الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معجم القلوب.. رواية لـ غسان عبد الخالق عن فضاءات

صدى البلد

صدر حديثًا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، رواية "معجم القلوب.. الكوكب المنسي في رحلة ياقوت الحموي"، للدكتور غسان عبد الخالق، والتي وجّهها إلى صديقه المؤرخ عز الدين ابن الأثير.


وحاول عبد الخالق من خلال نصه مقاربة مأساة اختطاف ياقوت وهو في الخامسة من عمره وبيعه في سوق النخاسة ببغداد، وما أعقب ذلك من مفارقات تمثّلت بإقدام التاجر البغدادي عسكر الحموي على ابتياعه وتبنيه وتعليمه ثم إرساله للمتاجرة؛ ما جعل منه رحّالة ومثقّفًا جوّالًا، ثم إعتاقه؛ ما دفع به لاحتراف الوراقة والتطواف في أرجاء الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام والعراق وإيران وخراسان، ثم اضطراره للفرار من "مرو" بعد أن طرقت سمعيه أنباء قرب اجتياح المغول لخوارزم، ومعاناته الشديدة طوال الطريق إلى الموصل ثم حلب التي أقام فيها حتى توفي.

     
وانطلاقًا من اعتراف عابر لياقوت الحموي أثناء إقامته في "نيسابور"، ينشئ عبد الخالق على لسان السارد، قصة حب جارفة جمعته بالجارية "زمرّد"، مازجًا بعد ذلك، بين همّه كمعتوق عاشق وهمّه كرحّالة مثقف وهمّه كشاهد عيان على تدهور أحوال الدولة الأيوبية، وما تخلل هذا التدهور من مفاصل تاريخية حاسمة ودلالات حضارية فارقة، فضلًا عن استحضار العديد من مشاهد الحياة العامة الشامية والمصرية.

    
وبينما عمل الكاتب على مركزة رحلته الروائية المسرودة وفق تقنية السيرة الذاتية، حول علاقة ياقوت بزمرّد في نيسابور وبالوزير القفطي في حلب، فإنه لم يدخر وسعًا للإفادة من التباس العلاقة بين الأخير والسارد، محاولًا العثور على إجابة مقنعة طالما أجهد الباحثون أنفسهم للوصول إليها، دون أن يغفل عن إبراز وجوه العلاقة المعقّدة، بالتالي، بين المثقف والسلطة.


كما عمل الكاتب في روايته على استحضار لغة ياقوت الحموي ولغة عصره، دون إغراق أو تصنّع، حرصًا منه على سلاسة تلقّي القارئ، وراوح الكاتب بين السرد المتدفق على لسان السارد وتوظيف الوثيقة التاريخية والأدبية المستمدة من "معجم البلدان" و"معجم الأدباء"، لإضفاء مزيد من الواقعية على "معجم القلوب".


يُذكر أن عبد الخالق أستاذ للنقد في جامعة فيلادلفيا، ترأس جمعية النقاد الأردنيين لدورتين، وصدر له عشرون كتابًا في حقول الفكر والنقد والسرد.