EN 
كشف الكاتب الكبير نجيب محفوظ في حوار أجري معه في منتصف السبعينيات نشر في كتاب "عشرة أدباء يتحدثون"، للكاتب فؤاد دوارة، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب منذ ما يقرب من عشر سنوات، أنه لجأ إلى العبث في بعض قصصه.
وقال محفوظ: "مرت بي حالات فقدت فيها توازني، فكتبت أعمالا ظاهرها العبث، ولكن حرصي على الانتماء أفسد عبثيتها، فالعمل العبثي كما تعرف ليس له زي معنى، وقد صورت في هذه الأعمال عالما مضطربا مفككًا خاليا من كل أساس للمنطق أو المعقولية، ولكن كان من الواضح رغم ذلك أن هناك معنى ما أقصده".
وأضاف: "فلم أكتب أبدًا عملا بلا معنى، مهما بدا الشكل مفككا وغامضًا، يبدو أنني لم أستسلم لهذا العبث، بل صورته وكلي رغبة في تجاوزه، وهذا هو الفرق بيني وبين الشبان أصحاب الرؤية العبثية، لقد تعرضت كلها لمصادرة الرقابة لأسباب سياسية، وتأجل نشر بعضها، وحذفت أجزاء من بعضها الآخر، فهل تتصور أن تصادر الرقابة السياسة أعمالا لا معنى لها؟".
