الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القصة الكاملة لانتحار سائق الجيزة.. الاتصال الأخير من مريض كورونا: أنا تعبت خلاص

صورة أرشيفية - جثة
صورة أرشيفية - جثة

أنا تعبت خلاص.. الرسالة الأخيرة التى تركها مريض كورونا في الجيزة خلال إتصال هاتفي بينه وبين شقيقه، ليجيبه شقيقه بعدم القدرة على تحمل نفقات المستشفي الخاص، فيقرر أن ينهي حياته شنقا في شقته.

تفاصيل الواقعة المأساوية بدأت في أحد منازل مدينة أوسيم، حين شعر سائق في العقد الرابع من عمره بإرتفاع ملحوظ في دراجة الحرارة وتكسير في أنحاء الجسد، وقرر التوجه لإجراء الفحوصات الطبية والأشعات المطلوبة والتي أكدت إصابته بفيروس كورونا COVID-19.

أخبر الطبيب المعالج للحالة، السائق بضرورة عزل نفسه في غرفة بالمنزل ووصف له الأدوية اللازمة وطريقة التعايش، ولأن المصاب يقطن مع زوجته وأولاده في منزل مكون من 3 طوابق قرر عزل نفسه في الطابق الأخير، ووضع زوجته وابنائه في الطابق الثاني، ووالديه في الطابق الأرضي.

مرت أياما وساعات، لم يكن يضع لها السائق المصاب حسابات.. تمضي الدقيقة تلو الأخرى أصعب فأصعب، حتى زادت أعراض المصاب ولم يعد يحتمل آلام الكورونا، وكانت زوجته ترتدي كمامتها والقفاز الخاص بها وتصعد للاطمئنان على زوجها وتقدم له الطعام متخذة كافة الإجراءات الوقائية.

وبعد مرور 8 أيام على إصابة السائق وعزله، أجرى اتصالا هاتفيا بشقيقه جاء فيه "انا تعبت ومش قادر استحمل الألم حرارتي مرتفعة طول الوقت وجسمي بيموتني من التعب وديني مستشفي خاص".

رد شقيق السائق المصاب قائلا :"هنجيب منين أحنا معندناش فلوس نوديك مستشفي خاص، ومنقدرش نتحمل نفقات المستشفي دي"، وبعد إغلاق الخط تخلل شعور الإحباط واليأس وأختلط بآلام الكورونا، وقرر إنهاء حياته.

التحريات كشفت قيام السائق بإحضار حبل وربطه في ماسورة غاز في صالة الشقة، وصعد على الكنبة وقفز من إرتفاع نصف متر مما أدى لإختناقه ومفارقته الحياة في الحال.

تحقيقات نيابة أوسيم برئاسة المستشار محمد هاني رئيس النيابة كشفت تفاصيل الواقعة حيث تبين ان سائق يبلغ من العمر ٣٨ عاما أصيب بعدوى فيروس كورونا المستجد كوفيد ١٩ وتوجه لأحد الاطباء لعمل اشعة مقطعية علي الصدر فتبين ثبوت اصابته وصف له الطبيب الادوية اللازمة وأمره بعزل نفسه منزليا. 

وأضافت التحقيقات ان المصاب يقيم برفقة زوجته وأبنائه ووالده ووالدته في منزل العائلة المكون من ٣ طوابق فتم عزله في الطابق الاخير بينما تقيم زوجته وأولاده في الطابق الثاني ووالديه في الطابق الأرضي، وكانت زوجته تتولي الصعود له بالطعام مع أخذ الاحتياطات اللازمة. 

وأفادت التحقيقات بأن الشاب عقب مرور ٨ ايام من اصابته اتصل هاتفيا بشقيقه قائلا له: "انا تعبت ومش قادر استحمل الألم حرارتي مرتفعة طول الوقت وجسمي بيموتني من التعب وديني مستشفي خاص" ليجيبه شقيقه بأنهم لا يستطيعون تحمل نفقات المستشفى الخاص، ما دفعه لإحضار حبل وربطه في ماسورة غاز بصالة الشقة ووقف علي كنبة وقفز من أعلاها مسافة نصف متر ما أدى لاختناقه ومفارقته الحياة، وحين صعدت زوجته بالطعام وللاطمئنان عليه ففوجئت به معلق.

وعقب ذلك اتخذت الاجهزة الامنية والقضائية بالجيزة اجراءات وقائية مشددة لنقل جثة المريض، وتواصلت النيابة العامة مع مدير مستشفى أوسيم المركزي المخصصة لعزل مرضي كورونا بعد توفير كيس نقل الموتي بالجهود الذاتية وتولت المستشفي ارسال سيارة اسعاف وتولي أحد العاملين في المستشفى يرتدي الملابس الواقية وضع الجثة داخل الكيس الطبي ووضعه بسيارة الإسعاف ومنها لاحدى ثلاجات الموتى بالمستشفي. 

فيما تولي ضابط شرطة مرتديا كمامة طبية وقفازات قبل نقل الجثة وانزالها التقاط صور لها خلال معاينة مسرح الحادث، وأمر المستشار محمد هاني رئيس نيابة أوسيم بندب الطب الشرعي لمناظرة جثة المريض. 

وتضمن قرار النيابة ان يتولى الطب الشرعي مناظرة الجثة ظاهريا دون تشريح لمنع نشر العدوى وصرحت بدفن الجثة طبقا للإجراءات الوقائية المتبعة لدفن المتوفين جراء الاصابة بفيروس كورونا كوفيد ١٩، وكلفت النيابة المباحث الجنائية باجراء التحريات حول ملابسات الواقعة كاملة وسماع شهادة اسرة المنتحر حول ظروف الحادث.