الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نوستالجيا| قصة أول حفل غنت فيه كوكب الشرق أم كلثوم في حياتها.. وسبب تسميتها بهذا الاسم

كوكب الشرق أم كلثوم
كوكب الشرق أم كلثوم

كوكب الشرق.. شمس الأصيل.. صاحبة العصمة.. قيثارة الشرق.. ثومة.. الست.. سيدة الغناء العربي: كلها ألقاب عُرفت بها الفنانة الراحلة أم كلثوم، التي بدأت مسيرتها الفنية من تحت الصفر، لكنها على الرغم من ذلك استطاعت أن تصل إلى قمة لم يصل إليها أحد.

وتناول الكاتب والصحفي المصري محمود عوض في كتاب له بعنوان "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" جوانب من حياتها الشخصية، وكان كتابه هذا كما وصفه في مقدمته بمثابة حصيلة لـ أفكار أم كلثوم وأفكار المجتمع عن أم كلثوم، إلى جانب مذكرات كوكب الشرق.. مذكرات منها وعنها.

وأكد الكاتب أيضًا في مقدمة كتابه، الذي صدرت الطبعة الأولى منه في عام 1969، أن فن أم كلثوم فيما بين بداية مسيرتها ووصولها إلى القمة كان هو في واقع الأمر "الطريقة التي عاشت بها.. وهو حياتها"؛ وأضاف أن: "أم كلثوم نجحت في أشياء كثيرة.. وفشلت في أشياء قليلة.. لكن يبقى في النهاية شيء واحد، لقد فشلت أم كلثوم في شيء أكبر من هذا كله: فشلت في أن تكون امرأة عادية".


جدير بالذكر أن الكاتب محمود عوض كان أحد أعمدة الصحافة المصرية في دار أخبار اليوم، واختار له إحسان عبد القدوس لقب "عندليب الصحافة"، وقد اقترب خلال مسيرته الصحفية من نجوم الفن والسينما؛ وعندما طلبت أم كلثوم من مصطفى أمين أن يؤلف كتابًا عنها، اعتذر ورشح لها عوض، ورغم أن كوكب الشرق لم تكن متفائلة حيال العمل معه في البداية، إلا أنها عندما قرأت كتابه "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" أبدت إعجابًا به.

ويسلط أول فصول الكتاب، وهو بعنوان "من مذكرات أم كلثوم.. سنوات السير على الأقدام"، الضوء على بدايات أم كلثوم الفنية وطفولتها ودراستها إلى جانب نشأتها وسبب تسميتها بهذا الاسم.

سبب تسمية أم كلثوم بهذا الاسم:

أورد الكاتب قصة تسمية أم كلثوم بهذا الاسم، حيث أوضح أنه عندما وضعت الأم "فاطمة المليجي" مولودتها في بيتها الريفي الصغير بقرية طماي الزهايرة في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، حملت الداية القروية المولودة وخرجت بها إلى المندرة وهي تصرخ: "مبروك فاطمة ولدت" دون الإشارة إلى أنها أنجبت طفلة، خشية أن يُصدم الأب الشيخ "إبراهيم البلتاجي" بهذا الخبر.

لكنه كان آنذاك يجلس على الأرض يقرأ كتابًا عن أولاد النبي، وكانت عيناه في تلك اللحظة على اسم إحدى بنات النبي، وقبل أن يسمع إذا ما كان قد رُزق بمولود أم مولودة صاح قائلًا: "نسميها باسم بنت النبي.. نسميها أم كلثوم".

وهذا الاسم لم يكن معروفًا أو متداولًا في قريتها أو القرى المجاورة لها في ذلك الوقت، لذا بدا اسمًا غريبًا بالنسبة للأهل والأقارب، الذين أبدوا اعتراضهم عليه، وحاولوا إقناع والدها باختيار اسم آخر مثل "بدوية" أو "ست الدار"، في حين لم تبد الأم اعتراضًا على اختيار الاسم.

ورفض الأب اقتراحات الأهل والأقارب، وأصر على تسمية مولودته تيمنًا بابنة النبي "أم كلثوم".

قصة أول حفلة غنت فيها أم كلثوم "مزدحمة جدًا بالناس.. حضرها خمسة عشر شخصًا":

أورد الكاتب أيضًا في الفصل الأول من كتابه، على لسان كوكب الشرق أم كلثوم (بناءً على صفحات من مذكراتها)، تفاصيل أول حفل غنت فيه في طفولتها، حيث نقل عنها قولها: "من الصور التي تعيش في ذاكرتي صورة أبي وهو جالس على الأرض يعلم أخي قصة مولد النبي والقصائد والتواشيح ليساعده في عمله الإضافي الذي يقوم به".

وأضافت أنه رغم عدم اهتمامها بجهود والدها في سبيل تعليم شقيقها هذه القصائد وانشغالها باللعب، إلا أن التكرار بدأ يتحكم في ذاكرتها، حيث أوضحت: "بدأت وعمري خمس سنوات أقلد أبي من وراء ظهره وهو يعلم أخي خالد".

وتابعت: "في أحد الأيام ضبطني أبي ووقف وراء الباب يراقبني وأنا أقلده.. فلما انتهيت من تقليده قال لي: تعالي معايا إلى حفلة شيخ البلد"، وهو ما رفضته في البداية، لكن والدها استطاع إقناعها عن طريق إغرائها بالحلوى المفضلة لديها.


وكان وصفها لهذا الحفل كالتالي: "كانت الحفلة مزدحمة بالناس.. فقد بلغ عدد الذين حضروها حوالي خمسة عشر شخصًا.. وكان هذا العدد بالنسبة لي هو الزحام الضخم"؛ وطلب منها والدها الجلوس بجانبه على كنبة خشبية والغناء، لكنها رفضت الجلوس وأصرت على أن تقف فوق الكنبة وشرعت في الغناء.

وأشارت الفنانة الراحلة إلى أنها لم تعان من الخوف أو الاضطراب أمام الجماهير في حفلتها الأولى، بل على العكس إذ كانت وكأنها تغني أمام دميتها.

وانتهت من غنائها بعد حوالي خمسة دقائق، وكانت هذه هي المرة الأولى في حياتها التي تسمع فيها تصفيق الناس، لكن ذلك لم يهزها، حتى أنها سارعت في أعقاب ذلك بسؤال والدها عن الحلوى التي وعدها بها، والتي كانت عبارة عن "طبق مهلبية".