الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تضرب المخطط العثمانى


عندما دخل إلى سوريا وبنى قاعدة عثمانية فى قطر ورقص على جبهة العراق لم يجد من يوقف طموحه المجنون ولكن أحلام الغزاة لا تتوقف وشهوة الإحتلال ليس لها اخر وعندما قدم الى ليبيا غازيا محتلا لا ناقة له ولا جمل فى ارض المختار صمت العالم وتعامل مع أحلام الغزاة على انها طموحات مجنونة ولا وقت لوقفها فالكل مشغول بكارثة الوباء الذى ضرب الأرض وهدد حياة السكان ودمر إقتصاديات الدول العظمى والصغرى على حدٍ سواء، وكان معتقدا أن مجد أجداده الهالكين سهل المنال ومن الممكن أن يعيده الى الوجود ولكن آلة الزمن لم تتوافق وطموحه الشاذ واصطف أحفاد الفراعنة وكان التحذير حاسما وحازما سيرت خط أحمر وقد توافرت لمصر الشرعية الدولية لحماية أمنها القومى، وأهم من يعتقد ان حفيد سليم الأول سوف يسرق الغاز الليبي ويرحل وإن لم تذهب لتقابله فى سيرة لاجئ يقابلك من حيث لا تدرى وهو الذى دوما يشير الى البلاد العربية بأنها أملاك أجداده الهالكين. اما اصحاب الهوى التركى الذين أفاقوا على مشكلة السد الأثيوبى ويبحثون عن أولوياتنا حتى نغمض الطرف عن حفيد سليم الأول، فإن سد النكبة الأثيوبى له سيناريو لا ينفصل كثيرا عن وجود العثمانى غرب بلادنا، واحفاد أبرهة الحبشى الذين يوجهون خطاب التهديد استنادا على منظومة دفاع جوى تركية او صواريخ سبايدر ام أر الإسرائيلية لا يعرفون كثيرا وحتما سيعرفون.

أمريكا التى كانت فى مقاعد المتفرجين عندما كانت الأساطيل التركية تنقل القوات والسلاح تتحرك بسرعة عقب الإعلان المصرية تعقد اجتماع بمدينة زوارة الساحلية "120 كم غرب العاصمة طرابلس"، جمع كلا من السراج والجنرال ستيفين تاونسند قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا والسفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند لبحث ابعاد التدخل التركى قال السفير الأمريكي إن "العنف الحالي يزيد من احتمال عودة تنظيمي داعش والقاعدة في ليبيا، ويزيد من انقسام البلاد لصالح الأطراف الأجنبية، ويطيل المعاناة الإنسانية، ويجب على الجهات الخارجية التوقف عن تأجيج الصراع، واحترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والوفاء بالالتزامات التي قدمتها في قمة برلين. كما قال الجنرال تاونسند أكدنا للوفد الليبي أن جميع الأطراف بحاجة إلى العودة إلى وقف إطلاق النار والمفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لأن هذا الصراع المأساوي يحرم جميع الليبيين من مستقبلهم". 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعتبر تركيا تمارس لعبة خطيرة في ليبيا، وتخرق جميع الالتزامات التي تعهدت بها في مؤتمر برلين وقال : هذا هو نفس الكلام الذي تبادلته تليفونيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مُضيفًا أن فرنسا  لن تتسامح مع تدخل تركيا في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، وأن فرنسا لا يمكنها السماح بذلك. بل ونطق الإتحاد الأوربى الصامت وطلب فى اليوم التالى للإعلان المصرى مساعدة حلف الناتو الذى يضم أنقرة  في فرض احترام حظر التسليح على ليبيا الذى اخترقته تركيا لتشعل موجه جديدة من الإرهاب جنوب المتوسط تهدد امن جميع الدول المطلة على شمال المتوسط. وردت حكومة الغازى اردوغان على البيان الفرنسى بأنه انحياز واضح لصالح مصر يعوق جهوده فى استقرار ليبيا وكأن اردوغان حرك اساطيلة وقواته وجمع المليشيات من كل مكان الى ارض المختار من اجل استقرار ليبيا واحتل ارضها من اجل المواطن الليبى ولكن هكذا فكر الغزاة والمحتلين. فجاء رد الخارجية الفرنسية يحمل صيغة التهديد بألفاظ "لن نقبل" "ولن نسمح" لأنه لم يهدد الأمن الليبى فحسب بل يتآمر على أمن المتوسط.

وبعد أن أعلن احفاد الفراعنة عن شرعية دخولهم الى ليبيا ألغت روسيا، زيارة كانت مقررة لوزير خارجيتها، سيرغي لافروف، ووزير دفاعها سيرغي شويغو، إلى مدينة إسطنبول لمناقشة تطورات الوضع في ليبيا، قالت الخارجية الروسية إن مبادرة السلام المصرية الجديدة في ليبيا يجب أن تكون المنتدى الرئيسي لتقرير مستقبل البلاد. ووصفت موسكو مقترحات إعلان القاهرة بأنها شاملة، ويمكن أن تكون بمثابة أساس لمفاوضات طال انتظارها بين الطرفين المتناحرين في ليبيا.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط