الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نوستالجيا.. معاناة نجيب محفوظ من الصرع في طفولته.. وتأثير مرض السكر على كتاباته وحياته

الأديب نجيب محفوظ
الأديب نجيب محفوظ

في كتاب بعنوان "أنا نجيب محفوظ.. سيرة حياة كاملة"، سلط الكاتب "إبراهيم عبد العزيز" الضوء على لمحات ومواقف في حياة الأديب الراحل "نجيب محفوظ"، مستندًا في ذلك إلى أحاديثه وحوارته الصحفية في مناسبات متعددة.

وفي أحد أجزاء الكتاب والذي جاء تحت عنوان "صبور" تناول الكاتب صراع "نجيب محفوظ" مع المرض بشكل عام في مراحل عمرية مختلفة بداية من إصابته بالصرع في طفولته إلى إصابته بمرض السكر ومعاناته من ضعف السمع في مراحل أخرى من حياته.

إصابة نجيب محفوظ بالصرع في طفولته: 

في هذا الجزء، الذي يستند إلى حديث لـ"محفوظ" مع "صبري حافظ" في مجلة "الآداب" في شهر مارس لعام 1971، أورد الكاتب على لسان الأديب الراحل قوله: "لقد أصبت في طفولتي بالصرع، وكان الصرع في هذا الوقت من الأمراض القاضية، وكانت وسائل العلاج بدائية إلى حد ما، وكان هذا المرض دائمًا ينتهي في أيامنا بالموت أو الجنون".

وتابع حديثه مؤكدًا أنه شُفي منه بسرعة، حيث كان الصرع خفيفًا ولم يترك أثرًا.


إصابته بمرض السكر أخافته بشدة وتأقلم معها بهذه الطريقة:

بالنسبة إلى معاناته مع مرض السكر فقد بدأت في عام 1960، عندما كان في التاسعة والأربعين من عمره، وقد خاف "محفوظ" من هذا المرض خوفًا شديدًا، وصدمته حيال الإصابة به "لم تكن بسيطة"، والسبب وراء ذلك يرجع إلى فهمه أنه "يُضعف الإنسان إلى حد كبير".

لكنه أشار كذلك إلى أنه لم يشعر بأن المرض أثر في عمله، حيث ظل نشاطه كسابق عهده "ولم يحدث للكتابة أي شيء بسببه".

في السياق ذاته، جاء في إطار حديث "محفوظ" لـ"عادل ناشد" بمجلة "صباح الخير" في عام 1986، وحديث آخر يعود تاريخه لأواخر 2001، ما مفاده أنه تأقلم مع مرض السكر عن طريق "الشدة مع النفس خصوصًا بعد عام 1980 عندما أصيبت شبكية العين"، واستطاع التعامل مع هذه المشكلة بدورها من خلال اختصار ساعات القراءة والكتابة والالتزام بنصائح الأطباء حرفيًا.

وأضاف أن ضعف بصره أدى إلى اضطراره إلى التخلي عن عادته في عدم ترك أي كتاب سوى بعد الانتهاء منه، وعود نفسه بدلًا من ذلك على تقسيمه إلى أجزاء قصيرة.

وأكد في أحد حوارته الصحفية أنه اكتشف من خلال معاناته من مرض السكر أنه صبور وقادر على التكيف.


معاناة الأديب الراحل من ضعف السمع تسببت في تخليه عن إحدى هواياته المفضلة:

بدأ "محفوظ" يشكو من ضعف السمع في عام 1955، بعد انتهائه من كتابة الثلاثية، واضطر للبدء في استخدام سماعة الأذن، إذ كان لا يسمع بأذنه اليمنى على الإطلاق، أما اليسرى فكانت قدرته على السمع بها تضعف تدريجيًا.

وكشف عن تأثير هذه المشكلة على حياته في إطار حديثه لمجلة "صباح الخير" في عام 2001، وحديث آخر مع مجلة الهلال يعود تاريخه لعام 1970، حيث ذكر أن أجمل شيء بالنسبة إليه كان مشاهدة مباريات كرة القدم في التلفزيون كونها لا تحتاج إلى سماع صوت المعلق.

وقد تسببت معاناته من ضعف السمع في تخليه عن واحدة من الهوايات المفضلة لديه، حيث أفاد الأديب الراحل بأنه كان من أشد المغرمين بالذهاب إلى المسرح، وأضاف: "لم أكن لأترك مسرحية واحدة دون أن أشاهدها"، لكنه عقب إصابته بضعف السمع، توجه ذات مرة لمشاهدة مسرحية "حلاق بغداد"، ولم يصل إليه آنذاك أكثر من ربع حوار المسرحية، ولم تساعد سماعة الأذن في تخفيف حدة هذه المشكلة، إذ أنها كانت تضخم الصوت متسببة في إصابته بصداع شديد.

وقال في إطار حواره لـ"الهلال": "منذ هذا الحين لم أذهب إلى المسرح.. لكني أتابع إنتاج الكتاب المسرحيين عن طريق القراءة والمشاهدة في التلفزيون".