الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرق غيرت تاريخ كرة القدم (7).. عندما حول رانييري ومحرز وفاردي وكانتي ليستر سيتي من سندريلا إلى ملكة

ليستر سيتي
ليستر سيتي

منذ نشأة الساحرة المستديرة، مرت كرة القدم بالعديد من المتغيرات، فرق وكيانات ودول تصعد على القمة في وقت من الأوقات، تسيطر على العالم أو على الأقل تفرض سيطرتها في دولها وقاراتها ، تفرض أسلوبها ليحاول الجميع إيقافهم.

لكل حدث نهاية ولكل قصة جميلة نهايتها ولكل فريق أسطوري غير مجرى وتاريخ كرة القدم وقت تنتهي فيه تلك الحقبة ، قد يعود بعد ذلك للقمة مرة أخرى لكن بمجموعة أخرى من اللاعبين وبمدربين آخرين، ولن يتركوا لنا سوى إنجازاتهم والأشياء العظيمة التي فعلوها وسجلوها في صفحات كتاب التاريخ لكرة القدم.

"فرق غيرت تاريخ كرة القدم "، هي سلسلة نستعرض فيها نسخ أسطورية لأندية غيرت مجرى تاريخ كرة القدم يوميًا في شهر رمضان، كيف بدأت..من أين تم بناء هذا الفريق .. مراحل الصعود والهبوط .. ونستكمل في اليوم السابع من شهر رمضان السلسلة بقصة نادي ليستر سيتي، صاحب معجزة القرن الحادي والعشرين مع مدربه الإيطالي كلادويو رانييري

كان نادي ليستر سيتي قبل  بداية موسم 2015-2016 ناديًا عاديًا ، 3 بطولات في كأس الإتحاد فقط وكأس للدرع الخيرية.. نادي ليس له تاريخ ولا يقارن بتاريخ الستة الكبار في إنجلترا، لكن رانييري وبقيادة رياض محرز وجيمي فاردي، استطاع تخليد اسم نادي ليستر سيتي في كتاب التاريخ.

ليستر كان يهدف للبقاء في الدوري بعد صعوده للبريميرليج موسم 2014-2015،وبالفعل نجح في ذلك مع مدربه نيجيل بيرسون واحتلوا المركز الرابع عشربعد أن كانوا في وقت من الأوقات يعانون بشدة وكانوا قريبين من الهبوط، لكنهم حققوا 7 انتصارات  من أصل أخر 9 مباريات لهم في المسابقة ، ليؤمنوا بقائهم في البريميرليج..لكن فيتشاي سريفادانابرابا مالك النادي كان طموحًا بعض الشيء، وأراد أن يحتل فريقه مكانًا في المراكز العشرة الأولى ، وبعد صحوة الفريق في آخر مباريات الموسم السابق / كان بيرسون سيكمل مسيرته مع الثعالب، لكن لتورط ابنه في شريط جنسي مع 3 لاعبين من ليستر سيتي في إحدى جولات النادي الودية في تايلاند ، بحسب ما أشارت التقارير الصحفية، قرر مالك النادي إقالة بيرسون، والإتيان بالإيطالي العجوز كلاوديو رانييري.

قبل بداية الموسم.. كانت توقعات فوز ليستر سيتي بالدوري ليست على البال ولا على الخاطر.. كانت نسبة حظوظهم في التتويج 1/5000 فقط !.. لاعبين مغمورين وميركاتو الفريق الصيفي لم يأتي بالأسماء الكبيرة.. كانت أكبر الصفقات كريستيان فوكس من شالكة مجانا، ، أوكازاكي من ماينز.. وبعض اللاعبين المغمورين مثل نجولو كانتي من نادي كان الفرنسي مقابل 5.6 مليون يورو.

بدأ النادي الدوري بشكل جيد للغاية، فوز على سندرلاند بأربعة اهداف مقابل هدفين،أعقبه فوزين و3 تعادلات، قبل أن يتلقى الهزيمة الأولى له في الجولة السابعة على يد ارسنال بخمسة أهداف مقابل هدفين، والتي كانت بمثابة الانطلاقة للثعالب نحو موسم أسطوري لن ينسى .

كان رانييري يلعب بخطة 4-4-2.. كان يعتمد بشكل كبير على صلابة خط الدفاع، وقوة خط الهجوم بقيادة جيمي فاردي، وخلفه الجزائري رياض محرز، والذي كان مرعبًا لجميع الخصوم ف الدوري.

كان فاردي حديث العالم أجمع، فاللاعب حقق رقمًا قياسيًا تاريخيًا في الدوري الإنجليزي، بتسجيله في 11 مباراة متتالية في المسابقة، وتحديدًا منذ مباراة الثعالب أمام بورنموث في التاسع والعشرين من شهر أغسطس، وحتى مباراة ليستر أمام سوانزي سيتي أمام سوانزي سيتي في الخامس من شهر ديسمبر 11 مباراة بـ 13 هدف جعلت فريقه متصدرًا لجدول ترتيب الدوري منذ يوم 21 نوفمبر بعد الفوز على نيوكاسل يونايتد، وسجل اسمه في كتاب التاريخ في انتظار تحقيقه مجدًا آخر بقيادة فريقه للتتويج بالدوري رغم صعوبة واستحالة الأمر كما قال البعض.. الجميع أجمعوا أنها صحوة عابرة وسيتنازل ليستر سيتي عن الصدارة في وقت من الأوقات وستهدأ ثورة محرز وفاردي على كبار البريميرليج.

لكن ليستر استمر في تألقه.. فوز على تشيلسي بطل الدوري، وانتصار صعب على إيفرتون بثلاثة أهداف مقابل هدفين، جعله بطلًا للشتاء قبل عطلة أعياد الميلاد بجولتين، قبل أن يخسر الثعالب أمام ليفربول بهدف نظيف في الجولة الثامنة عشر.. لكن الأمر ليس بالجلل.. فالثعالب أبطال الشتاء وازدادت حظوظهم في الظفر باللقب المستحيل.

خسارة ليفربول أعقبها تعادلين أمام مانشستر سيتي وبورنموث على التوالي، ليعتقد البعض أن مغامرة ليستر سيتي ستنتهي.. وأن حلم الضعفاء في الصعود للقمة سيظل حلمًا ولن يصبح حقيقة بعد صعود ارسنال على قمة الترتيب.

فاز ليستر على توتنهام أقوى المنافسين في الدوري بهدف نظيف، ثم تعادل مع أستون فيلا، جعله يصعد للصدارة مرة أخرى بفارق الأهداف عن ارسنال

دخل ليستر سيتي في مرحلة صعبة من المنافسة.. 3 مباريات قوية أمام ليفربول ومانشستر سيتي وارسنال على التوالي، لكن الثعالب استطاعا تدمير دفاعات أول فريقين والفوز عليهما بكل سهولة، لكنهما لم يستطيعوا مجاراة ارسنال ليخسروا أمامهم وتزداد حدة الصراع على لقب الدوري.

ولكن بعد تلك المباراة لم يعرف ليستر سيتي طعم الخسارة,, 7 مباريات متوالية بدون تذوق مرارة الهزيمة بست انتصارات وتعادل وحيد، ليصل الفارق بينهم وبين توتنهام ملاحقهم لـ 7 نقاط، قبل خمس جولات من النهاية.

واجه ليستر سيتي بعد ذلك وست هام يونايتد، طُرد فاردي في تلك المباراة وكان الثعالب منهزمين بنتيجة 2-1، قبل أن يحصلوا على ركلة جزاء في نهاية المباراة، عادل من خلال أولوا النتيجة ، أعقبها تعادل آخر مع مانشستر يونايتد قبل نهاية الدوري بمباراتين مع تبقى 3 مباريات للمنافس الأول توتنهام هوتسبير.

، كان توتنهام يسعى لاستغلال تعثر الثعالب وتقليص الفارق معهم لكنه كان على موعد مع مباراة صعبة في ديربي لندني على ستامفورد بريدج أمام تشيلسي، في الوقت الذي كان رفاق محرز يأملون في تعثر توتنهام لتحقيق المعجزة والتتويج رسميًا بلقب الدوري لكن أبناء بوتشيتينو بقيادة هاري كين كانوا متقدمين بهدفين نظيفين، ليسلم البعض أن لقب الدوري مازال في الملعب مع تبقى مباراتين صعبتين لليستر أمام إيفرتون وتشيلسي أنفسهم، لكن البلوز وبقيادة البلجيكي إيدين هازارد، استطاعوا إنهاء المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريقن ليمنحوا ليستر سيتي لقبًا تاريخيًا وبطولة سيسجلها التاريخ على أنها الأغرب ،وقد نصنفها الأفضل لأنها ذهبت لمن يستحق برغم قلة إمكانياته.. ذهبت لنادي ليستر سيتي معجزة هذا القرن مع مدربه رانييري، لتخرج الصحف البريطانية معنونة "سندريلا أصبحت ملكة"

فاز فاردي بلقب هداف الدوري وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، كما توج محرز بجائزة أفضل لاعب في رابطة المحترفين.. لكن لكل قصة جميلة نهاية، ونهاية قصة ليستر لم تكن سعيدة، رحل كانتي رمانة ميزان الفريق، مشاكل بخصوص فاردي ومحرز ورغبتهما في الرحيل بعد الموسم الأسطوري، رحل رانييري لسوء النتائج ، ليحتل الفريق المركز الثاني عشر ، ومن ثم انتهت قصة ليستر وعاد فريقًا عاديًا مرة أخرى، لكننا لا يجب أن نتغافل أنهم استطاعوا العودة لمصاف الكبار هذا الموسم مع المدرب براندن رودجرز واحتلالهم المركز الثالث قبل التوقف، لكن الفريق أصبح بلا محرز وبلا كانتي وبلا رانييري.. فقط فاردي هو الثابت والباقي في فريق الثعالب ومازال يقدم أفضل مالديه لإسعاد جمهوره.

وكان تشكيل ليستر في موسم 2015-2016 التاريخي كالآتي

في حراسة المرمى: كاسبر شمايكل

خط الدفاع: فوكس - هوث - مورجان -سيمبسون

خط الوسط: كانتي - درينك ووتر- ألبرايتون - رياض محرز

خط الهجوم: فاردي - أوكازاكي.