الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان ينجو من نيران الفتنة.. عناصر حزب الله وحركة أمل يسيئون للسيدة عائشة.. الجميع ينتفض ضد المذهبية وعلى رأسهم الأزهر.. والجيش اللبناني يلعب دور البطولة في إخماد النيران

صدى البلد

* تفاصيل السبت المشتعل..ليلة كادت أن تحرق لبنان
* ميشال عون:  التعرض لأى رمز دينى لأى طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها
*سعد الحريري: إهانة السيدة عائشة إهانة لكل المسلمين دون استثناء

لا يزال لبنان يعاني من وجود حزب الله اللبناني وإفساده الحياة السياسية وتعزيز الطائفية داخل المجتمع ونشر الإرهاب، وذلك بفضل ما لديه من سلطة ونفوذ جعلته بمثابة دولة مستقلة عن لبنان.

عادت الأوضاع في الشارع اللبناني إلى الهدوء نسبيا بعد اشتباكات ومظاهرات طائفية شهدتها البلاد.

شهد لبنان أمس أحداثا طائفية كادت أن تتجه نحو أزمة كبرى، بعدما أطلق مناصرو "حزب الله" و"حركة أمل "هتافات مسيئة عند مدخل خندق الغميق المحاذي لساحة الشهداء بحق رموز إسلامية، ردا على طلبات المتظاهرين بنزع السلاح عن الحزب، لتشهد المنطقة اشتباكات ورمي مفرقعات نارية وإطلاق نار كثيف أسفر عن إصابة شخصين بإصابات طفيفة.

وتدخل الجيش اللبناني على الفور وطبق انتشارا واسعا في مناطق العاصمة بيروت لفصل الطرفين وإعادة الهدوء إلى الشارع، بعد تشكيل جدار بشري للفصل بين الفريقين.

جاءت مظاهرات السبت امتدادا للانتفاضة التي قام بها الشعب اللبناني ضد الاوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد على مدار الـ8 أشهر الماضية، حيث واصل اللبنانيون التنديد بأداء الحكومة وتفاقم الأزمة الاقتصادية واستفحال الفساد، بالتزامن مع بدء تحفيف إجراءات الحظر والإغلاق التي فرضت لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".

لكن حزب الله اللبناني أضاف الشعارات والإساءات المذهبية إلى التظاهرات للمرة الأولى، ردا على هتافات المتظاهرين المناوئة لحزب الله، ليردد أنصار الحزب وحركة أمل "شيعة شيعة".

كما تخللت الاحتجاجات أعمال شغب في وسط بيروت، أعقبها أعمال كر وفر، بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، بعد أن كسر المتظاهرون زجاج واجهة أحد المحال والدخول إليه للوصول إلى مجلس النواب.

وأعلنت قوات الأمن أن المتظاهرين عمدوا إلى  التعرض للأملاك الخاصة والعامة، لذلك طلبت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من المواطنين السلميين، الانسحاب من الأمكنة التي تجري فيها أعمال شغب، حفاظًا على سلامتهم.

وأبعدت قوات مكافحة الشغب المتظاهرين من أمام مجلس النواب أمام بلدية بيروت إلى أمام مبنى النهار، لتتواصل أعمال التراشق بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع بين المحتجين والأمن، ليصاب عنصر من الأمن، ويتراجع المتظاهرون باتجاه بيت الكتائب في الصيفي، حيث شكلت قوى الأمن جدارا بشريا أمام المتظاهرين بالقرب من بين الكتائب.

وأغلق متظاهرون الطريق على الخط البحري في بيروت، وأشعلوا إطارات السيارات لمنع قوات الأمن من التقدم وإحراق أكشاك الحراسة وقطع الطرق، في الوقت الذي أعادت فيه قوات "فوج المغاوير" الهدوء في ساحة الشهداء - موقع الاشتباكات الطائفية- والمناطق المحيطة.

ولاحقت عناصر المخابرات العسكرية المحتجين على الطريق البحري، وأعلن الصليب الأحمر عن إصابة 46 شخصا، نقل 9 منهم إلى المستشفيات وتم إسعاف البقية ميدانيا.

أعقب ذلك إلقاء بعض المتظاهرين الحجار بكثافة على السيارات والمنازل والمحال التجارية في منطقة عين الرمانة، لتدور اشتباكات قوية مع قوات لبنانية والمتظاهرين، وحدث إطلاق كثيف للنيران قبل أن تتدخل قوات الجيش بقوة كبيرة لفض الاشتباك.

وشهد ليل السبت سلسلة حوادث إطلاق نار في مناطق مختلفة من العاصمة بيروت قطع بعض الطرقات احتجاجا على فيديو يظهر فيه بعض الاشخاص وهم يسبون السيدة عائشة، وقد اطلقت النار بغزارة وكان الملفت الظهور المسلح الكثيف الذي شهدته شوارع بيروت الغربية، قبل تدخل الجيش وإنقاذ الموقف من الاشتعال.

وأصدرت عدة مرجعيات سنية وشيعية تنديدات بالأحداث الطائفية التي شهدتها تظاهرات لبنان، والتي يمكنها أن تفجر الأمن والسلم المجتمعيين لأي بلد في حال انساق الناس ورائها.

وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن "كلمات الإدانة مهما كانت قوية فى شجبها وإدانتها لما حصل لا تكفي، لا سيما وأن التعرض لأى رمز دينى لأى طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها، ذلك أن مناعتنا الوطنية نستمدها من بعضنا البعض، وقوتنا كانت وتبقى وستظل فى وحدتنا الوطنية أيا كانت اختلافاتنا السياسية.

وقال نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني إن الفتنة أشد من القتل ةملعون من يوقظها، وأن الفتنة مجددا تطل برأسها لاغتيال الوطن ووحدته الوطنية واستهداف سلمه الأهلى، هى أشد من القتل ملعون من يوقظها، فحذار الوقوع فى أتونها فهى لن تبقى ولن تذر ولن ينجو منها حتى مدبريها ومموليها.

وحذر الجيش اللبناني من أن ما حدث كان من شأنه أن يجر لبنان إلى منزلق خطير يطيح بالوحدة الوطني ويمزق السلم الأهلي.

وعلق رئيس الوزراء السابق سعد الحريري على التطاول على السيدة عائشة قائلا إن أي "تطاول على السيدة عائشة امر مشين ومرفوض أصابنا جميعًا في الصميم ويشكل إهانة لكل المسلمين دون استثناء وليس لطيف ٍ واحد من أطيافهم، وهو ما كان محل استنكار وادانة عن أولي الأمر في السياسية ورجال الدين من اخوتنا في الطائفة الشيعية بمثل ما صدر عن اهل السنة ودار الفتوى تحديدًا".

واستنكر الأزهر الشريف بشدة ما صدر عن بعض الأشخاص في لبنان من إطلاق شعارات تسيئ إلى زوجة رسول الله ﷺ وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وعن الصحابة أجمعين.

وأكد الأزهر أن أمهات المؤمنين والصحابة -رضي الله عنهم- رمز لكل مسلم، والإساءة لهم أمر مرفوض ومحرم، ويستدعي تحرك العلماء والقادة الدينيين على اختلاف مذاهبهم لتحريم وتجريم الإساءة لهم وللرموز والمقدسات الدينية وضرورة احترامها، وأهمية ترسيخ قيم السلم والحوار والتفاهم .

وقدّر الأزهر الشريف رفض القادة والمسؤولين اللبنانيين لتلك الإساءات والممارسات البغيضة، كما يدعو المولى -عز وجل- أن يحمي لبنان ويحفظه ويؤلّف بين قلوب شعبه وأبنائه جميعًا وينعم على لبنان وجميع الدول العربية والإسلامية بالوحدة والأمن والاستقرار.