الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إذا نزلت عليك المصائب.. علي جمعة: هذا العمل كان يٌفرج عن النبي

إذا نزلت عليك المصائب..
إذا نزلت عليك المصائب.. علي جمعة: ذا العمل كان يفرج عن النبي

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تركنا وقد علَّمَ العالَمين إلى يوم الدين، ذلك الإناء الذي نضع فيه العبادة وعِمارة الأرض وتزكية النفس، علَّمه للعارِف والجاهل، علَّمه للبَدْوِي والحَضَرِي.

 اقرأ أيضًا..
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه  –صلى الله عليه وسلم- علمه للرجل والمرأة، للكبير والصغير، للشيخ والشاب، وجعله عماد الدين، وعظَّم شأنه جدًّا، يسأل الناس: وما هذا الإناء الذي سيضع الله لنا فيه الأنوار، ويكشفُ لنا به الأسرار، ويَمْنَع عنَّا شر الأشرار، ويستجيبُ به الدعاء، وتتنزَّل من السماء الرَّحَمَات ويَدْفَعُ عنَّا البلاء، ما هذا الإناء؟، إنه الصلاة.

وأضاف أن الصلاة التي يُصليها المسلم في اليوم لله وحده خَمْس مرات، لا يوجد دين في الأرض، ولا مذهب تربوي أو فلسفي أو أخلاقي يَفْرِضُ على أتباعه جميعًا في حالة حَضَرِهم وسَفَرِهم، في حالة صحتهم ومرضهم، في حالة راحتهم وإجهادهم، في ليلهم ونارهم وصُبْحِهم ومِسائهم، على حال الرُّجولة والأنوثة فيهم، صلوات خمسة كل يوم في الأرض جميعًا، ليس هناك مَن تمتَّع بهذه المَزِيَّة ونال هذا الفضل سِوى المسلمين.

وتابع: فالحمد لله الذي جعلنا من المسلمين، ومَنَّ علينا أن نُخاطبه وأن نتصل به وأن ندعوه وأن نستغفره وأن نستهديه خَمس مرات في اليوم، نعمة عظيمة لا يعرفها كثير منَّا وهو يمارسها. نعمة عظيمة لا يلتفت إليها كثير منا من إِلْفِه، فالإِلْف يتحوَّل في بعض الأحيان إلى عادة ويَخْرُج من مفهوم العبادة، ونحن نريد دائمًا أن نتذكَّر وأن نُذَكِّر .

واستشهد بما قال تعالى: «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ»، نتذاكَر تعظيم شأن الصلاة التي تركها كثير من الناس، أو استهان بها، أو أخَّر أولوياتها ففاته خير كثير، قال تعالى: «فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ»، وليَعُد ذلك الذي ابتعد عن الصلاة إلى الصلاة، وليتمسَّك مَن تمسَّك بها ويجعلها تدعوه إلى أن يترك الفحشاء والمنكر؛ لأن هذه هي خَصِيصة الصلاة ، قال تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ».

ونصح  قائلًا: ارجعوا إلى الصلاة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا حَزَبَهُ الأمر فَزِعَ إلى الصلاة، ضاق به الأمر، نَزَلَت مُلِمَّة، مصيبة، كارثة، أزمة- رأيناه يُسرع إلى الصلاة، كأن الصلاة تُفَرِّج عن قلبه الشريف -صلى الله عليه وسلم- ، وكيف لا وهي مَهبَط الرحمات ومَنزِل الأنوار وكَشف الأسرار، كان إذا حزبه الأمر فزع إلى الصلاة، وكان يقول لسيدنا بلال: «أرحنا بها يا بلال» كان يشعر في الصلاة بالراحة، بالسكينة، بالجمال، بالاتصال، بالوصال، بالحضور في الحضرة القدسية الإلهية الربانية.

واستطرد:  جاءه رجل وقال: يا رسول الله ادع الله أن أرافقك في الجنة، قال: «أَوَغير هذا؟»، -أليس لك طلب سِوى هذا، المرافقة في الجنة، مرافقة سيدنا المصطفى والحبيب المجتبى في الفردوس الأعلى، في الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، الطمع في وجه الله جائز - قال: إلَّا هذا يا رسول الله. فقال: «إذن أعني على نفسك بكثرة السجود» ولذلك تراه -صلى الله عليه وسلم- شرع لنا الصلاة سبع عشرة ركعة في اليوم، في خمس صلوات، وهي خمس وهي عند الله خمسون، لأن الحسنة بعشر أمثالها، ويزيدُ الله مَن يشاء إلى أضعاف كثيرة لا نهاية لها.

ووجه رسالة للجميع: إذا لم تكونوا تصلون فصَلُّوا، من غير فلسفة ولَفٍّ وخداع، صَلُّوا فإن الصلاة ركن من أركان الدين، بل هي عمود الدين، وذروة سنامه، والعمود هو الذي تقوم به الخيمة، فإذا قام قام الدين، وإذا هُدِمَ هُدِمَ الدين، قائلًا: والله لا خير لنا في هذا العالم إلا بالدين، ولا خير لنا بالدين إلا بالصلاة، ولا خير لنا في الصلاة إلا بسيد المخلوقات سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وإذا كان كذلك فنحن نتقرَّبُ إليه بحبنا لأهل بيته الكرام، فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد ومَكِّنَّا من الصلاة ومن الحِفاظ عليها.