من حضور المنتدى

  • رئيس منظمة الصين العالمية للسلام: فيروس كورونا يمثل تحديا مشتركا للبشرية
  • نائب السفير الصيني: منظمة الصحة العالمية تقوم بدور رائد في مواجة كورونا
  • السفير محمد حجازي: مبادرات وقف إطلاق النار حصدت تأييد عشرات الحكومات والمنظمات والزعماء ورجال الدين
  • نائب رئيس جامعة السلام: كورونا تهديد ليس له حدود وطنية أو جغرافية
  • نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الاسكندرية: الوباء يفرض إعادة بناء الأولويات العالمية وجداول الأعمالالمدير التنفيذي للمركز العربي للدراسات والبحوث: المعركة مع كورونا حرب كونية ضد عدوٍ خفي

انطلقت مساء أمس، الأربعاء، عبر وسائل العالم الافتراضي، أعمال منتدي العلاقات الدولية والدبلوماسية والسلام، بمشاركة دولية ومصرية تضم كبار الدبلوماسيين والخبراء من المؤسسات الدولية التي تتبع الأمم المتحدة وتعمل بالتعاون معها.

وبدأ أول لقاءات المنتدي تحت عنوان "التعاون الدولي وأزمة كورونا"، وتحدث فيها نائب سفير الصين بالقاهرة وزير مفوض "شياو جين هنغ"،  ومساعد وزير الخارجية الأسبق السفير "محمد حجازي"، ونائب رئيس جامعة السلام التابعة للامم المتحدة الأسبق الدكتور "عمرو خيري عبد الله " وخبراء من الصين والعالم العربي وأوروبا.

ونظم المنتدى مؤسسة الصين العالمية للسلام برئاسة الدكتور"لي روهنج"، وأدارته المؤسس المشارك للمنتدي الزميلة الصحفية "سارة عبد العزيز الأشرفي"، والتي أكدت أن رئيس المنتدى "لي روهنج" يولي أهمية خاصة للمنتدي في هذا التوقيت الحرج عقب انتشار فيروس كورونا والحاجة الشديدة لضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الوباء القاتل والذي يمثل تحديا عالميا. 
 
وشارك في المنتدي الذي أقيم عبر "الفيديو كونفرنس" نخبة من الخبراء والأكاديميين، يمثلون مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية  ومنهم  جيان بينغ زو، الخبير المالي في بنك الصين الوطني للتنمية، والبروفيسور لي جينهينغ من معهد البحوث بجامعة بكين، والدكتور "محمود عزت"، نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية"، و"هاني سليمان"، المدير التنفيذي للمركز العربي للدراسات والبحوث، و"روبريت تشنهو زو"، رئيس المجتمع الدولي للشيخوخة والأمراض، و"هانلو وو"، أستاذ العلاقات الدولية، و"تومرت الخلفوي"، من المغرب، وأستاذ العلاقات الدولية من البرازيل ماركوس دي فريتاس، و"الفريدو روالند".

تحدٍ عالمي مشترك
وفي بداية المنتدى، تحدث الدكتور "لي روهنج"، رئيس منظمة الصين العالمية للسلام، مؤكدا أهمية انعقاده خاصة في الوقت الحالي، فالعالم كله يواجه فيروس كورونا الذي يمثل تحديا مشتركا للبشرية.

 وقال إن تلك الأزمة أكدت الدور الهام والفعال لمؤسسات المجتمع المدني، التي تعد بمثابة الروح الإنسانية وتستحق الاحترام العالمي لما تقوم به في مجالات الدبلوماسية الشعبية، والتعاون في مجال البحث العلمي، والتبادل الثقافي، والعديد من القضايا الهامة، مضيفا: "بالتالي فإننا نشعر بالمزيد من الأهمية العملية والملحة لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".

وأوضح أن منظمة الصين العالمية للسلام تبرعت بمستلزمات إنقاذ طبية لباكستان واليابان وتركمانستان وقيرغيزستان والمغرب ومالي وزيمبابوي وكوبا وشيلي وهايتي وإسبانيا والجامعة العربية ومكتب اليونسكو في الصين والعديد من الجهات.

وتابع: "تحدثنا مع اليونسكو حول عدة مشاريع للتنمية المستدامة هذا العام منها "مهرجان السلام الذي يقام في حديقة السلام" ، ومسابقة "عدسة الشباب على طريق الحرير" العالمية للصور، و"صالون التكنولوجيا الدولية"، وذلك في إطار تفعيل دورنا في التفاعل مع المجتمع الدولي".
 
حوكمة عالمية لإدارة الأزمة
من جانبه، شدد نائب سفير الصين بالقاهرة، الوزير المفوض "شياو جين هنغ" على ضرورة تعاون المجتمع الدولي والعمل معا لمحاربة فيروس كورونا.

وأكد في كلمته دور منظمة الصحة العالمية الرائد في التعاون العالمي لمكافحة الوباء، ودور الأمم المتحدة التي تعد المحور الأساسي في التعاون الدولي، لافتا إلى ضرورة تعزيز المساعدة والتعاون العالمي في مكافحة الوباء وبناء مجتمع صحي للجميع.

وقال إنه يأمل أن تتمكن جميع أطراف المجتمع الدولي من اتخاذ إجراءات ملموسة لدعم التعددية، وتعزيز وتحسين نظام الحوكمة العالمية.
 
كورونا وتهديد الأمن والاستقرار
من جهته، أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق في ألمانيا، أن تفشي وباء كورونا نتج عنه تأثيرات عالمية غاية في الأهمية، ومن بين أهم ردود الأفعال ما يؤثر على مستقبل الأمن والاستقرار العالمين، مشيرا إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جويتريش" لحملة شاملة لوقف إطلاق النار العالمي، وتكريس الاهتمام على محاربة الفيروس، وألمح إلى أن مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإحرازها لتقدم في المفاوضات مع قادة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أول قرار يتصدى للفيروس.

وأوضح السفير حجازي أنه من المتوقع أن يشجع القرار وقف إطلاق النار المحدود في مناطق الصراع التي يراقبها المجلس ولا يزال الرئيس الفرنسي يعزز مبادرته بين قادة العالم، وأثبتت المبادرة شعبيتها، وحصلت على تأييد من عشرات الحكومات والمنظمات الإقليمية الرئيسية والزعماء السياسيين والدينيين، بما في ذلك البابا فرنسيس.

وأشار إلى أن أزمة كورونا أسفرت عن تزايد الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات في التواصل البشري، وأصبح العالم يعيش تجربة واقعية بالتحول إلى توظيف التكنولوجيا في جميع مجالات الحياة، بما يوفر الوقت والجهد والنفقات ويخدم الإنسان ويحقق الرفاهية، لافتا إلى تأثير تفشي الوباء على انخفاض أسعار النفط ما له من آثار سلبية على الجوانب الاقتصادية.
 
المواجهة مسئولية مشتركة
من جانبه، أكد نائب رئيس جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة الأسبق، الدكتور"عمرو خيري عبد الله" أن تلك الأزمة هي بمثابة نعمة مقنعة، فهي تدفع العالم نحو آفاق جديدة من التعاون والترابط السلمي، مع تنامي الشعور بالمسئولية المشتركة وتأسيس تعليم قوي يربط بين الصحة والسلام.

وقال الدكتور عمرو خيري عبد الله إن أزمة كورونا جمعت العالم بأسره بطريقة لم يسبق لها مثيل، وقد لعب التقدم التكنولوجي في الاتصالات ووسائل الإعلام ومشاركة الأخبار دورا هاما في هذا الصدد.
 
وأضاف أن جائحة الفيروس تسبب بالفعل بالكثير من الضرر والألم لجميع دول العالم على جميع المستويات، في الوقت نفسه، هذا التهديد على الصحة والحياة العالمية ليس له حدود وطنية أو جغرافية.
  
من جهة أخرى، أكد جيان بينغ زو، الخبير المالي في بنك الصين الوطني للتنمية، ضرورة أن يؤدي كل منا دوره من أجل مكافحة هذا الوباء ونجاة البشرية، مشيرا إلى ضرورة التعاون الدولي على جميع الأصعدة فنحن جميعا أخوة في الإنسانية ومجتمع المصير المشترك.

ترتيب الأولويات  
من ناحية أخرى، قال الدكتور محمود عزت، نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الاسكندرية، إن الأزمة التي أحدثها (COVID-19) تتطلب زيادة سريعة وكبيرة في الشفافية العالمية، والتعاون والدبلوماسية والاتصالات والحوار الثقافي، مضيفا أن الوباء يفرض إعادة بناء الأولويات العالمية وجداول الأعمال وتعد الدبلوماسية والتعاون الثقافي الدولي أدوات حاسمة لإيجاد حلول سريعة.

وأكد أنه من المرجح أن يعزز الوضع الحالي رقمنة وتسويق الصناعات الثقافية، حيث تسعى المنظمات لتحديد وإيجاد مصادر جديدة للدخل، مشددا على أنه ومن هذا المنطلق يود أن تتشارك الريادة المصرية العظيمة في هذا المجال عبر رقمنة مكتبة الإسكندرية منذ عام 2002، حيث حققت المكتبة أهدافها من خلال مشاريعها وأنشطتها الرقمية منذ ذلك الوقت، حيث تنظم مكتبة الإسكندرية باستمرار مشروعات رقمية ضخمة جديدة، فضلًا عن العديد من الأحداث الثقافية والعلمية الرقمية، كل عام.
 
أستاذ العلاقات الدولية ماركوس دي فريتاس- برازيلي الجنسية، أكد أهمية التعاون الدولي في مواجهة تلك الازمة العالمية التي تهدد صحة الإنسان، مشددا على ضرورة إيجاد آليات جديدة وفعالة للتعاون ومواجهة التحديات التي نتجت عن فيروس كورونا ونشر المعرفة في المجتمع الدولي.
 
عدو خفي
هاني سليمان، المدير التنفيذي للمركز العربي للدراسات والبحوث، قال إن المعركة مع فيروس كورونا أشبه بحرب كونية فهي بدون أعداء وضد عدوٍ خفي.

وأضاف أن فيروس كورونا يمثل أكبر تحدٍ يواجه البشرية والمجتمع الدولي الآن، على النحو الذي تراجعت معه أية أزمات أخرى في العالم، حيث يواصل ذلك التحدي في حصار البشرية، وهو ما يستدعي ضرورة التعاون والتكامل الدولي لمواجهته مما يمثل اختبارا حقيقيا لقدرة التعاون الدولي علي مواجهة التحديات العالمية.
 
وأشار إلى أن المساعدات الدولية تمثل آلية لتعزيز التضامن والتعاون، وقد قدمت الصين العديد من المساعدات لدول العالم، مما يسهم في بناء جسور لعودة الثقة والمجتمع ذي المصير المشترك؛ مشددا على ضرورة التعاون والتكامل ما بين الأمن الإنساني، والأمن العسكري، قائلا: "إن الأمن الإنساني سيكون أحد معايير القيادة والتفوق في عالم ما بعد كورونا، إضافة إلى أنه سيكون هناك عوامل مهمة أخرى متمثلة في التقدم العلمي الطبي ومدى القدرة على التكيف والاستعداد للأزمات الإنسانية الصحية وتحديات البيئة وتقديم حلول لها".
 
نظم المنتدى مؤسسة الصين العالمية للسلام برئاسة  الدكتور "لي روهنج"، والتي تنفذ برامجها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة واليونسكو وبدعم العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، منها الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. 

وتتمتع  بعلاقات ودية قوية مع الرؤساء والمنظمات الدولية والحكومات والدبلوماسيين من جميع أنحاء العالم، كما تمتلك علاقات تاريخية مع العالم العربي وأفريقيا ومصر من خلال زيارة خاصة من المسئولين والهيئات.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الصين العالمية للسلام تعد منظمة دولية، تعمل على تعزيز التواصل الودي والتنمية المستدامة بين الحكومات المختلفة والمنظمات الدولية والصين، وقد أنشأت المؤسسة "مجتمع حديقة السلام" والتي اكتسبت دعمًا من 178 دولة حكومية ومؤسسات دولية كرمز للسلام الدولي.