الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التخلص من وساوس الشيطان.. 8 أعمال تحميك منه وتجعله لا يقربك

التخلص من وساوس الشيطان..
التخلص من وساوس الشيطان.. 8 أعمال تحميك منه وتجعله لا يقربك

التخلص من وساوس الشيطان مطلب للكثريين، حيث يشكو العديد  من الوسوسة التي في الغالب يكون مصدرها الشيطان، وهي كثيرة ومتعددة، فقد  يشك الإنسان في طهارته، وطهارة الأشياء المحيطة به، وقد يشك في صلاته، وقد تكون الوسوسة في معظم العبادات والأعمال؛ لذا يجب على كل مسلم أن يسعى بالوسائل التي منحها الله إياه إلى التخلص من وساوس الشيطان، والتي تتحق بالعديد من الطرق، نبرزها في التقرير التالي. 

التلخص من وساوس الشيطان:

يمكن تحقيق ذلك بالعديد من الوسائل، وهي: 

أولًا: اللجوء إلى الله - تعالى- بالدعاء، والابتهال، والتضرع له بصدقٍ وإخلاصٍ أن يصرف عنك الشيطان الرجيم.

ثانيًا: المداومة على قراءة القرآن، وأن تجعل لنفسك ورد يومي، ولو صفحة في اليوم. 

ثالثًا: الحرص على ذكر الله - تعالى- في كل الأوقات، ومن ذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه، ودعاء دخول المنزل، ودعاء الخروج منه، وكذلك دخول بيت الخلاء والخروج منه، والتسمية قبل البدء بالطعام، وحمد الله تعالى بعده إلى غير ذلك من الأذكار البسيطة والسهلة.

رابعًا: الاستعاذة بالله -عز وجل- من الشيطان الرجيم ووساوسه، وعدم الالتقات إلى وساوسه، حيث روى الصحابي أبو هريرة - رضى الله عنه- أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: « يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقولَ: مَن خلقَ كذا وَكَذا؟ حتَّى يَقولَ لَهُ: مَن خلقَ ربَّكَ؟ فإذا بلغَ ذلِكَ، فليَستَعِذْ باللَّهِ ولينتَهِ».


خامسًا: الاشتغال بالعلوم النافعة والمفيدة، واستغلال الأوقات في حضور مجالس العلم واستماعها، وتجنب مصاحبة أهل السوء والضلال، وكذلك يجب تجنب اعتزال الناس وعدم الاحتكاك والاختلاط بهم .

سادسًا: الإكثار من الطاعات والعبادات، والأعمال النافعة التي تقرب العبد من الله - تعالى- والابتعاد عن الأعمال التي تلحق بصاحبها تحمل الذنوب والمعاصي. 

سابعًا: الحرص على أداء الصلوات جماعةً في المسجد، والحرص كذلك على قيام الليل، وعلى أداء السنن الرواتب.

ثامنًا: التفكر في مخلوقات الله -تعالى- والتأمل في الآيات الكونية، وبذلك تتحقق الزيادة في الإيمان، ويتخلص العبد من الوساوس والشكوك التي تراوده.



كيف أتخلص من وساوس الشيطان:

من الطرق الفعالة في التخلص من وساوس الشيطان عن الإنسان ما ذكره الإمام الخطابي، حيث استخرج بعض الأمور والنقاط لإبعاد وساوس الشيطان عن الإنسان من حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- حيث قال: « يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقولَ: مَن خلقَ كذا وَكَذا؟ حتَّى يَقولَ لَهُ: مَن خلقَ ربَّكَ؟ فإذا بلغَ ذلِكَ، فليَستَعِذْ بالله ولينتَهِ»، وفي رواية « فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل آمنت بالله».


أول من وسوس له الشيطان من البشر:

يرجع سبب وسوسة الشيطان للإنسان وإبعاده عن طريق الحق إلى ما قبل نزول آدم إلى الأرض، فعندما خلق الله آدم كان إبليس من الملائكة مُقرَّبًا من الله -سبحانه وتعالى-، وحينها أمره الله -عز وجل- هو والملائكة بالسجود لآدم الذي خلقه بيديه تعظيمًا لأمر الله لا لآدم، فأبى إبليس أمر الله تكبُّرًا وعُلوًا على خلق آدم الذي خلقه الله -سبحانه وتعالى- من تراب، وعلل رفضه بأن أصل خلقه أفضل من أصل خلق آدم؛ حيث إنه مخلوقٌمن نار، قال – تعالى-: « وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا»، فعصى إبليس ربّه بأول معصية يُعصى بها الله -عزَّ وجلّ- في السّماء، فغضب الله على إبليس ولعنه، وأبعده وطرده من الجنّة .

وبعدها أخذ إبليس على نفسه عهدًا بأن يغوي آدم ونسله من عباد الله المُخلصين؛ ليُبعدهم عن الجنة كما أُبعِد هو عنها، حيث سأل الله أن يُحييه إلى يوم القيامة ليقوم بهذه المهمة، قال – تعالى-: « قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ*قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ*قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ*ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ*قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ».



ترديد دعاء سيد الاستغفار في الصباح والمساء، وورد نصه وفضله في الحديث الصحيح، حيث أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قراءته سبب لدخول الجنة: « سيِّدُ الاستِغفارِ أن تقولَ: اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ، وأبوءُ لَكَ بذنبي فاغفِر لي، فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ».

التوجه إلى الله -تعالى- بالثناء والدعاء بما كان يحافظ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أصبح، فقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول إذا أصبح: «اللَّهمَّ بِكَ أصبَحنا، وبِكَ أمسَينا، وبِكَ نَحيا وبِكَ نَموتُ، وإليكَ النُّشورُ».

الدعاء بتحصيل بركة وخير الصباح والليل، والاستعاذة بالله -تعالى- من شر ما فيها، وطلب حماية الله من عذاب النار والقبر، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو بذلك صباحًا ومساءً، فيقول: «أمسَينا وأمسى الملكُ لله، والحمدُ لله، لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، ربِّ أسألُك خيرَ ما في هذه الليلةِ وخيرَ ما بعدَها، وأعوذُ بك من شرِّ ما في هذه الليلةِ وشرِّ ما بعدَها، ربِّ أعوذُ بك من الكسلِ وسوءِ الكِبَرِ، ربِّ أعوذُ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبرِ، وإذا أصبح قال: أصبحْنا وأصبح الملكُ لله».

الدعاء بما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-، حينما قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم: «علمني شيئًا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم-: قل: اللَّهُمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأَرضِ، عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، أو قالَ: اللَّهمَّ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ نَفسي، وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ». 

دعاء التحصين من الضرر صباحًا ومساءً، حيث يقول المسلم: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: « ما مِنْ عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ، ومساءِ كلِّ ليلةٍ، بسمِ اللهِ الذي لا يضُرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، وهُوَ السميعُ العليمُ ، ثلاث مراتٍ، لم يضرَّهُ شيءٌ».

دعاء شكر الله خلال اليوم، حيث يجدد المسلم كل صباح ومساء الإقرار بالفضل والنّعمة لله -تعالى- وحده، وفي ذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدّى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدّى شكر ليلته».

دعاء المسلم لنفسه بالحفظ في الدين والدنيا، وسؤال الله -تعالى- ستر العورات والأمن من الارتياع، ففي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول حين يصبح وحين يمسي: «اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنياي وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوْراتي وآمِنْ رَوْعاتي، اللَّهمَّ احفَظْني مِن بَيْنِ يدَيَّ ومِن خَلْفي وعن يميني وعن شِمالي ومِن فَوقي، وأعوذُ بعظَمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي».

الدعاء صباحا ومساء بسؤال الله -تعالى- خير اليوم والليلة، وما فيهما من هدى وبركة، والاستعاذة من شر وأذى ما في اليوم والليلة، حيث أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « إذا أصبح أحدُكم فلْيَقُلْ: أصبحْنا وأصبح الملكُ للهِ ربِّ العالمين، اللهمّ إنّي أسألُك خيرَ هذا اليومِ فتْحَه، ونصرَه، ونورَه، وبركتَه، وهداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه، وشرِّ ما قبلَه، وشرِّ ما بعدَه، ثمّ إذا أمسى فلْيَقُلْ مثلَ ذلك».

سؤال الله -عز وجل- المعافاة والسلامة في البدن، والاستعاذة من الكفر والفقر وعذاب القبر، وتكرار ذلك ثلاثًا كل صباح ومساء، ففي الحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم-: «اللهم عافني في بدني، اللهمّ عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت، تعيدها حين تصبح ثلاثًا وثلاثًا حين تمسي».

الدعاء بالاستعاذة بالله -تبارك وتعالى- من الهموم والديون التي تُصيب الإنسان؛ فقد دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على المسجد فرأى رجلًا من أصحابه أقعدته الهموم وأثقتله الديون؛ فأوصاه الرسول -عليه الصااة والسلام- بأن يدعو إذا أصبح وإذا أمسى بأقوالٍ مخصوصةٍ، وقال: «قُلْ إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيتَ ؛ اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ».

التوجه إلى الله -تعالى- بطلب فجأة الخير، والاستعاذة به من فجأة الشر، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلّم- يفعله إذا أصبح وإذا أمسى، ويقول: «اللهمَّ إنِّي أسألُكَ منْ فَجْأَةِ الخيرِ، وأعوذُ بكَ منْ فَجْأَةِ الشرِّ».

الدعاء كل صباح ومساء بإصلاح الشأن، وتوكيل الأمر كله لله -تعالى- ولرحمته الواسعة؛ فقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاطمة -رضي الله عنها- بذلك، فقال: «ما يمنعُكِ أن تسمعي ما أوصيكِ به أن تقولي إذا أصبَحْتِ وإذا أمسَيْتِ يا حَيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ أصلِحْ لي شأني كلَّه ولا تكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عينٍ».