الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوال فيروس كورونا في 19 رمضان .. حديث نبوي يثير الجدل بين الفلك والشرع

زوال فيروس كورونا
زوال فيروس كورونا في 19 رمضان

انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي منشور يدعي فيه صاحبه أنه في شهر مايو وخاصة يوم التاسع عشر من شهر رمضان سيزول فيروس كورونا المستجد، ويستدل على ذلك بحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده وغيره، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ، وَتَقُومُ عَاهَةٌ، إِلَّا رُفِعَتْ عَنْهُمْ أَوْ خَفَّتْ»، وفي رواية «إذا طلعت الثريا صباحا رفعت العاهة عن أهل البلد».

والمُرادُ بالعاهَةِ: الآفَةُ التي تُصيبُ الثَّمَرَ والزَّرْعَ فتُفسِدُهُ، والثُّرَيَّا اسمٌ لنَجمٍ يَطلُعُ صباحًا في أوَّلِ فصلِ الصَّيْفِ عندَ اشتِدادِ الحَرِّ ببِلادِ الحِجازِ، وفسر  صاحب هذا المنشور الحديث  السابق بأنه إذا انتشر الوباء فإن الله عز وجل يرفعه وقت ظهور نجم الثريا الذي يكون مع بداية فصل الصيف وشدة الحر. 

المراد من الحديثين
وفي الحديثين السابقين طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من المسلمين عدم بيع الثمار في موعد طلوع العاهة «نجوم الثريا» الذي يتوافق طلوعها في فصل الربيع من كل عام، حيث تشرق نجوم الثريا الشهيرة عند العرب منذ عصر الجاهلية وما زالت معروفة حتى الآن، في فصل الربيع وتحديدًا في الفترة الواقعة ما بين 12-25 مايو.


حقيقة كلام الفلك
ونبهت  دار الإفتاء المصرية، على أن هذا الكلام غير صحيح، فالمقصود من الحديث هو ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم من عدم جواز بيع الثمار قبل نضوجها وظهور صلاحها.

وتابعت: ولعل من الحكمة في النهي عن هذا البيع: الفائدة التي تعود على البائع والمشتري معًا، فترك الثمرة حتى تنضج يزيد من ثمنها وفيه مصلحة للبائع، وتركها حتى يظهر صلاحها فيه مصلحة للمشتري، وبذلك يقطع باب التشاحن والإثم عند فساد الثمرة، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ وَمَعَنَا ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، فَسَأَلْتُهُ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ، فَقَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ»، قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا تَذْهَبُ الْعَاهَةُ؟ قَالَ: «طُلُوعُ الثُّرَيَّا». والمُرادُ بالعاهَةِ: الآفَةُ التي تُصيبُ الثَّمَرَ والزَّرْعَ فتُفسِدُهُ. والثُّرَيَّا: اسمٌ لنَجمٍ يَطلُعُ صباحًا في أوَّلِ فصلِ الصَّيْفِ عندَ اشتِدادِ الحَرِّ ببِلادِ الحِجازِ، وطُلوعُ الثُّرَيَّا عَلامةٌ على نُّضج الثمار.


هل الحديث غير صحيح؟
حديث «إذا طلعت الثريا صباحا رفعت العاهة عن أهل البلد» وإن كان حسنه العلامة شعيب الأرناؤط فإن ثلاثة من أكابر علماء الحديث قد ضعفوه وهم السيوطي وأحمد شاكر والألباني، فضلًا عن أن الحديث كما هو واضح فيه خلافات عديدة في ألفاظه مما يمنع تقويته بتعدد طرقه وهي طرق كلها ضعيفة مختلفة المعنى، مع العلم أنه حديث ضعيف وسنده غريب.