أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة ، في الساعات الأولى من صباح اليوم، الاثنين، أول مسبار عربي وإسلامي في العالم "مسبار الأمل" في مهمة تاريخية إلى كوكب المريخ في إطار سعيها إلى أن تصبح خامس دولة على مستوى العالم تستطيع الوصول إلى الكوكب الأحمر، لترسل بذلك رسالة أمل إلى الشباب العربي بإنجازها الذي لم يشهد العالم العربي له مثيلًا من قبل.
وتناولت تقارير وسائل إعلام عربية وعالمية تفاصيل مهمة إطلاق "مسبار الأمل"، ورصدت عملية إطلاقه على متن صاروخ ياباني طراز "H-IIA" من مركز تانيغاشيما الفضائي باليابان لحظة بلحظة، ومن المقرر أن تستغرق رحلته، التي تهدف إلى استكشاف كوكب المريخ، سبعة أشهر، وسيتم خلالها تصحيح مساره بشكل دوري عن طريق إجراء ما يُعرف باسم "مناورات تصحيح المسار"، بحيث يدخل مداره المحدد حول الكوكب في شهر فبراير لعام 2021.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، فقد حرص الفريق المسئول عن المشروع على مراعاة أقصى معايير الدقة الزمنية، لضمان وصوله إلى مدار كوكب المريخ بحلول الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة في ديسمبر لعام 2021، وذلك من خلال إطلاق المسبار هذا الصيف في إطار مهلة إطلاق حُددت فلكيًا في الوقت الذي تكون فيه الأرض في أقرب نقطة لها من كوكب المريخ خلال دورانهما حول الشمس.
وبحسب ما جاء في تقرير لموقع "The Verge" الأمريكي المتخصص في مجال التكنولوجيا، فإن هذه المحاذاة الكوكبية تحدث مرة كل 26 شهرًا على وجه التحديد.
وأشار التقرير إلى أن تحقيق هذا الإنجاز التاريخي كان بمثابة تحدي بالنسبة لدولة الإمارات، مضيفًا أن المهندسين والعلماء القائمين على هذا المشروع كان لديهم ست سنوات فقط لإعداد المسبار من أجل إطلاقه خلال العام الجاري، وقد كلفتهم الحكومة ببناء المسبار الفضائي بأنفسهم، وليس شرائه، في إطار ميزانية محددة قدرها 200 مليون دولار من أجل التطوير والإطلاق، وهي ميزانية تعد الأقل مقارنة بمشروعات مماثلة، كما أكدت وسائل إعلام إماراتية.
جدير بالذكر أنه في غضون شهر تقريبًا، سيقوم المهندسون بإجراء المناورة الأولى لتصحيح مسار "مسبار الأمل" إلى المريخ، وهناك حاجة إلى إجراءا سلسلة من هذه المناورات للتأكد من أن المسبار في الموقع الصحيح في كوكب المريخ عند وصوله.
الاختبار المصيري في الرحلة إلى المريخ:
يأتي الاختبار الأصعب على الإطلاق خلال الرحلة المريخية في شهر فبراير، حيث سيتعين على المسبار إجراء مناورة مدتها 30 دقيقة بهدف إبطاء سرعته من 121 ألف كيلو متر في الساعة إلى حوالي 18 ألف كيلو متر في الساعة، لإدخال نفسه في المدار حول المريخ.
وتكمن صعوبة ذلك في أن المسبار سيكون بعيدًا لدرجة تتأخر معها الإشارات اللاسلكية من 13 إلى 26 دقيقة لتصل إلى الأرض، الأمر الذي يجعل التحكم اللحظي به من أجل إجراء أي تصحيحات غير ممكن، ولذلك فقد صُممت برمجيات المسبار بحيث يكون ذاتي التحكم، وقادرًا على اتخاذ القرار لتصحيح مساره دون تدخل بشري، حيث ستتم عملية الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ بشكل ذاتي مائة في المائة.
وجاء في تقارير وسائل إعلام إماراتية أنه بمجرد اكتمال عملية الدخول إلى مدار الكوكب الأحمر سيكون "مسبار الأمل" محجوبًا بواسطته، وعندما يخرج المسبار من الجانب المظلم للمريخ ستتم إعادة الاتصال به مجددًا، وعندها فقط يمكن للفريق التأكد من نجاح مناورة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ.
ومن المقرر أن يقوم الفريق المسئول عن المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة بفحص الأجهزة العلمية الموجودة على متن المسبار مع إجراء عدة مناورات لإدخاله في المدار العلمي الصحيح حول المريخ حتى يبدأ مهمته.