قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تصحيح البدايات.. علي جمعة: المشاكل كثرت من كل جانب والحلول تبدأ بالوضوء

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه إذا تأملنا مشكلاتنا فإننا نراها كثرت علينا وأحاطت بنا من كل جانب، وإذا أردنا أن نغير من أنفسنا فيجب علينا أن نبدأ البدايات الصحيحة، وأن نجعل البداية من الآن.

وأضاف علي جمعة عبر فيسبوك: يستهين كثير من الناس بما ألِفناه من شرع الله تعالى؛ من كثرة تكراره في حياتنا، أو التزامنا به دون أن نعرف الحكمة منه، أو أننا قد استهنا به لأننا قد حوَّلناه من عبادةٍ إلى عادة .. فتفلِتُ منا البدايات فتضيع منا النهايات، والله - سبحانه وتعالى - يأبى ذلك ورسوله والمؤمنون.

وأضاف: صححوا البدايات، ولا تستهينوا بأمر الله، وعظِّموا شعائر اللهفي قلوبكم، وتعلموا العلم النافع، واتركوا سفساف الأمور، واهتموا بجلائلها، واسألوا فيما يعنيكم، واتركوا ما لا يعنيكم، وسيروا على الدرب متوجهين إلى الله مخلصين له (إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى).

يجب علينا أن نُصحح الوضوء ، وكثير من الناس يتعجب ما بال الوضوء وما بال مشكلاتنا التي نعيش فيها ليل نهار! ونُجيبه بكل بساطة: تصحيح البدايات تصحيح للنهايات؛ فالتفت إلى ذلك المعنى الكريم والنبي ﷺ يقول: (ابدأْ بِنَفْسِكَ ثُمَّ بِمَنْ يَلِيكَ) ، (كلُّكم راعٍ، وَكلكم مَسؤولٌ عن رَعيَّتِهِ) ، (وابدأْ بِمَنْ تَعولُ).

وأوضح: صححوا البدايات ؛ ولذلك نرى السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنها- وكانت من كبار العلماء المتصدرين- يرجع إليها الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه- وهو إمام مجتهد متبوع- فلما انتقل الشافعي قالت وهي تمدحه غاية المدح: "رحم الله الشافعي كان يُحسن الوضوء" ظن بعض القاصرين أنها تتعالى بعلمها عليه وحاشاها؛ فهي من العِترة الطاهرة .. وهي من العلماء العاملين .. وهي من الأتقياء الأصفياء الذين شهد لها الناس وألقى الله حبها في قلوبهم .. حاشاها أن تتعالى على إمام الأمة ومجتهدها، ولكنها كانت تشير إلى هذا المعنى : "كان رحمه الله تعالى يُحسن الوضوء"؛ وإذا كان يُحسن الوضوء فإنه تقبل صلاته فيصح عمله، فيرقى عند الله فيُقْبَلُ دعاؤه، فيخلص لله فيقبل إخلاصه ؛ وحينئذٍ رأينا كيف كان الإمام الشافعي بعد مماته نبراسًا للأمة، نحتاج إلى علمه إلى يومنا هذا ونُراجعه، وإن رأيناه وثقنا فيه وفي علمه.

وقال: صححوا البدايات فأحسنوا الوضوء؛ فإن إحسان الوضوء إنما هو من إحسان العمل، وإذا تعوَّد الإنسان إحسان العمل وعرف معانيه فإنه لن يتهرب من مصنعه ، لن يكذب في تجارته ، لن يتراخى في عمله ووظيفته، والنبي ﷺ كان يُعلمنا شيئًا يعرفه العالم والجاهل، الحضري والبدوي، وإذ به ينظم حياته كلها؛ والوضوء أمره سهل يسير كشأن الشريعة كلها، لم يفرضه الله حرجًا على المؤمنين ولا عَنَتًا عليهم، وإنما فرضه من أجل أن يطهرنا في الظاهر كما أمرنا أن نُطهر أنفسنا في الباطن؛ فنهانا - سبحانه وتعالى - عن الفحشاء والمنكر. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}، (اغسلوا وجوهكم).

وبين عضو هيئة كبار العلماء:أمر حتمي لابد منه في الوضوء ولا تصح الصلاة إلا بالوضوء ولا يصح الوضوء إلا بغسل الوجه، ولكن فيه إشارة ولطيفة : أن تُقابل الناس بوجهٍ طلق ، بوجهٍ نظيف ، بوجهٍ لا يُخفي حقدًا ولا حسدًا ولا غلاًّ ولا قصورًا ولا تقصيرًا، والنبي ﷺ في مراقي العمل الصالح يقول: (وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) ، ويقول: (تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ). انظر إلى المعاني ، انظر إلى ذلك الشخص الذي إذا ما رُؤي ذُكر الله ، انظر إلى أنك كون بحالك وقالك وفعلك داعيًا لله أَوَ تُفْسِدَ في الأرض بعد ذلك.

بداية الصلاة غسل الوجه {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} أي: واغسلوا أرجلكم { إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ } أي: فافهموا بدايتكم الصحيحة، وصححوا البدايات؛ فالأمر ليس أمر تطهر ظاهري، ولذلك جعل البدل من الماء التراب- الذي هو ضد الماء- أو من الصعيد الطيب- على ما اختلف فيه الفقهاء في تفسيرها لغةً- أي: كل ما صعد على الأرض من طيبٍ كما يقول الإمام مالك .إذًا {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ