الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

2020 عام حسم الانتخابات لـ ترامب.. الرئيس الأمريكي يطلق حملة لفرض الأمن والسيطرة على حوادث العنف والقتل.. وبايدن يتهمه بالعنصرية واستخدام النزعات العرقية لتفريق الشعب

ترامب
ترامب

  • محللون: ترامب أطلق الحملة الأمنية لإستعادة  رجل الشارع مرة أخرى
  • البيت الأبيض ينشر القوات الفيدرالية في الولايات الأمريكية
  • قرارات حكومة واشنطن جاءت بعد ارتفاع أعمال الشغب والعنف وسفك الدماء
  • ترامب يتحدى منافسه بايدن: أنا أفضل رئيس بعد لينكولن ولست الأسوأ


 يعد عام 2020 أصعب الأعوام على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تصعيد عدائي مع إيران اقترب من حالة الحرب، إلى تفشي فيروس كورونا المستجد، وتراجع الاقتصاد الأمريكي إلى أدنى مستوياته بما ينذر بكارثة، مرورًا بالمظاهرات العارمة التي ضربت الولايات كافة عقب مقتل مواطن أمريكي أسود بأقدام الشرطة، إلى الأزمة الحالية مع الصين حول سرقة الأبحاث الأمريكية،  والتي تمثل جميعها أمور تعد علامات فاصلة لرئيس البيت الأبيض قبل انتخابات نوفمبر المقبلة، والتي تجعله يطلق قررات جديدة لتعزيز صورته لدى الناخبين، وفق ما رأت صحف أمريكية.


ويظهر ذلك جليًا، مع تسجيل استطلاعات الرأي الأخيرة، تراجعًا لترامب أمام منافسه من الحزب الديمقراطي جو بايدن الذي تغلب عليه بـ8 نقاط، مؤكدًا بذلك نتيجته في استطلاع سابق، تغلب فيه أيضًا على رجل البيت الأبيض.


وأمام ذلك، ترى حملة ترامب أن مفتاح عودة الثقة لـ ترامب وارتفاع أسهمه من جديد عبر فرض الأمن في أنحاء البلاد، خاصة بعد حوادث العنف المتكررة.


ومن المقرر أن يرسل الرئيس دونالد ترامب أعداد دعم إضافية من قوات الأمن الفيدرالية إلى المدن الأمريكية في حملة على الجريمة.


ويتم استهداف شيكاغو ومدينتين أخريين يديرهما الحزب الديمقراطي في خطوة من الرئيس الجمهوري، وسط تصاعد في العنف.


لكن عمليات نشر القوات الفيدرالية في بورتلاند، وأوريجون، أثارت الجدل، حيث يقول مسئولون محليون إنها أثارت توترات وسط احتجاجات متواصلة.




أصبح القانون والنظام جزءًا أساسيًا من محاولة ترامب لإعادة انتخابه في نوفمبر.


منذ وفاة المواطن الأمريكي الأسود في 25 مايو، جورج فلويد، بواسطة شرطة مينيابوليس بمينيسوتا، والاحتجاجات لا تتوقف، والتي شكلت أحيانًا اضطرابا مدنيا في عشرات المدن الأمريكية.


وفي الوقت نفسه، ارتفع العنف المسلح في المناطق الحضرية بما في ذلك مدينة نيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجلوس وشيكاغو وميلووكي.


إطلاق عملية الأسطورة
أطلق ترامب عملية موسعة، سميت عملية الأسطورة (ليجيند legend) لاستعادة وفرض الأمن، وذلك على اسم صبي بلغ من العمر أربع سنوات ويدعى، ليجيند تاليفرو، قتل بالرصاص أثناء نومه في منزل عائلته في مدينة كانساس سيتي في شهر يونيو الماضي، دون أي ذنب للطفل، إلا أن حظه جعله وغرفة نومه في مرمى نيران عصابات مسلحة.


وهذا ما جعل الكثيرين يرحبون بإعلان ترامب لفرض الأمن، حيث انضمت والدة الطفل المقتول داعمة الرئيس في إعلانه الذي جرى أمس، الأربعاء.


ووفقًا لوزارة العدل الأمريكية، ستشهد العملية انتشار قوات من عملاء مكافحة الجريمية ومن مباحث مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي، وخدمة قوات المارشال ووكالات اتحادية أخرى تعمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية.


وحول العملية قال ترامب - الذي تراجعت أرقام استطلاعات الرأي حوله في الآونة الأخيرة وسط اقتصاد أمريكي معطل بالفيروس: "هذه الموجة من العنف تهز ضمير أمتنا".


هل يحق لترامب إرسال قوات اتحادية؟
قال ترامب، الذي يتهم الديمقراطيين بالضعف في مواجهة  الجرائم: "في الأسابيع الأخيرة كانت هناك حركة متطرفة للدفاع عن قسم الشرطة وتفكيكه وحله".



وألقى باللوم في ذلك على الديمقراطيين وقال إن "اشتعال عمليات إطلاق النار والقتل  وجرائم العنف البشعة و سفك الدماء، كل هذا سينتهي".


وأضاف المدعي العام الأمريكي وليام بار، الذي كان مع ترامب، أنهم أرسلوا حوالي 200 عميل فيدرالي إلى كانساس سيتي بولاية ميزوري، وسيرسلون رقمًا "مشابهًا" إلى شيكاغو وحوالي 35 آخرين إلى ألبوكيركي، نيو مكسيكو.


وقال بار إن الضباط سيشاركون في "مكافحة الجرائم"، على عكس مهام وكلاء وزارة الأمن الداخلي، الذين تم إرسالهم لوقف أعمال الشغب والعنف  في بورتلاند.


ومع ذلك، فإن مسئولية الشرطة في الولايات المتحدة هي مسئولية الولايات، وقد قاوم المحافظون والمسئولون المحليون نشر عملاء اتحاديين.


ووصفت حاكم ولاية أوريجون كيت براون ذلك بأنه "إساءة صارخة للسلطة" ،فيما قال عمدة بورتلاند تيد ويلر ما يقوم به ترامب "هجوم على ديمقراطيتنا".


فيما قال عمدة شيكاغو، لوري لايتفوت: "نرحب بالشراكة الفعلية، لكننا لا نرحب بالدكتاتورية".


ما الذي يحدث في المدن الأمريكية؟
قبل يومين، فرقت قوات الأمن الاتحادية الغاز المسيل للدموع وكرات الفلفل على المتظاهرين في بورتلاند، التي شهدت 54 ليلة متتالية من الاحتجاجات.


استخدم الضباط ذخائر غير قاتلة للسيطرة على الحشود ولتفريق مئات الأشخاص الذين تجمعوا خارج مبنى المحكمة الاتحادية.


وقد اتهم النقاد، العملاء الفيدراليون وقوات الأمن الاتحادية بانتهاك مظاهر الضبط والتوقيف المتبعة في أمريكا على مدى سنوات طويلة، حيث قام أفراد هذه القوات بقيادة مركبات لا تحمل علامات تعريفية، في أكبر مدينة في ولاية أوريجون، مرتدين ملابس عسكرية، وألقو القبض التعسفي على عدد  من المتظاهرين.


لكن البعض الآخر من المحليين أيد إجراءات ترامب، وقال إنها في وقتها بعدما قتل 14 مشيعًا بالنار خلال حضورهم  جنازة في منزل بشيكاغو، التي شهدت جرائم قتل أكثر بنسبة 34٪ مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لصحيفة "شيكاغو صن تايمز".


وجد مسح لمكتب التحقيقات الفدرالي لعام 2018، فقد تضاعف معدل الجرائم العنيفة في البوكيرك، بـ 3.7 أضعاف في المتوسط، وكانت معدلات القتل والاغتصاب أكثر من ضعف المعدل في العام الماضي والأعوام السابقة.


كما شهدت مدينة كانساس110 حالات قتل، وتم تسجيل 50 حالة أخرى عبر منطقة المترو الكبرى.


مكافحة الجريمة أم محاولة فوز بالانتخابات؟
يقول الكثير من المحللين في مدينة كانساس سيتي إن خطة الرئيس ليست هي ما يحتاجه هذا المكان.


يميل كانساس سيتي إلى الديمقراطيين، ويعارض الكثير منهم سياسات الرئيس ويعارضون تفويضه العدواني للقانون والنظام.


تقليديا، تحظى برامج مكافحة الجريمة بشعبية خلال الحملات الانتخابية، ويقول منتقدو الرئيس إن هذه المبادرة موجهة أكثر إلى أنصاره المحافظين في قلب الريف من أولئك الذين يعيشون في كانساس سيتي ومناطق حضرية أخرى.


يقول منتقدو ترامب إن المبادرة ليست في الواقع محاولة لمكافحة الجريمة في المدن، مدعين أنها مجرد وسيلة لإثارة الحماس بين قاعدة أنصار الرئيس قبل الانتخابات.


لماذا تتصاعد الجريمة؟
ويشير خبراء العدالة الجنائية إلى أن موجة الجريمة قد ضربت البلاد بسبب وباء فيروس كورونا الذي تسبب في بطالة جماعية.


وقال منتدى البحوث الشرطية، وهي منظمة غير ربحية تطلق دراسات أمنية وقانونية لشبكة "إيه بي سي نيوز"، إن أحد العوامل وراء الزيادة بالجريمة هو الاختصاصات القضائية المختلفة التي تمنح الإفراج المبكر للسجناء لمنع انتشار Covid-19 في السجون.


وقال رئيس شرطة نيويورك، تيرينس موناهان، إن العداء تجاه ضباطه خلال الشهرين الماضيين شجع بعض الناس الذين يعتقدون "أن رجال الشرطة لم يعد بإمكانهم فعل أي شيء بعد الآن" على العنف وعلى الانفلات الأمني.


بايدن يهاجم ترامب
من جانبه، وصف جو بايدن، منافس ترامب على الرئاسة في انتخابات نوفمبر، بأنه أول رئيس عنصري للولايات المتحدة، وذلك بعدما سئل بايدن عنه  في ندوة افتراضية نظمها الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة الأمريكية، وفق صحيفة "ديلي ميل".





وسبق أن وصف ترامب فيروس كورونا المستجد COVID-19، بأنه "إنفلونزا الكونج" و"فيروس الصين".


 وقال بايدن: "إن الطريقة التي يتعامل بها (ترامب) مع الناس على أساس لون بشرتهم، وأصلهم، ومن أين هم، هي مرض".


وأضاف: "لم يفعل أي رئيس حالٍ هذا ولا بأي وقت مضى، أبدا أبدا أبدا، لم يفعل ذلك أي رئيس جمهوري، ولا يوجد رئيس ديمقراطي قال بذلك".


وتابع: "لقد كان لدينا عنصريون، وقد تواجدوا، حاولوا الوصول للرئاسة لكن لم يصلوا، إلا ترامب، إنه الأول الذي لديه".


واتهم بايدن ترامب باستخدام النزعات العرقية لضرب إسفين بين الناس في المجتمع.


واستطرد بايدن قائلًا: "إن طريقة وضع الناس ضد بعضهم البعض مصممة لتقسيم البلاد، وتقسيم الناس، وليس جمعهم معًا. انظر ماذا يفعل الآن. إنه يلوم كل شيء ويحمل الصين كل شيء، إنه يستخدمها كإسفين".


وكثيرا يحاول ترامب الدفاع عن نفسه، حيث سئل ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عن رده على الاتهام الموجهة ضده.


وقال الرئيس مرة أخرى إنه لم يفعل أحد أكثر منه لمساعدة الأمريكيين السود منذ إبراهام لينكولن وحتى الآن.
 

وأضاف أن إطلاقه الحملة الأمنية وإصلاح إدارته لنظام العدالة الجنائية، وانخفاض معدل البطالة بين الأمريكيين السود قبل تفشي الوباء؛ وقيامه في عام 2017 بإنشاء "مناطق الفرص"، وهي المناطق التي توفر إعفاءات ضريبية للمطورين في المناطق المحرومة، ما يؤدي إلى إسكان وشركات ووظائف جديدة، كلها أمور تعمل لصالحه.