الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم يتمرد على العزل الاجتماعي


تخطط النمسا وألمانيا لإعادة فتح حدودهما بالكامل بحلول 15 يونيو كجزء من جهد أوروبي أكبر لإعادة حركة الناس بحرية وإحياء صناعة السياحة، مع الأخذ بمعايير السلامة والوقاية من فيروس كورونا. كما تستعد المتاحف الإيطالية لإعادة فتح أبوابها فى 26 مايو الجارى بعد حالات التدهور الحادة فى الأقتصاد وتراجع معدلات النمو، وتفشى حالة كساد عام بعد الشلل التام الذى اصاب كل مناحى الحياة والحركة. وأيضا مدينة ديزني لاند للألعاب الترفيهية في شنغهاي بالصين تفتح أبوابها من جديد أمام الزوار في ظل فيروس كورونا مع فرض معايير للوقاية والتباعد. والرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الانجليزي ريتشارد ماسترز، يتفاوض مع حكومته حول العودة وإكمال موسم 2019/2020  وجميع أندية الدوري العشرين، لديها إرادة جماعية قوية لاستكمال بقية الموسم ودخل مسؤولي الدوري في نقاشات مع السلطات البريطانية حول تهيئة الظروف لعودة الدوري الإنجليزي الممتاز، مع مراعاة الاحتياطات.
وفيما يبدوا ان هناك إرادة جماعية لدى سكان الأرض فى التمرد على العزل الإجتماعى وفردت كبريات الصحف المساحات للحديث المطول عن عدم جدوى العزل ومهاجمة برتوكول منظمة الصحه العالمية ووصفوه ببروتوكول الجوع ونشر الفقر بين سكان الكوكب، وكانت الدول والحكومات تنفذ العزل خوفا من مغبة الإتهام امام شعوبها بالتراخى وعدم اخذ الحيطة دون ان يكون هناك نقاش موسع لجدوى الحظر ودراسة البدائل واختيار الأفضل، كما شككت دوائر طبية فى قرار التباعد الإجتماعى لأن تطبيقه بنسبة 100% امر مستحيل والخروقات البسيطة تجعله ينهار مع تسرب العدوى بين العشرات من الناس بما يجعل القضاء على الفيروس نهائيا امر مستبعد ومن ثم تنهار جدواه ولو ظل التباعد الإجتماعى لسنوات لن يحل معضلة الفيروس اللعين ومن ثم ليس امام سكان الأرض غير ترقب المصل وحتى يحدث هذا لابد من دوران عجلة الحياة شئنا ام ابينا.
بخلاف ما يحدث عندنا من خروقات فجة فى مسألة العزل وصور مؤسفة تتناولها وسائل التواصل عن قطاع عريض من الناس يتزاحم امام محلات بيع كعك العيد او مئات يتزاحمون على ارصفة متروا الأنفاق ويتحرك الناس فى الشوارع الجانبية والأسواق وكأنهم معزولون عما يدور بالعالم او يعرفون ولا يصدقون. اويدركون المخاطر ويضطرون الى مواجهتها. ولكن لابد ان نذكر ان الملايين اللتزموا بالحظر ومكثوا فى بيوتهم وفوضوا امرهم الى الله، ويراقبون عن بعد ويترقبون خبر مفرح عن مصل او علاج او مخرج من المأذق الذى فرضته هذه الجائحة. ولكن الإلتزام بقواعد التباعد الإجتماعى لن تدوم طول الوقت وقدرات الأفراد تتفاوت فى التحمل ولكن عند نقطة معينة سيكون لدى كل فرد حد اقصى للقبول بالعزل الإختيارى وبعدها سيواجه الحياة ويتفاعل معها متعايشا مع كورونا، وحسب دراسة إحصائية اجراها عالم اجتماع نمساوى فإن الحد القصى للقبول بالعزل الإرادى لا يتجاوز 6 أشهر بعدها سيضطر كل سكان الأرض للقبول بالتعايش مع الفيروس واختلاق بدائل جديدة للحماية والوقاية. وإذا كنا حتما سنتعايش ومهما طالت اسابيع الحظر والتباعد ستكون نهايتها الرضا بالأمر الواقع والتعايش. فلماذا تطول مدة الخراب والدمار وقطع الأرزاق على ملايين الأفواه الجائعة إذا كان التباعد هو مجرد إجراء حتى وان كان مهم جدا لكنه لن يقضى على الفيروس ولن ينهى وجوده، غير المصل الذى لايعلم غير الله كيف ومتى سيكون متاحا للإنسانية.



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط