الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أولياء الله الصالحين .. علي جمعة: لابد من وجودهم على سبيل فرض الكفاية

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الناس على دوائر، ودائرة أولياء الله الصالحين دائرة يقول عنها الإمام السيوطي: إنها من فروض الكفايات، أي أنه يجب أن يكون في الأمة مَنْ يدعو الله -سبحانه وتعالى- فيستجيب، وهكذا أقام الله- عز وجل- في كل عصر مَنْ يذهب إليه الناس للدعاء والاستجابة.

وأضاف « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن أولياء الله الصالحين يمثلون دليلًا واضحًا عند عموم الناس على وجود الإله، وأنه لابد من وجودهم على سبيل فرض الكفاية، وفعلًا كان في كل عصر مَنْ يلتجئ إليه الناس، فيدعو الله -سبحانه وتعالى- فيستجيب، فتثبت قلوب الأمة، ويشعرون بحلاوة استجابة الدعاء.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أننا نعلم أن الدين بين العلم وبين العبادة وبين الدعوة إلى الله، وأن العلم يختص به العلماء، والفقهاء، وَالْمُحَدِّثون، وَالْمُفَسِّرون، وغيرهم من أهل اللغة والأصول والمنطق والتفكير المستقيم، وهناك أيضًا الدعوة إلى الله، ويشتغل فيها الداعية في خدمة الناس، وهو الذي أسميناه في عصرنا بلغة أدبيات هذا العصر بالخدمة الاجتماعية والعمل المدني، ونحو هذه من الألفاظ التي دخلت علينا من الغرب، والجمعيات الأهلية، فكل هذا نوعٌ من أنواع الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- وخدمة الناس.


وتابع المفتي السابق أن هناك العبادة والتربية، والإحسان، وهذا قامت بها طائفةٌ، وقامت على الدين حتى تحافظ على نطاق الإحسان، هذه الطائفة لابد من وجودها في كل عصر، لأن بعض الناس يكره التشخيص، والأولياء يهربون أصلًا من هذا التشخيص، مشيرًا: ليس هناك معنى لأن يقول إنسانٌ عن نفسه: إنه ولي، ليس هذا موجود، الناس هم الذين يقولون عنه هذا؛ لِمَا يرون فيه من الصلاح، من الالتزام، من استجابة الدعاء، من الإرشاد، من التربية.

وواصل الدكتور على جمعة: أولياء الله لا يُعَيَّنون في المناصب الرسمية بطريقةٍ رسمية؛ إنما الذي يُعَيَّنهم الله تعالى والخلق والله، فالله- سبحانه وتعالى- إذا أحب عبدًا نادى في الملأ الأعلى: إني أحب فلانًا فأحبوه، فيسمع جبريل ذلك ويبلغها للملائكة، والملائكة لِمَنْ دونهم، إلى أن تصل إلى الأرض، فيلقي الله عليه محبةً منه، فالناس تحبه.

ونبه: وَمَنْ وفقه الله -سبحانه وتعالى- يسعى للأخذ منه، لأن يلتمس منه الدعاء، لافتًا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم-  إذا قابل عمر بن الخطاب، قال له: «أشركنا في صالح دعائك يا أُخِي»، فعلمنا أن نسأل الدعاء من إخواننا؛ خاصة على ظهر الغيب، وهناك مَنْ سيكون عدوًّا لأولياء الله هؤلاء، حتى ينزل عليه غضب الله، كما أن هناك أعداء لأنبياء الله، فالولي هو شعاع من نبيه، إلا أنه لا يوحى إليه، ولا تجري على يده معجزات.


وأكمل: حتى إن الخوارق التي تجري على يد الولي نسميها: كرامة، كما كان عبادة بن الصامت -رضي الله تعالى- عنه يسمع سلام الملائكة، أخرجه البخاري، نعم رأوا خوارق للعادات، وكانت تجري كثيرًا على يد الصحابة، وأهل السُّنَّة والجماعة من الأشعرية والماتريدية يقرّون بالكرامة؛ ولكن الأولياء يستحون إذا ظهرت على أيديهم كرامة وخارقة كاستحياء البكر من دم حيضها، لإنه لا يريد دعوى، ولا يريد لفيفًا من الناس؛ إنما هو يريد أن يرشد إلى الله بالذكر والفكر.