الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء سودانيون: سد النهضة يمثل كارثة على بلادنا وهذه هي الأدلة

صدى البلد

أعلن السودان أنه ليس وسيطا في أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، بل طرف أصيل في هذه المعادلة، نتيجة الآثار التي تلحق به من جراء السد الإثيوبي. 

وشهدت المواقف السودانية تحولا في قضية، مشروع سد النهضة على ما يبدو بسبب الإدراك المتأخر لمخاطر سد النهضة على السودان.

وترفض معظم الدوائر الفنية والمتخصصة في السودان سد النهضة، وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد كامل في تصريحات إعلامية، إن السودان لديه خيارات كثيرة إذا ما وصلت المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة إلى طريق مسدود.

ولفت كامل إلى أن الأرض التي يقام عليها سد النهضة عليها هي تاريخيا أراض سودانية، ويمكن للخرطوم في أي وقت تحريك هذا الملف، في إشارة إلى احتلال إثيوبيا لإقليم بني شنقول في عهد الدولة المهدية.

وأوضح أن موقف السودان تغير بعد تصاعد التوتر الحدودي، حيث أدرك مخاطر ما يجري في إثيوبيا بعد أن كان مطمئنا للوعود من الجانب الإثيوبي، حيث وقعت العديد من الاشتباكات بين الجيش الإثيوبي وميليشيا الشفتة في منطقة الفشقة بولاية القضارف، أسفرت عن مقتل عدد من العسكريين بالجيش السوداني بالإضافة إلى مدنيين.

ومن جهته، قال الكاتب السوداني الدكتور الوليد آدم مادبو، في مقال له بصحيفة الراكوبة، إنه لا توجد دراسة فنية متكاملة عن مشروع سد النهضة الإثيوبي، والمتوفر هو فقط مجرد تقارير استهلالية يروج لها البعض على أساس أنها دراسات، وكلها تشير إلى ضرورة إعداد دراسة مستفيضة، تقي دول حوض النيل شرور مثل هذه الفيضانات.

وأشار الكاتب إلى أن سد النهضة يمثل كارثة بيئية وزراعية على السودان نظرا لحجبه الطمي الذي تحمله مياه النيل، وهو ما سيكون لده دور أيضا في تآكل الجزر النيلية وتعرية السواحل، ويفقد التربة خصوبتها، وقال الكاتب في مقاله: "إن الأمر اليوم يتعدى حق الانتفاع إلى تهديد حياة الشعوب، فقد تنقلب وفرة المياه إلي جفاف يحرم السودان من زراعة دورة واحدة، دعك عن دورتين، بل قد تنعدم الكهرباء إذا ما قرر الإثيوبيون استخدام السد كسلاح في محاولتهم للاستيلاء على موارد السودان الأخرى، وقد تكون هذه نيتهم، إذا ما نظرنا إلى تصرفاتهم غير المهنية وغير الأخلاقية".

وفي السياق ذاته، قال الخبير السوداني في مجال المياه والري المهندس عبد الكافي الطيب، في مقال له بصحيفة "الوطن" السودانية، إن سد النهضة لم يجتز اختبارات الأمان، لافتا إلى أن أقوال مؤكدة من أعضاء كانوا في لجنة الخبراء وأكدوا عدم اكتمال دارسة أمان السد ورفض إثيوبيا تكملتها.

كما حذر  الخبير في مجال الري ومدير مركز الخرطوم لحقوق الإنسان، أحمد المفتي، من انهيار سد النهضة وأثره على السودان، لافتا إلى أن انهيار بوابة واحد من السد الإثيوبي من شأنه أن يشكل كارثة انسانية وبيئية على السودان. 

وضرب المفتى أمثلة عدة على الانهيارات التي لحقت بالعديد من السدود حول العالم وأثار الكارثية، ومن بينها انهيار بوابة أحد السدود في أوغندا، وهي ليست ببعيدة عن إثيوبيا.

في السياق ذاته، أوح الخبير الدولي المهندس، دياب حسين دياب، عضو لجنة الخبراء الدوليين لتقييم سد النهضة ، في مقابلة له مع صحيفة أخبار اليوم السودانية، المخاطر الكامنة على السودان من جراء سد النهضة.

وقال دياب إن إثيوبيا اعتمدت في عملية تشييد السد على نظام يضع المسؤولية على المقاول في البناء، وأوضح: للأسف اتبعت اثيوبيا  نظام كنترات تسليم مفتاح Turn key وفى هذه الحالة المسؤولية تقع على كاهل المقاول وهو المقاول والمستشار، ولم تقم بالدراسات الكاملة في جميع المحاور الثلاثة واكتفت فقط بدراسة موقع السد فقط وتصاميم على مراحل مع التشييد وبدون أي تامين . المسؤولية على المقاول لذا وجدنا كل الدراسات غير مكتملة " بحسب قوله.

وأكد دياب أن سد النهضة يفتقد إلى عملية الحشو والترسيبن لافتا إلى أن لجنة الخبراء الدوليين أوصلت الشركة المنفذة بما لاحظته أثناء عملية مراجعة الأساسات والحفر، وأهمها عمليات ترسيب الصخور والنظافة والحشور في السد الرئيسي. 

وأشار إلى أن السد السروجي المكمل للسد الرئيسي، فوجدت فيه الأساسات غير ثابتة وصخور هشة يجب إزالتها وبالتالي تصل الى أعماق أكثر من 45م ولم توجد صخور ثابتة وفى المنتصف توجد كهوف أخطر من التربة،مؤكدا وجود فوالق وكهوف وهو ما تنفيه إثيوبيا.

وحذر دياب من تعرض السد لموجات تشبه تسونامي تؤدي إلى انهياره، وقال: "إثيوبيا لم تقم بعمل دراسة مسح مائي مفصل بشبكات لمعرفة أي مشاكل قد تؤدي لحدوث شقوق وفوالق وانتقدنا في التقرير المسافة وقلنا يمكن أن تكون موجودة في أقرب مسافة لأن المسح المائي لوعورة المنطقة من ناحية السلامة ووجود فوالق أو شقوق داخل بحيرة محملة بأطماء وأخشاب ناتجة عن ممارسات  الشعب الإثيوبي في البحيرة مع ضغط المياه والطمي يمكن أن تؤدى إلى حركة مثل تسونامي ممكن تصل السد وتحدث أمواجا عالية تطفو فوق السد السروجى ما قد يؤدى لانهياره رغم ارتفاعه وطالبنا إثيوبيا بعمل مسح مائي بدقة ولكنها لم تلتزم، الخطورة الثانية هي تعامل إثيوبيا مع أساسات السد المساعد بعد الذهاب لأعماق بعيدة".