الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات حصرية للعائدين من ليبيا: بعت دهب أمي عشان لقمة العيش.. آخر كان نفسي اتجوز وفلوسي كلها ضاعت.. وشاب يروي رحلة الميكروباص والمشي في الصحراء وسيارات الدفع الرباعي ..فيديو وصور

احد العائدين من ليبيا
احد العائدين من ليبيا

المصريون العائدون من ليبيا لـ «صدى البلد»:
ذهبنا لليبيا للبحث عن الثراء السريع و شفنا الموت بعنيانا ولو هناكل عيش حاف مش هنسافر تاني  
سافرت مع صاحب عمري علشان نكون سند لبعض واتعذبت في ليبيا 
بعت سيغة امي علشان اسافر بره مصر وندمت بعدها و العناصر الإرهابية كانت تضربنا بالحزام 


البحث عن لقمة العيش عبر الصحراء الغربية.. رحلة بدأت بحلم الثراء في قرية كوم الرمل بمدينة بني سويف، وانتهت بكابوس الإختطاف والتعذيب في مدينة ترهونة الليبية على يد الجماعات المسلحة.. حكاية السفر للأراضي الليبية بحثا عن العمل تضم العديد من الفصول المأساوية والتفاصيل الشاقة، ويرصد صدى البلد القصة الكاملة على لسان العائدين من الأراضي الليبية بعد تحريرهم من أيدي الجماعات المسلحة بمدينة ترهونة.

شاب لم يكمل بعد عامه العشرين، ظل حلم الثراء يداعبه طويلا رغم صغر سنه، وأوهمه الشيطان بأنه لا فرص له من العمل في مصر، وأغلق عقله الباطن كافة الطرق للبحث أو مجرد التفكير في العمل داخل وطنه، حتى حضر له إتصال هاتفي من صديق له يخبره بسفره إلى ليبيا بحثا عن فرصة عمل.. ومن هنا بدأت "رحلة الشقا".

يسرد الشاب البالغ من العمر 19 عاما تفاصيل أصعب رحلات حياته قائلا: "من فترة جالي إتصال من واحد صاحبي وقالي أنه مسافر ليبيا وهناك في شغل، وطبعا أنا فكرت في أني أروح أنا كمان وأهو أعملى قرشين حلوين هناك، وكانت العقبة الوحيدة قدامي اني مش معايا شهادة الخدمة العسكرية".

صديقي أخبرني بأن الأوراق غير مهمة وأننا سنخرج عبر طرق الهجرة غير الشرعية، فلا داعي للخوف.. ويكمل الشاب "أخبرني صديقي أن تكاليف السفر إلى ليبيا 15 ألف جنيه، وطلب مني السفر معه - وأهو نكون سند بعض - واتكلت على الله وقلت خلاص أروح أحقق حلمي".

ويستكمل الشاب روايته "قمت بجمع جزء من المبلغ المطلوب من شقيقي الأكبر، وقامت والدتي ببيع مقتنيات ذهبية خاصة بها حتى تمكنت من جمع المبلغ، واتصلت بصديقي وأخبرته بأن المبلغ جاهز وأنني سأخرج معه للسفر، وحضر بالفعل بصحبة شخص آخر وأعطيت له المبلغ وأخبرنا الشخص الآخر بأنه سيبلغنا عن موعد السفر".

وبعد فترة مش كتير.. يضيف الشاب "اتصل علينا الشاب ده بعد 72 ساعة وقال حضروا حاجتكم احنا هنسافر خلال كام ساعة، وفعلا أخدت هدومي والساعة 9 الصبح قابلنا ميكروباص على أول القرية وركبنا معاهم وروحنا على محافظة مطروح، قعدنا احنا وحوالي 30 واحد في شقة 3 غرف كام ليلة".

بعد كام يوم.. الساعة 1.30 بالليل روحنا بإتجاه منفذ السلوم كلنا واتقسمنا لمجموعات وبدأنا التسلل من الحدود، ومشينا في رمال الصحراء على رجلنا وكان معانا شخص تقريبا ده كان الدليل، وبعد 7 ساعات مشي، عرفنا أننا خرجنا من الحدود المصرية وبقينا على حدود ليبيا.

ويستكمل الشاب، كان في انتظارنا 7 سيارات دفع رباعي، وفي اللحظة دي فوجئنا بحوالي 80 شخص جايين من مصر بنفس الطريقة بتاعتنا وأنهم جايين يشوفوا لقمة العيش ويشتغلوا.

يصمت الشاب قليلا ويعود بالحديث "25 يوم هى عمر الرحلة.. شهر الا 5 أيام من خروجي من بيتنا في بني سويف، لحد ماوصلت ترهونة في ليبيا، الأكل كان عبارة عن جبنة بيضاء وعيش بس".

وأخيرا وصلنا.. يسرد الشاب "وصلنا ترهونة وقابلنا شخص شغلنا في المعمار وفضلنا معاه سنة، وبعدها اتخطفنا من الجماعات الإرهابية المسلحة وفضلوا يعذبونا لحد ما تم تحريرنا في الآخر ورجعنا بلدنا مصر".

كما روي احد الشباب العائدين من ليبيا  تفاصيل الرعب والهلع الذين عاشوها لمدة ما يقرب من 7 ساعات متواصلة من التعذيب على أيدي احدى الجماعات الارهابية في مدينة ترهونة الليبية حيث قال سيد حامد طنطاوي احد العائدين من ليبيا : نشكر الرئيس السيسى واجهزة الدولة التى اعادتنا الى مصر .. اعمل فى البناء بمنطقة طهران بليبيا، ومنذ عدة ايام وتحديدا في تمام الساعة العاشرة ونصف صباحًا من يوم اختطافنا كنت اعمل انا وشقيقي فوجئنا بمجموعة من الأشخاص بلطجية  يرتدون جلباب ابيض والبعض يرتدي جلباب اسود وقصيرة جدا ودقونهم طويلة والبعض منهم لهجتهم سورية وعندما حضروا لنا في مكان العمل نظروا إلينا نظرة كلها حقد وتركونا .. لم تمر سوى دقائق معدودة وتفاجأنا بمجموعة مسلحة يقتحمون مبنى العمل وقاموا بإطلاق النيران فوق رءوسنا.

وبعدها قاموا بضربنا بالعصي والشوم حتى استقلينا السيارات الخاصة بهم وذهبنا الي احد الأماكن المهجورة التي كانت عبارة عن مجموعة من العنابر والغرف مساحتها ١٢ مترا تحيطها الصحراء من كل مكان  وأشجار خضراء بشكل دائري .

وتابع طنطاوي احد العائدين ان العناصر الإرهابية قامت بإيداع ما يقرب من ٥٠ شخصا في غرفة صغيره كنا نجلس بجوار بعض ولا نستطيع التنفس من شدة الزحام .

وأوضح، طنطاوي  مكثنا داخل الغرفة الصغيرة ما يقرب من ٧ ساعات متواصلة، وتحديدا من الساعة الواحدة ظهرا حتى الساعة ١٠ ليلًا  كنا لا نستطيع التنفس فضلا عن الحشرات ورائحة الغرف التي كانت لا تطاق.

وأضاف، انه في تمام الساعة العاشرة قاموا بإطلاق النيران فوق رءوسنا ليصاب الجميع بالهلع وبعدها وقفنا صف واحد وأجبرونا على خلع ملابسنا ومن ثم الوقوف على رجل واحده لمدة ساعة ونصف، واثناء ذلك وجه لنا العناصر الارهابية  السباب وفى حالة وقوع اى شخص على الأرض من شدة التعب تقوم العناصر الإرهابية بضربة على رأسه وجسده وإطلاق النيران جانبه  للوقوف مرة أخرى في الصف .

وفي النهاية قامت العناصر الارهابية بإطلاق الأعيرة النارية تحت اقدامنا  بكثافة وأجبرونا على تصوير فيديوهات تسيء لمصر .

ومن جهته قال علي محمد انه كان يعمل نجارا في ليبيا وتم احتجازه من الجماعة الإرهابية في ليبيا لمدة ١٥ يوما، كان خلالها لا يأكل سوى وجبه واحدة في اليوم وهي كانت عبارة عن قطعة صغيرة من الخبز  وقطعة جبنة بيضاء .

ويصمت محمد برهة من الوقت والدموع تنهمر من عينيه قائلا:" احنا شفنا الموت بعنينا، اللي خطفونا دول جماعة ميعرفوش ربنا وملهمش دين ولا ملة كانوا يخلونا نقلع الهدوم بتاعتنا كلها ونقعد بس  بالشورت في عز الشمس والحر ".

يرجع محمد بذاكرته ليوم الحادث ويقول :" كنت قاعد في أمان الله وفجأة سمعنا صوت ضرب نار على الفور قمت انا ومجموعة من العاملين معنا بالهروب ومكثنا نهرول في الصحراء لمدة 7 ساعات حتى وصلنا الي منطقة الحزم وهنام تم اختطافنا من قبل الجماعة الارهابية.

وأكد محمد، ان العناصر الارهابية كانت تقوم بضربنا بالعصا على ظهورنا فضلًا عن التعذيب بالاحزمة الجلد دون ارتداء ملابس.

كما قال سيد صلاح أحد العائدين، أن العناصر الارهابية كانت تريد ان نعترف باننا نعمل مع جيش حفتر مقابل ان يتم اخلاء سبيلنا والرجوع الى اهلنا.

وأضاف ، صلاح ان العناصر الارهابية قاموا باحتجاز ما يقرب من 26 شخصا داخل غرفة صغيره فضلا عن التعذيب واطلاق النيران باستمرار فوق رأسنا.

كما تواجد صدى البلد وسط فرحة الأهالي ورصد مشاعرهم وتعليقاتهم بعد عودة ذويهم، حيث قال سيد حامد طنطاوي، أحد أبناء القرية والناجي من رحلة الموت في ليبيا "شوفنا ودوقنا كل أنواع العذاب، وكانوا بيضغطوا علينا عشان سمعة بلدنا، كنا بنتمني الموت في كل لحظة ولا أننا نتطاول على بلدنا أو ريسنا، رغم التعذيب وتهديد السلاح على يد المتطرفين، وفي الآخر أقدم إعتذار للرئيس السيسي - سيادة الريس انا بحبك وسامحني في أي لفظ خرج دون إرادتي أو تحت تهديد بالقتل وأعتذر للشعب المصري عامة". 

وأضاف طنطاوي، أقدم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على دعمه حتى عودتنا لأرض الوطن، قائلًا: كان عندنا كل الثقة فى الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى لعودتنا للوطن من جديد، ونشكره على حمايتنا من هذه الجماعات المسلحة"، ومصر بمشيئة الله فيها  الخير الكثير و"تراب مصر اللي بنمشي عليه" خير من كل أموال الدنيا بأسرها. 

فيما قال جمال محمد حميدة 42 سنة من أبناء كوم الرمل كنا نازلين مصر في أمان الله وأول ماوصلنا البوابات وعرفوا أننا مصريين شوفنا منهم كل أنواع العذاب، كهربونا وضربونا وقولنا نموت ولا يهمنا بس مصر هتفضل بلدنا ومستحيل نبيعها، وبفضل تدخل الرئيس السيسي شخصيا  تم تحريرنا من العناصر الإرهابية، حتى وصلنا إلي منازلنا وتم استقبالنا أفضل استقبال . 

وقال رأفت سيد محمد حمدلله، "أنصح أي شاب بعدم السفر خارج مصر، البلد دي فيها الخير وأحلى من أي بلد في العالم"، مضيفا، أقدم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على دعمه لنا حتى عودتنا لأرض الوطن، مؤكدا على أنهم بعد تلك الحماية لهم من أيدى الجماعات المسلحة شعروا بأنهم يعيشون فى وطن يحمى أبناءه بكل قوة ولا يهاب أحدا، وأن القوات المسلحة المصرية جيش لا يقهر وقادرون على حماية أبنائهم فى مصر وخارجها.

كما قالت والدة احد الشباب العائدين من ليبيا:" احنا بنشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي والمخابرات الحربية وكل جهاز امني اشترك في تأميننا علشان ولدنا يوصلو لارض الوطن الحبيب ".

وأكدت والدة احد الشباب، انها عندما رأت بعض الشباب يتعذبون علي ايدى الجماعات الإرهابية في ليبيا انهمرت الدموع من عينها وتذكرت احتجاز نجلها ومكثت تدعو الله لمدة يومين حتى تقبل الله منها وحقق الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة الأم .

واكدت والدة احد الشباب": لو الأيام عادت مره تاني للوراء مش هخلي ابني يسافر برا مصر ده حتة مني ومقدرش اشوف ابني بيتعذب قدام عيني واتفرج عليه لو ابني هياكل عيش حاف ويقعد فى البلد مش هخليه يسافر تاني ابني لو هياخد ١٠ جنيه بس في اليوم ويقعد في البلد مش هخليه يسافر برا مصر خالص".

وأنهت والدة احد الشباب قائلة :" احنا معانا ٢٣ شخص من قرية كوم الرمل قبلي التابعة لمركز سمسطا جنوب غرب بني سويف كلهم سافروا الي ليبيا والحمد لله رجعوا بالسلامة والسبب وراء ذلك دعوات الأمهات ومجهود الدولة بتكليف من الرئيس عيد الفتاح السيسي ".