الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة أفورقي الخامسة لمصر اليوم حلقة جديدة فى تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين

الرئيس الاريتري أسياس
الرئيس الاريتري أسياس أفورقي

تعد زيارة الرئيس الاريتري أسياس أفورقي الحالية للقاهرة وهي الخامسة فى سلسلة زياراته لمصر ، حلقة جديدة في مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين، في ضوء الروابط التاريخية التى تجمع بين الجانبين، وتكتسب الزيارة أهمية خاصة لأنها تأتي في وقت تشهد به القارة الإفريقية العديد من الملفات والقضايا المهمة، مثل تفشى فيروس كورونا المستجد ، وقضايا حوض النيل وأمن البحر الأحمر، حيث أن إريتريا من دول حوض النيل، ولها تأثير كبير في محيطها الإقليمي، وساحل بطول 180 كيلومترا على البحر الأحمر، وبالتالي فهي شريك لمصر في تأمين خطوط الملاحة الدولية التي تقود لقناة السويس.

وتعيد هذه الزيارة، التي تأتي في وقت تشهد فيه عودة مصرية قوية إلى الساحة الافريقية، تسليط الضوء على تاريخ العلاقات بين البلدين والتى تولدت في خمسينيات القرن الماضي، إذ كان لمصر الدور الأكبر في دعم وتأييد الثورة الإريترية منذ انطلاقها وحتى إنجاز مشروع الاستقلال الوطني الإريتري.

ويعد أسياس أفورقي الرئيس الأول والحالي لإريتريا منذ انفصالها عن إثيوبيا يوم 24 مايو 1993 وكان أمينا عاما للمؤتمر التنظيمي الثاني للجبهة الشعبية لتحرير إريتريا وأشهر قادة الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة قبل الاستقلال، والتي أصبحت الحزب الحاكم الآن.

وترتبط مصر بعلاقات تاريخية مع إريتريا، وكان لمصر الدور الأكبر في دعم وتأييد الثورة الإريترية حتى إنجاز مشروع الاستقلال الوطني الإريتري، فقد كانت مصر مأوى للاجئين من الزعماء الوطنيين من إرتيريا، وقبلة للطلاب الاريتريين، حيث شهدت القاهرة تأسيس أول اتحاد طلاب اريتري عام 1952. كما كانت القاهرة مقرا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية في يوليو 1960. وبعد انطلاق الثورة كانت مصر من أوائل البلدان التي ساندتها وقدمت لها مختلف أنواع الدعم السياسي والمادي والتعليمي للشعب الإريتري حتى الاستقلال عام 1991.

وفضلا عن ذلك ترتبط الدولتان بعلاقات قوية عبر بعض الآليات التي تضمهما ودول أخرى ومن تلك الآليات الاتحاد الافريقي والكوميسا ومجموعة دول حوض النيل، فضلا عن آليات جامعة الدول العربية التي تشارك فيها ارتيريا بصفة مراقب. وقد كان للدبلوماسية المصرية دور بارز في احتواء تداعيات النزاع الذي اندلع بين إريتريا وإثيوبيا 1998-2000، حيث سعت مصر،التي كانت ترأس منظمة الوحدة الافريقية آنذاك، لتسوية هذا النزاع ودعم جهود السلام بين البلدين، انطلاقا من حرصها على وحدة الصف الأفريقي.

وتعد هذ الزيارة الخامسة للرئيس أفورقي للقاهرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، كما أنها المرة الخامسة والعشرون التي يزور فيها الرئيس الاريتري مصر منذ توليه مهام منصبه فى عام 1993، حيث كانت أخر زيارة له في عام ٢٠١٩ ، كما كان أفورقي أول رئيس أفريقي يزور القاهرة عقب حفل تنصيب الرئيس السيسي في شهر يونيو 2014، وهو الحفل الذي شارك فيه أفورقي أيضا، وهو ما يعد مؤشرا على قوة العلاقات بين البلدين.

وقد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم بقصر الاتحادية الرئيس الاريتري اسياس افورقي الذي يحل ضيفا علي مصر في زيارة عمل لمدة ثلاثة ايام ، وقال السفير بسام راضي ، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنه من المنتظر أن يتم عقد جلسة مباحثات رئاسية مشتركة بحضور وفدي البلدين لمناقشة وتبادل الرؤي حول تطورات الاوضاع الاقليمية خاصة في منطقة القرن الافريقي والبحر الأحمر، فضلا عن بحث موضوعات التعاون الثنائي بين الجانبين في اطار العلاقات المتميزة التي تجمع مصر واريتريا.

ومن الملفات المتوقع مناقشاتها خلال مباحثات الرئيسين السيسي وأفورقى ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفعيل التعاون المشترك في المجالات المختلفة، ومنها الزراعة واستغلال الثروات الحيوانية والسمكية والبنية التحتية والتجارة والثقافة والتعليم والصحة، وتأكيد مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة لارتيريا خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والتي تأسست عام 2014 ، وسبل تعزيز العلاقات المصرية الاريترية في مختلف المجالات التنموية والأمنية، حيث تم من قبل الاتفاق على تبادل زيارات الوفود بهدف تفعيل أطر التعاون القائمة وتنفيذ المشروعات المشتركة.

ويعتزم الجانبان بحث ملفات تطورات الأوضاع على الساحة الافريقية وفي منطقة القرن الافريقي، وبحث التحديات التي تواجه المنطقة ودول القارة الأفريقية، خاصة على ضوء تفشي فيروس كورونا المستجد الذى أنهك الإقتصاد العالمى، وإطار العمل على إحلال السلام والاستقرار ومبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ، وملفا المستجدات والتطورات الإقليمية، خاصة وأنه سبق الإتفاق على الاستمرار في التنسيق المكثف بين البلدين إزاء كافة الموضوعات المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن سعيا لتدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصة في ضوء أهمية منطقة القرن الافريقي ودور اريتريا بها وما لذلك من انعكاسات على أمن البحر الأحمر ومنطقة باب المندب.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل اليوم الأثنين، نظيره الإريتري أسياس أفورقي، بقصر الاتحادية، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية ، تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.