الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المخابرات الألمانية : جماعة الإخوان تهديد للأمن القومي في ألمانيا

أعضاء جماعة الإخوان
أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية

أصدرت المخابرات الداخلية الألمانية في ولاية بادن فورتمبيرغ اليوم الثلاثاء تقريرها السنوي حول المنظمات التي تشكل خطرًا على الأمن الداخلي للولاية. وضم التقرير جماعة الإخوان الإرهابية التي بلغ عدد المنتمين لها في الولاية مئة وتسعين شخصًا.

وأكدت هيئة حماية الدستور في ولاية بادن فورتمبرج الألمانية أن تنظيم الإخوان الإرهابي ما زال يشكل خطرًا كبيرًا للغاية على البلاد.

ووضعت الهيئة في تقريرها السنوي الذي يتكون من 181 صفحة اطلعت «الرؤية» على نسخة منه، الإسلاميين المتطرفين على قائمة أخطر التحديات التي تواجه القيم الديمقراطية الألمانية وتشكل خطرًا داهمًا على البلاد، وعلى رأسهم السلفيون والإخوان المسلمون وبعض المنظمات التركية مثل حركة «ملي جوروس» ومنظمة حزب الله التي حظرتها البلاد مؤخرًا.

وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد أعضاء هذه الجماعات من 3860 في عام 2018 إلى 4105 في عام 2019، وزيادة الجرائم ذات الدوافع المتطرفة من 28 عام 2018 إلى 37 العام الماضي في الولاية.

وأفرد التقرير صفحات مطولة لبيان خطورة الإخوان على ألمانيا ونشأتها وانتشارها في أكثر من 70 دولة حول العالم، وخاصة أنها تتبع ما أسماه بـ«الاستراتيجية المزدوجة» لكونهم يتظاهرون بأنهم منفتحون ومستعدون للحوار ويؤمنون بالديمقراطية وحرية العقيدة، ولكن الحقيقة تختلف تمامًا عن ظاهرهم.

وأكد التقرير أنهم يتبعون سياسة التسلل عبر تكوين منظمات ومساجد واتحادات لتتحالف مع أخرى رسمية في ألمانيا لإقامة لقاءات متعددة الثقافات وحتى ندوات عن حماية البيئة، ولكنهم يريدون أن يكون كل ذلك بمثابة الحائط الذي يختفون وراءه لينشروا سمومهم وأفكارهم المتطرفة العنيفة.

وأشار التقرير لعدة منظمات يعملون من خلالها في ألمانيا ومنها الجمعية الإسلامية الألمانية التي نقلت مقرها العام الماضي من مدينة كولونيا إلى العاصمة الألمانية برلين، والمساجد المختلفة التي في قبضتهم بالولاية مثل مسجد التقوى والذي يجمع التبرعات بهدف تطويره ولكنه يرسلها بطرق خفية إلى المجاهدين المتطرفين في سوريا والعراق.

وأشار التقرير إلى أن هيئة حماية الدستور تجمع هذه المعلومات عبر أبحاث مختلفة من مصادر مفتوحة مثل وسائل الإعلام، كما يسمح لها بالحصول على المعلومات بشكل سري مثل مراقبة أعمال التجسس والمتطرفين، وذلك لغرض تقديم تقرير سنوي يكون بمثابة الإنذار المبكر لما يهدد قيم الديمقراطية في ألمانيا.

كما تطرق التقرير لبعض المنظمات التركية الإسلامية المتشددة العاملة في ألمانيا وانتشارهم في مساجد كبيرة تنشر التشدد وتروج لحلم الخلافة الكبير الذي يرغب في تحقيقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان حزب البديل لأجل ألمانيا “يمين شعبوي”، قد هاجم حزب المعارضة الرئيسي، بسبب تعاون بعض الوكالات الحكومية مع جماعة الإخوان الإرهابية، في وقت تصنف فيه وزارة الداخلية الجماعة بأنها “تهديد للديمقراطية”. 

وكتب الحزب على موقعه الإلكتروني: "تحذر وزارة الداخلية من اختراق جماعة الإخوان للمجتمع، في وقت تعمل فيه وزارة الاندماج في ولاية شمال الراين ويستفاليا (غربي ألمانيا) كبوابة للجماعة للمؤسسات الحكومية".

وأوضح حزب البديل لأجل ألمانيا، ثالث أكبر حزب في ألمانيا، أنه “حذر ممثلي وزارة الداخلية وسلطات الأمن في ألمانيا مرارا وتكرارا من خطر جماعة الإخوان، بما في ذلك وزير داخلية شمال الراين ويستفاليا، هربرت رويل”، ونقل عن هربرت رويل، قوله في أحد الاجتماعات الحكومية إن “الإخوان تمثل تهديدا للديمقراطية”.

وفي سبتمبر 2019، نشرت وزارة الاندماج في ولاية شمال الراين ويستفاليا، قائمة تضم 79 جمعية شاركت في أول مؤتمر للمسلمين في الولاية في 1 يوليو من نفس العام، وضمت القائمة العديد من المنظمات المرتبطة بالإخوان، وفق حزب البديل لأجل ألمانيا.

وتابع الحزب: “نظمت وزارة الاندماج في 3 نوفمبر 2019، مؤتمر حول الرعاية الصحية، وشاركت فيه أيضا سيدة تدعى (هويدة)، أحد كبار مسؤولي الإخوان في ألمانيا”.

الحزب قال أيضا في تقريره: “سألنا الحكومة عن هذا التناقض، وكيف تحذر وزارة الداخلية وسلطات الأمن في مختلف الولايات من خطر الإخوان، في وقت تتعاون فيه وزارة الاندماج مع الجماعة وتستضيفها في مؤتمراتها الرسمية”.

وأضاف أن “المسؤولون حاولوا التهرب من الإجابة، وتحججوا بأن حضور المؤتمرات الرسمية لا يعد تعاونا”، وطالب الحزب بإيقاف كل أشكال التعاون مع الإخوان ومنظماتها وقياداتها في ألمانيا.



كما شمل ميليشيا حزب الله التي تم حظرها في ألمانيا الشهر الماضي، حيث أوضح التقرير أن عدد المنتمين للحزب في ولاية بادن فورتمبيرغ بلغ خمسة وسبعين شخصًا. ويعتقد مسؤولون أمنيون أن عدد العناصر المنتمية لحزب الله داخل الأراضي الألمانية يصل إلى 1050.

إلى ذلك، ذكر تقرير المخابرات المحلي أن هناك أشخاصا قدموا لاجئين من العراق في السنوات الماضية، ساهموا في زيادة أعداد من يدورون في فلك إيران في الولاية. كما نبه كذلك من اخطر اليمين المتطرف في البلاد.

يذكر أنه أواخر أبريل الماضي، حظرت ألمانيا رسميًا بشكل كامل ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية.

وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري.

أتى ذلك، بعد أشهر على تصويت البرلمان الألماني (في ديسمبر الماضي)، بأغلبية كبيرة على تمرير قانون حظر حزب الله، بعد أن دعا حزبان حاكمان في البلاد إلى حظر الميليشيات اللبنانية، قائلين إنه ينبغي إدراجها على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.

يشار إلى أنه في الوقت الحالي، يدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله المدعوم من إيران في قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة، ولكن هذا لا ينطبق على جناحه السياسي.